رسالة إلكترونية حول كتاب يشكك في الهولوكوست تثير القلق في مدرسة أميركية

ولي أمر أحد الطلاب اعترف بأنه «أخطأ» في إرسالها

TT

تعتبر قائمة البريد الإلكتروني لمدرسة «290 PTA» العامة مصدر معلومات جيدا حول بعض الأمور، مثل جمع التبرعات، وبرامج ما بعد الدراسة، وقواعد الالتحاق بعروض المواهب القادمة، ولا يعرف عن القائمة إثارتها لمشاعر صادمة.

لكن الرسالة التي ظهرت على القائمة الساعة 2:18 ظهرا يوم السادس عشر من يناير (كانون الثاني) والتي وافقت وقت الراحة، أثارت انزعاج الكثير من أولياء الأمور الذين أبدوا استياءهم من قراءتها، فالرسالة تروج لكتاب، يحمل غلافه نجمة داود سوداء في الأسفل وفي الأعلى علم النازية، وبينهما كتب «مناقشة الهولوكوست.. نظرة جديدة من كلا الجانبين».

صاحب رسالة البريد الإلكتروني مايكل سانتومايورو، الذي يدرس ابنه في الصف الثالث بالمدرسة، أكد على أنه لم يدرك الخطأ، إلا بعد رد والدي أحد التلاميذ في المدرسة، معبرين عن شكواهما من الإعلان، مشيرا إلى أنه كان يهدف إلى إرساله إلى مجموعة أخرى ينتمي إليها، يحاول أعضاؤها البحث عما إذا كانت الروايات بشأن الهولوكوست قد تمت المبالغة في شأنها، واعتذر للأبوين عن هذا الخطأ الفادح.

بيد أن الضرر كان قد وقع بالفعل، عندما أبدى مسؤولو المدرسة والآباء، الذين يشكل اليهود نسبة كبيرة منهم، قلقهم، لا من الرسالة وفقط، بل لوجود ولي أمر يحمل مثل هذه الأفكار بينهم.

واتصلت مديرة المدرسة شارون هيل، بسانتومايورو، لتسأله عما إذا كان حسابه الإلكتروني قد تعرض للقرصنة، أو أن فيروسا قد سيطر على جهازه، فأخبرها بما حدث. حينئذ كتبت إلى أولياء الأمور في المدرسة تقول لهم «يمكن للبريد الإلكتروني أن يكون أداة مفيدة أو خطرة للغاية». وأكدت لهم على أن المدرسة واتحاد المدرسين والمعلمين لا يقرون وجهات النظر والآراء التي يطرحها مؤلف هذا البريد الإلكتروني.

وقالت هيل في مقابلة «إن المدرسة تأخذ الأمر بجدية كبيرة». وكتبت للآباء تقول لهم إنها ستتصل باتحاد مناهضة القذف، لطلب مزيد من التوضيح. وقالت يوم الثلاثاء إنها تلقت ردا من المدير الإقليمي للاتحاد. فقد اتصل المدير بسانتومايورو (61 عاما)، الذي ينكر الهولوكوست، والذي يروج لمعتقداته عبر رسائل البريد الإلكتروني غير المرغوبة على الدوام. وفي السابق كان المحتجون يهتفون «اطردوا النازيين» أمام البناية التي تقع فيها شقته في أبر ويست سايد. لكن سانتومايورو قال إنه تلقى هذه المرة تهديدات بالقتل وقدم بلاغات إلى الشرطة. يشغل سانتومايورو منصب مدير التحرير للقسم الأميركي للأطروحات والفرضيات التي تنشر لمؤلفين يشككون في الهولوكوست لكنهم يعيشون في دول يعتبر فيها التشكيك جريمة، والتي نشرت كتابا أوصى به في الرسالة.

وأكد سانتومايورو أنه لا ينكر الهولوكوست، لكنه كان يرغب في تشجيع النقاش، وقال «أنا لا أكرههم، فما من سبب يدعو لوصفي بأنني معاد للسامية إذا تساءلت عما إذا كان هذا الحدث قد وقع أم لا، وما هو السلاح القاتل الذي استخدم خلال الهولوكوست».

وتقول ميليندا باتيلي سكوباز، والدة أحد الأطفال في الروضة الملحقة بالمدرسة، إنها قرأت الرسالة وتعتقد أن هذا الرجل مجنون. وأضافت «أنا متأكدة من أن الآباء لن يقوموا بهذا الخطأ مرة أخرى».

* خدمة «نيويورك تايمز»