علامات استفهام حول دور جماعة الإخوان في الاحتجاجات المصرية

متظاهرون انتقدوا تخاذلهم.. و«الداخلية» اتهمتهم بالتسبب في الشغب

شاب مصري يهتف بشعارات معادية للحكومة خلال مظاهرة في وسط القاهرة أمس (أ.ب)
TT

ثارت أمس علامات استفهام بشأن علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالاحتجاجات التي اندلعت في مصر يوم أول من أمس واستمرت حتى يوم أمس، فبينما حمل بيان لوزارة الداخلية عناصر من الجماعة، مع حركات أخرى، باستغلال الاحتجاجات التي بدأت سلمية، في التصعيد، مما تسبب في إتلاف منشآت - انتقد عدد من منسقي المظاهرات موقف «الإخوان»، متهمين الجماعة بالتخاذل عن مساندة المحتجين. ورفضت الجماعة التهم الموجهة إليها وقالت إن عشرات الآلاف من المصريين خرجوا للتعبير بشكل سلمي عن رفضهم لممارسات النظام المصري. وقال بيان وزارة الداخلية أمس: «إن جماعة الإخوان المحظورة دفعت بأعداد كبيرة من عناصرها في معظم التجمعات خاصة بميدان التحرير بالقاهرة، حيث تجاوز عدد المتظاهرين العشرة آلاف.. مما أدى إلى إحداث تلفيات بمنشآت عامة». وأضاف البيان أنه على الرغم من «النهج الإثاري الذي تبناه المحرضون على التجمع يوم 25 الحالي بدعوى تصعيد مطالبهم، وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المحظور نشاطها وما يسمى بحركتي 6 أبريل وكفاية وكذا الجمعية الوطنية للتعبير، فقد تم السماح لهم بتنظيم الوقفات الاحتجاجية».

وتابع البيان أن قوات الشرطة التزمت بتأمين تلك الوقفات وعدم التعرض لها، على الرغم من جنوح مجموعة من تلك التجمعات بوسط مدينة القاهرة لتنظيم مسيرات، مما أعاق حركة المرور بالكامل وتحويله إلى محاور بديلة، مشيرا إلى إصرار متزعمي تلك التجمعات «على أسلوب التحريض وعدم الاستجابة لما تم إعلانهم به من ضرورة الانصراف بعد أن تم التعبير عن رأيهم». وناشدت وزارة الداخلية المتظاهرين بعدم الانسياق وراء «شعارات زائفة يتبناها متزعمو هذا التحرك والذين يسعون لاستثمار الموقف في تحد سافر للشرعية».

وعلى النقيض من ذلك، انتقد عدد من المتظاهرين ومنسقي «يوم الغضب» موقف «الإخوان»، متهمين الجماعة بالتخاذل والتراجع عن مساندة حشود المصرين الذين خرجوا إلى الميادين يوم أول من أمس في حركة احتجاجية كبيرة ونادرة الحدوث منذ عدة عقود.

من جانبها، رفضت جماعة الإخوان المسلمين أكثر قوى المعارضة تأثيرا في البلاد اتهامات وزارة الداخلية، وقالت إن عشرات الآلاف من المصريين خرجوا يوم الثلاثاء للتعبير، وبشكل سلمي، عن رفضهم لممارسات النظام المصري، دون أن يمارسوا أعمال شغب».

وقالت الجماعة في بيان لها أمس: «يؤكد الإخوان المسلمون أن التصريحات التي أطلقتها وزارة الداخلية لوسائل الإعلام التابعة للنظام واتهامها لـ(الإخوان) بإثارة القلاقل، إنما هو قمة الفشل السياسي، وهي محاولة مفضوحة من النظام الحاكم لاستجداء الإدارة الأميركية بالوقوف بجانبه بتماديه في استخدامه الممجوج لفزاعة الإخوان المسلمين». وأضاف البيان: «يؤكد (الإخوان) أنهم جزء أصيل من هذا الوطن يحافظون عليه وعلى منشآته ومؤسساته ويدعون المصريين جميعا إلى الحفاظ عليها، لأن هذه المنشآت والمؤسسات باقية بينما الأشخاص زائلون».

وحمل النائب السابق الدكتور محمد البلتاجي القيادي بالجماعة، الذي شارك في مظاهرات أول من أمس مسؤولية العنف الذي حدث لعناصر مكافحة الشغب الأمنية، مضيفا أن «الإخوان» كانوا في قلب الحدث والتحموا بالجماهير دون أن يتقدموا بخطوة عن أي فصيل سياسي، وقال: «أن نتهم بالمسؤولية عما حدث هو شرف لا ندعيه».

وقال البلتاجي إن الجماعة اتخذت قرارا بأن تكون مشاركتها في مظاهرات «يوم الغضب» في حدود رمزية، وحرصت على ألا تتصدر المشهد، مشيرا إلى أن «هناك رغبة لدى النظام المصري بالإيحاء للرأي العام الغربي بأن الجماعة تقف خلف موجة المظاهرات التي اجتاحت مصر.. ونحن لن نمكنهم من هذا».

وأشار البلتاجي إلى أن الجماعة كانت حريصة على أن يظهر ما حدث في يوم الغضب باعتباره معركة الشعب المصري لا معركة الإخوان المسلمين، وفي ضوء هذا التصرف الواعي تعاملنا مع الحدث.

وكانت جماعة الإخوان المسلمين بمصر، رفعت في أعقاب اندلاع الثورة التونسية منتصف الشهر الحالي، عشرة مطالب للإصلاح السياسي، وحذرت من إمكان انتقال أحداث تونس إلى مصر، وطالبت بحل البرلمان وإلغاء حالة الطوارئ، ووضع حد أدنى للأجور، وإجراء تعديلات دستورية لضمان حرية الترشح وديمقراطية الاختيار في الانتخابات الرئاسية القادمة تحت الإشراف القضائي الكامل.