إسرائيل تنفذ انفجارا بقوة 2.5 درجة على مقياس ريختر للهزات الأرضية

ضمن محاولات للكشف عن التجارب النووية

TT

في إطار التعاون مع حلف شمال الأطلسي في رصد التجارب النووية السرية في العالم، أجرى المعهد الجيوفيزيائي الإسرائيلي بالتعاون مع سلطات الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية المختلفة، صباح أمس، تفجيرات بلغت قوتها ما يعادل 2.5 درجة على سلم ريختر للهزات الأرضية.

وقد أجري التفجير في منطقة النقب الصحراوية، جنوب إسرائيل. واستخدم فيه نحو 102 طن من المتفجرات. وأدى الانفجار إلى تشكل سحابة من الدخان وصل ارتفاعها إلى نحو 3 كيلومترات. وتم التقاط الهزات التي أحدثها الانفجار بواسطة المحطات السيسموغرافية (لقياس قوة الزلازل) من أقصى الجنوب الإسرائيلي في إيلات، على البحر الأحمر، وحتى جبل الشيخ شمالا في الجولان السوري المحتل. وتم رصد عملية الانفجار في عدد من المواقع بواسطة وحدة التجارب في الجيش الإسرائيلي، عن بعد 6 كيلومترات من مركز الانفجار في كل الاتجاهات.

وقال د. يبيم جترمان، مسؤول المعهد الجيوفيزيائي الإسرائيلي، إن الموجات الصوتية للانفجار قطعت آلاف الكيلومترات، وتم التقاطها بواسطة المحطات البحثية المنتشرة في أوروبا، ضمن شبكة دولية تعرف باسم «International Monitoring System»، التي أقيمت بعد صياغة ميثاق حظر إجراء التجارب النووية عام 1996. وتقوم الشبكة بتزويد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بمعلومات عن تجارب نووية لم تصرح عنها الدولة التي نفذتها.

كما تقوم المحطات ببث المعلومات بشكل مباشر عن طريق قمر صناعي إلى مركز للمعلومات ومعالجة المعطيات في فيينا. وبحسب جترمان، فإن التفجير لم يسمع في المناطق المأهولة القريبة منه، ولكنه في الوقت نفسه يمكن أن تلتقط موجاته الصوتية في فرنسا، كما حصل في تجربة مماثلة أجريت العام الماضي.

المعروف أن إسرائيل تشارك في هذا البرنامج الدولي في إطار الاتفاق مع الولايات المتحدة وحلف الأطلسي كنوع من التعويض مقابل حفاظها على الضبابية حول تسلحها النووي وإصرارها على عدم كشف أسرارها النووية. وكما قال مسؤول في المخابرات العسكرية الإسرائيلية مؤخرا، فإنها من موقعها الاستراتيجي في قلب الشرق الأوسط، تعتبر إسرائيل محطة مهمة لرصد التحركات النووية الإيرانية.

وكان الجنرال أفيف كوخافي، الرئيس الجديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان)، قد أفرد حيزا كبيرا من تقريره أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، للموضوع الإيراني، فقال إن بمقدور إيران إنتاج قنبلة نووية خلال فترة تتراوح بين عام وعامين من لحظة صدور توجيهات من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي. وأضاف كوخافي أن «السؤال: ليس متى ستحصل إيران على قنبلة؟ وإنما كم من الوقت سيمر حتى يتخذ الزعيم الإيراني قرارا بإصدار توجيهات بتخصيب اليورانيوم بنسبة 90 في المائة».

وأضاف أن قرارا كهذا غير متوقع في السنة القريبة، لأن خامنئي يعرف أنه قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في إيران. ويرى كوخافي أن النظام الإيراني حافظ على استقراره حتى الآن رغم العقوبات الدولية ضده، وما زال يحافظ على قوته ويعزز قدراته العسكرية ومستمر في مشروعه النووي. وكتعبير عن هذا الاستقرار، قام بسحب التخفيضات للمواطنين على أسعار الوقود بسبب العقوبات الإقتصادية، لكن أسعار النفط والوقود مستمرة في الارتفاع عالميا وأضافت إلى الموازنة الإيرانية 600 مليون دولار أميركي. وقال إن الجدول الزمني المطلوب لتركيب رأس حربي - قنبلة نووية على صاروخ سيستغرق وقتا أطول لأن الحديث يدور عن تكنولوجيا متقدمة. غير أنه يجب الأخذ في الحسبان أن استخدام سلاح نووي لا يتم حتما بواسطة صاروخ.