السفارة الأميركية في بغداد: نحبذ التحادث مع إيران حول العراق لكنها لا ترغب

الناطق باسمها لـ«الشرق الأوسط»: انسحاب قواتنا سيكون في موعده

TT

اعتبرت السفارة الأميركية في بغداد أنه ليس هناك أي تشابه بين سقوط نظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وسقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، مشيرة إلى أن الفرق هو أن التغيير في تونس جاء نتيجة لحملة داخلية، أما التغيير في العراق فجاء نتيجة التدخل الأميركي عبر عملية عسكرية.

وقال ديفيد رانز الناطق الرسمي باسم السفارة: «لا نظن أن هناك تشابها بين سقوط النظام في تونس وسقوطه في العراق فالوضع التونسي كان نتيجة حملة داخلية، كنا قلقين حيال الوضع في تونس وطلبنا من الأطراف حل مشكلاتهم عن طريق أساليب سلمية، أما بالنسبة للعراق فإن التغيير جاء نتيجة التدخل الأميركي». وأكد رانز الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» من دبي أن القوات الأميركية ستخرج في الوقت المحدد لها من العراق وفقا لما نصت عليه الاتفاقية الأمنية، مشيرا إلى أن خروج القوات الأميركية سيعني خروج آخر جندي تحت إمرة الجيش الأميركي، لافتا إلى أنه في مقابل ذلك «من الطبيعي أن يكون هناك ضباط أميركيون يعملون تحت إمرة السفير الأميركي لدى العراق والملحق العسكري أو مكتب المساعدة الأمنية وكذلك قوات الحرس فهم سيستمرون بالوجود في العراق».

إلى ذلك نفى رانز وجود أي نوع من التفاوض مع إيران بشأن العراق مؤكدا أن محادثات واشنطن مع إيران تقتصر على محادثات دول الخمسة زائد واحد حول برنامج إيران النووي، مضيفا أنه «ليس هناك اتفاق مع إيران المحادثات فقط في إطار الخمسة زائد واحد ليس لدينا محادثات مباشرة معهم»، لافتا إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تحبذ وجود مثل هذا النوع من المباحثات حول العراق لكن الإيرانيين لا يحبذون ذلك.

وحول تراجع شدة الاتهامات الأميركية لدول الجوار في الضلوع بعمليات شهدها العراق مؤخرا كما جرت عليه العادة في توجيه أصابع الاتهام لسورية وإيران، اعتبر رانز أن هناك تحسنا وتطورا جيدا في علاقة العراق مع جيرانه وقال: «رأينا دعما كبيرا للحكومة العراقية الجديدة من جيرانها في المنطقة وكذلك رأينا زيارات لرؤساء وزارات ومسؤولين كبارا في المنطقة إلى العراق من الأردن وتركيا والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وإيران أيضا». ويتوقف رانز عند الزيارة التي اعتبرها تاريخية لرئيس الوزراء الكويتي إلى العراق: «النقطة المهمة هي زيارة رئيس الوزراء الكويتي التاريخية الأولى من نوعها منذ احتلال العراق للكويت.. وهذا يظهر عودة العراق للمجتمع الإقليمي والمجتمع الدولي والمثال الأمثل هو القمة العربية التي ستنعقد في العراق».

ولا يعتبر رانز خروج القوات الأميركية من العراق نهاية للتعاون بين البلدين وقال: «الحقيقة أن الاتفاقية الاستراتيجية بين البلدين تحث على التعاون بعد 2011 في مجالات الدفاع والأمن لكن هذه البرامج ستنتقل من قيادة عسكرية إلى قيادة مدنية، وبعد الانسحاب سيكون لدينا مكتب للمساعدة الأمنية». وأضاف أن «هناك مجموعة أخرى من البرامج التدريبية التي تنص عليها الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة منها برنامج ستقوده وزارة الخارجية الأميركية».