عملية انتحارية في مطار موسكو تسفر عن 31 قتيلا وإصابة ما يزيد على 130

شكوك بتورط انتحاريين من القوقاز.. والسلطات تفرض حالة الـتأهب الأمني

سيارة إسعاف أمام مطار «دوموديدوفو» الدولي جنوب العاصمة الروسية، عقب التفجير الانتحاري أمس (إ.ب.أ)
TT

وقع أمس في مطار دوموديدوفو الدولي، جنوب العاصمة الروسية، انفجار قالت المصادر الرسمية إنه أسفر عن مقتل ما يزيد على 30 وإصابة قرابة 130 شخصا 20 منهم في حالة حرجة، وإن ذكر شهود عيان أن عدد القتلى يتجاوز السبعين.

إلى ذلك، تعهد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بتعقب ومعاقبة مدبري الهجوم الانتحاري في أكبر مطارات روسيا. وكتب ميدفيديف على موقع «تويتر»: «ستشدد الإجراءات الأمنية في محطات المواصلات الكبرى». وأضاف: «ننعى ضحايا الهجوم الإرهابي في مطار دوموديدوفو، وسيتم تعقب مدبريه ومعاقبتهم».

ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن المصادر الأمنية قولها إن التحقيقات الأولية توصلت إلى استنتاج مفاده أن مدبري الانفجار 3 بدأت الأجهزة الأمنية في تعقبهم، مشيرة إلى احتمالات انتمائهم إلى منطقة شمال القوقاز، بينما أكدت أن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة زنتها 7 كيلوغرامات من مادة «تي إن تي» قام بتفجيرها انتحاري اندس بين صفوف المستقبلين في القاعة المجاورة لمخرج الوصول. وذكرت تاتيانا موروزوفا، المتحدثة الرسمية باسم لجنة تحقيقات مباحث النقل والمواصلات، أن الانفجار وقع في الساعة الرابعة والنصف من بعد ظهر أمس.. بينما أشارت مصادر الأجهزة الطبية إلى احتمالات أن يكون الانفجار قد نجم عن عملية انتحارية قام بتنفيذها إرهابي. وقال شهود عيان إن غلالات الدخان غطت المنطقة المجاورة لقاعة الوصول وحالت لفترة طويلة دون الكشف عن تفاصيل ما جرى أو تحديد عدد القتلى والجرحى في الوقت الذي سارعت فيه أجهزة المطار إلى إغلاق المنطقة وعدم السماح بهبوط الرحلات التي كان مقررا وصولها من الصين وألمانيا وتركيا وأرمينيا وفيتنام إلى مطار دوموديدوفو وتحويلها إلى مطار شيريميتيفو شمال العاصمة. كان الرئيس ديمتري ميدفيديف قد سارع بعقد اجتماع عاجل لبحث الموقف الناجم عن الانفجار وإصدار التعليمات إلى أجهزة وزارة الطوارئ والوزارات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإجلاء المصابين ونقل القتلى وتقديم العون لذوي الضحايا. وقال ديمتري بيسكوف، الناطق الرسمي باسم الحكومة الروسية: إنه جرى إبلاغ فلاديمير بوتين، رئيس الحكومة، بوقوع الانفجار خلال اجتماعه الذي كان مخصصا لبحث تطوير القطاع المصرفي، بينما أكدت المصادر الرسمية أن التعليمات صدرت إلى أجهزة الأمن والشرطة بسرعة تفتيش محطات المترو والسكك الحديدية ومراجعة أماكن التجمعات البشرية في مختلف أرجاء العاصمة تحسبا لاحتمالات وقوع عمليات إرهابية جديدة. وكشفت المصادر الأمنية عن إجراءات مماثلة يجرى اتخاذها في سان بطرسبورغ، إلى جانب تشديد الحملات الأمنية في منطقة مطار بولكوفو الدولي للمدينة.

وبينما راح كثيرون من شهودي العيان يرددون الشائعات التي تقول إن الانفجار الذي وقع على مقربة من قاعة الوصول أعقبه انفجار ثان في المكان نفسه، أكدت المصادر الأمنية عدم صحة هذه الشائعات وإن لم تنف ما تداولته الألسنة حول احتجاز إحدى الطائرات المقبلة من دوشنبه، التي قالوا إن تفتيشها استغرق وقتا طويلا، في الوقت الذي أعلنت فيه إدارتا العاصمة ومقاطعة موسكو حالة الطوارئ وبدء العمل معا لمواجهة الموقف والتخفيف من وقع العملية الانتحارية إلى جانب التنسيق المشترك وتعجل الانتهاء من التحقيقات بما يكفل سرعة الكشف عن مدبري الحادث. وحتى ذلك الحين أمرت السلطات الرسمية بعدم إغلاق المطار الدولي والسماح للرحلات المسافرة من موسكو بالإقلاع في موعدها مع مراعاة الدقة لدى عمليات التفتيش الدورية.

وقالت وسائل الإعلام المحلية: إن دخانا انبعث من منطقة تسلم الأمتعة وشوهد الناس يركضون من بوابات الطوارئ بالمطار. وقالت لجنة التحقيقات بمكتب الادعاء: إن التفجير صُنف على أنه هجوم إرهابي وهو الأول من نوعه في الأراضي الروسية هذا العام. وقال محللون: إن المتمردين الذين يشنون حربا في منطقة شمال القوقاز يخططون لزيادة حملتهم في الأراضي الروسية هذا العام، بينما تستعد البلاد لانتخابات رئاسة عام 2012.

وقالت وسائل الإعلام: إنه جرى تشديد إجراءات الأمن في مطاري موسكو الآخرين اللذين سيستقبلان الرحلات المحولة من مطار دوموديدوفو. وشهدت موسكو أسوأ هجوم في مارس (آذار) 2010 عندما نفذت امرأتان تفجيرين انتحاريين في مترو الأنفاق، مما أدى إلى مقتل 40 شخصا. ويواجه الكرملين صعوبات في احتواء التمرد الإسلامي في منطقة شمال القوقاز ذات الأغلبية المسلمة. وتعهد المتمردون مرارا بنقل المعركة إلى موسكو.