دوكو عمروف.. شماعة قصور الأجهزة الأمنية

«أمير المسلمين» في القوقاز عاد إلى صدارة المشهد السياسي

TT

دوكو عمروف.. أمير المسلمين في إمارة القوقاز، كما يحلو له تسمية نفسه، عاد إلى صدارة المشهد الأمني والسياسي في محاولة لتحميله مسؤولية ما يعصف بروسيا من كوارث وعمليات إرهابية، يسارع أحيانا بإعلان مسؤوليته، دون أن يكون له بها صلة، مثلما حدث في أعقاب انفجار محطة كهرباء ساياناشوشينسكايا أكبر المحطات الهيدروليكية في روسيا. وكان عمروف سبق وأعلن تنحيه عن إمارة القوقاز، لكنه عاد ليعلن تراجعه وتأكيده على الاستمرار فيما سماه بالمهمة المقدسة لتحرير كل أرجاء القوقاز. ويرصد المراقبون أن عمروف لم يتعجل بعد الإعلان عن مسؤوليته تجاه تدبير أو تنفيذ عملية مطار دوموديدوفو وهو الذي سبق وأعلن مسؤوليته عن تفجير الطائرتين اللتين فجرتهما انتحاريتان في عام 2004 وكانتا أقلعتا من نفس المطار في العاصمة الروسية. والحركة التي أطلق عليها اسم «إمارة القوقاز» تريد ضم مختلف الفصائل المتمردة الناشطة في جمهوريات القوقاز الروسي (الشيشان وأنغوشيا وداغستان والقبردي بلكار وكراتشاييفو، تشيركسي وستافروبول وأوسيتيا الشمالية) والتي تتحرك باستقلالية كبرى. وأسس الحركة في 2007 الشيشاني دوكو عمروف، الملقب بـ«أبو عثمان»، الذي أصبح في 2006 زعيما للانفصاليين الشيشان بعد مقتل عبد الخالد سعيد اللييف ووسع نطاق عمليات المتمردين معلنا الجهاد في القوقاز الروسي الذي يشهد منذ ذلك أعمال عنف. ويعتبر المراقبون أن هذه الحركة استمرار لاستراتيجية زعيم الحرب الراحل شامل باساييف المسؤول عن أكثر الهجمات الدموية التي نفذتها حركة التمرد مثل عملية احتجاز رهائن في مدرسة بيسلان في سبتمبر (أيلول) 2005 ودانها الانفصاليون. ويؤكد زعماء «إمارة القوقاز» بانتظام أن المدنيين في روسيا أهداف مشروعة لهجماتهم. وقال عمروف قبل شهر من العملية الانتحارية المزدوجة في مترو موسكو في مارس (آذار) 2010 التي أسفرت عن سقوط أربعين قتيلا: «إذا اعتقد الروس أنهم يستطيعون مشاهدة أحداث الحرب في القوقاز على شاشات التلفزيون بعيدا عنهم، فإننا سنثبت أننا سننقل الحرب إلى ديارهم». لكن هذه «الإمارة» ليست منظمة متجانسة لأن قسما من المتمردين الشيشان أعلن في صيف 2010 الاستقلال عن عمروف بعد شائعات عن استقالته. كما أعلن عمروف ابتعاده عن الزعماء الانفصاليين الشيشان مثل أحمد زكاييف، وزير الخارجية السابق في الشيشان المستقلة واللاجئ حاليا في لندن. لكن عمليات المتمردين عبر القوقاز دامية وتتخذ شكل هجمات واعتداءات في المنطقة بصورة شبه يومية.