الانتحاريون والانتحاريات.. تبادل الأدوار

بلاغ أمني قبل تفجير موسكو يتحدث عن احتمالات ظهور «الأرامل الانتحاريات»

TT

كشفت المصادر الأمنية الرسمية عن أن الإرهابيين اتبعوا تكتيكا جديدا يتمثل في الاعتماد على الشباب ممن جرى إعدادهم لتنفيذ المهام الانتحارية، بدلا من فرق الأرامل الانتحاريات، اللاتي سبق ونفذن الكثير من العمليات الإرهابية، ومنها تفجير مترو الأنفاق في نهاية مارس (آذار) من العام الماضي في موسكو، وراح ضحيته ما يقرب من أربعين قتيلا وإصابة آخرين كثيرين، إلى جانب نسف عدد من طائرات الركاب، ومنها التي سبق وأقلعت من مطار دوموديدوفو. ولعل ما قالته هذه المصادر يفسر القصور الذي أشاروا إليه عقب وقوع العملية الانتحارية حول أن أجهزة الأمن كانت قد أبلغت باحتمالات وقوع مثل هذه العملية، بل وحددت المصادر موعدها وموقعها. غير أن هناك من فسر تراخي الأجهزة الأمنية وتقصيرها بقوله إن البلاغ كان يقول باحتمالات ظهور فرق الأرامل الانتحاريات، أو كما يسمونها في موسكو «الأرامل المتشحات بالسواد»، في الوقت الذي يقول فيه آخرون إن العملية ورغما عن ذلك، شاركت في تنفيذها امرأة كانت ترافق الانتحاري الذي أقدم على تفجير العبوة الناسفة، فضلا عن تكذيب ما قيل حول وجود مثل هذه التحذيرات والبلاغات، الأمر الذي فسر بعدم رفع درجة استعداد أجهزة الأمن, وعدم تغيير نظام الدخول والخروج في المطارات ومحطات السكك الحديدية والمترو والباصات.

وتحاول الأجهزة الأمنية، استنادا إلى تسجيلات كاميرات المراقبة الأمنية لقاعات المطار والمناطق المجاورة له رصد خطوات الانتحاري حتى لحظة تنفيذه لعمليته الإرهابية، بينما قالت مصادر أمنية إنه جرى التأكد من أن الإرهابي تسلل إلى قاعة الوصول عبر المدخل المجاور لساحات انتظار السيارات في الدور الأرضي، وهو المدخل الذي يبدو دائما بعيدا عن اهتمامات وأنظار رجال أمن المطار، حسب مشاهداتنا. وقالت المصادر إن العملية الإرهابية تحمل بصمات الإرهاب النمطي لمناطق شمال القوقاز، بينما كانت وكالة أنباء «إنترفاكس» قد نقلت عن مصدر أمني قوله: إن «منفذ العملية ذو ملامح عربية يتراوح عمره بين 30 - 35 عاما».