البشير: سنخرج إلى الشارع ليرجمنا الشعب بالحجارة في حال رفضه لنا

قال إن السودان لن يكون في حالة حداد على انفصال الجنوب

TT

قال الرئيس السوداني، عمر البشير، إنه سيخرج للشوارع ليرجمه الشعب بالحجارة حال رفض السودانيين له، واستبعد مغادرته خارج السودان حال قيام أي انتفاضة شعبية ضد حكومته، في وقت رحب فيه بالثورة الشعبية في تونس، بينما كشف عن مشاركته في أفراح الجنوب بالانفصال الذي «بات واقعا»، وتعهد ببناء سودان جديد بالشمال. وأضاف البشير أن السودان ليس في حالة حداد بسبب تصويت سكان جنوب السودان بنسبة 99% لصالح الانفصال.

إلى ذلك، اتفق حزب الأمة القومي بزعامة الصادق المهدي مع المعارضة على ضرورة تغيير حكومة البشير في وقت يقرر فيه الحزب، اليوم، موقفه النهائي من التعامل مع الحكومة وإعلان المهدي اعتزال السياسة أو الإطاحة بالحكومة. وعلمت «الشرق الأوسط» أن قوى الإجماع الوطني عقدت اتفاقا مع رئيس حزب الأمة القومي حتى وقت متقدم من ليل أول من أمس بغرض معرفة تفاصيل لقاء المهدي بالرئيس البشير، وما رشح من معلومات عن اتفاق بين المهدي والحكومة والمشاركة في حكومة ذات قاعدة عريضة دعا إليها المؤتمر الوطني الحاكم. وأشارت المصادر إلى «اتفاق القوى المعارضة على الإطاحة بحكومة البشير وتحقيق التحول الديمقراطي، من خلال التحضير لانتفاضة شعبية بعد إعلان انفصال جنوب السودان، الذي بات وشيكا. وتطالب المعارضة الرئيس البشير بالمشاركة في مؤتمر حوار حول قضايا الشمال بعد انفصال الجنوب لكتابة دستور دائم، وبسط الحريات، وحل الأزمة في دارفور، وتشكيل حكومة (تكنوقراط) تنظم لانتخابات جديدة». وفي السياق ذاته يعلن المهدي مساء اليوم موقفه النهائي من الحكومة، بعد أن أمهلها حتى اليوم السادس والعشرين من الشهر الحالي، وهو يصادف «تحرير مدينة الخرطوم من يد الاستعمار التركي قبل أكثر من 125 عاما».

وتتلخص خيارات المهدي في استجابة المؤتمر الوطني لمطالبه التي طرحها والمتمثلة في «أجندة وطنية تقوم على الحوار»، أو اعتزاله العمل السياسي في حال الرفض، أو الانضمام إلى الثورة الشعبية للإطاحة بحكومة البشير، ويدخل المهدي في اجتماعات مكثفة مع مكتبه السياسي، وممثلين من ولايات السودان، قبل إعلان موقفه في لقاء ينتظر عقده اليوم.

إلى ذلك، سخر الرئيس البشير من معارضيه الذين دعوا إلى الإطاحة به، وقال في لقاء جماهيري بولاية نهر النيل في الشمال: «الشعب السوداني خيب آمال الواهمين الذين يظنون أن زيادة أسعار الوقود والسكر ستؤدي إلى اندلاع المظاهرات في الشوارع كما حدث في تونس».

وأضاف البشير: «في اليوم الذي نشعر فيه بأن الشعب رافض لنا سنخرج له في الشوارع ليرجمنا بالحجارة، ولن نذهب خارج السودان وإنما سندفن فيه»، وذكر: «نحن شعب الانتفاضات ويعلم الناس ذلك ولم نكن مقلدين»، وأعلن عن مشاركته الجنوبيين للاحتفال بالدولة الجديدة، بينما جدد موقفه بعدم التنازل والمساومة في الشريعة الإسلامية، التي قال إنها لم تكن سببا في الحرب بالجنوب، ونوه البشير بأن «انفصال الجنوب لن يكون نهاية التاريخ، وإنما بداية لثورة جديدة نتبنى من خلالها سوداننا الجديد الذي نرفع راياته».