أفغانستان: ارتفاع قتلى وإصابات الأميركيين بسبب القنابل المحلية الصنع

مقتل 268 جنديا بألغام زرعت على جوانب الطرقات خلال 2010

TT

ارتفع عدد الجنود الأميركيين الذين قتلوا خلال العام الماضي إثر انفجار قنابل مزروعة على جوانب الطرقات داخل أفغانستان بنسبة 60 في المائة، وزادت معدلات الإصابات بمقدار ثلاثة أضعاف تقريبا، وذلك حسب ما أفادت به إحصاءات عسكرية أميركية جديدة.

وفي المجمل، قتل 268 جنديا أميركيا إثر انفجار قنابل زرعت على جوانب الطرقات خلال 2010، ويساوي هذا الرقم إجمالي من قتلوا خلال الأعوام الثلاثة السابقة، طبقا للإحصاءات التي حصلت عليها صحيفة «واشنطن بوست». كما تعرض أكثر من 3360 جنديا لإصابات، بزيادة 178 في المائة عن العام الماضي. ويقول مسؤولون عسكريون إن الزيادة في الهجمات كانت متوقعة، على ضوء الزيادة في قوات الناتو والقوات الأميركية، بالإضافة إلى زيادة العمليات القتالية. وتأتي الزيادة على الرغم من إجراءات جديدة للوقاية من ذلك داخل مناطق الحرب، ومن بين ذلك استخدام أجهزة للكشف عن الألغام وكلاب مدربة ومناطيد مراقبة ثبتت فيها كاميرات تجسس متطورة.

ويسعى الجيش الأميركي منذ أعوام للوصول إلى وسيلة للتعامل مع القنابل المحلية الصنع. وتعد هذه القنابل التي تتكون بالأساس من أسمدة وأجزاء معدنية أو إلكترونية أكثر أداة توقع قتلى وجرحى بين القوات الأميركية.

ويقول ليفتنانت جنرال مايكل أوتس، مدير هيئة تابعة للبنتاغون مسؤولة عن مكافحة القنابل، إن نسبة الهجمات باستخدام القنابل المحلية الصنع التي أوقعت قتلى وجرحى بين صفوف قوات الناتو والقوات الأميركية والأفغانية والمواطنين الأفغان تراجعت بالفعل خلال الأشهر الأخيرة من 25 في المائة الصيف الماضي إلى 16 في المائة خلال ديسمبر (كانون الأول)، وذلك حسب ما أفادت به إحصاءات عسكرية أميركية. وأضاف: «اهتمامي بالأساس منصب على تقليل هذه الهجمات المؤثرة، وقد حققنا نجاحا كبيرا في هذا المجال، وأعتقد أننا سنستمر في تقويض قدرات العدو».

وأكد أوتس ومسؤولون عسكريون آخرون على أرقام تظهر أن القنابل المحلية الصنع أوقعت قتلى بين قوات التحالف الذي يتزعمه الناتو خلال العام الماضي أقل ممن سقطوا قتلى خلال 2009 بتراجع بسيط من 447 إلى 430.

ولكن تظهر دراسة أعمق لهذه الأرقام أن معدلات القتلى والمصابين بين صفوف الأميركيين ارتفعت مع بدء توليهم المسؤولية عن القتال في جنوب أفغانستان من حلفاء أوروبيين، حيث تعد مقاومة المتمردين هناك الأشد. وفي الوقت نفسه، تراجعت معدلات القتلى والمصابين بين قوات الحلفاء.

وقام متمردون أفغان بزرع 14.661 قنبلة محلية الصنع العام الماضي، بزيادة 62 في المائة عن 2009، وبزيادة ثلاثة أضعاف عن العام الأسبق. ويقول الكولونيل جورج شوبلينكوف، رئيس برامج محاربة القنابل المحلية الصنع بقوات الناتو والقوات الأميركية داخل أفغانستان، إن لديه تفاؤلا حذرا بأن هذا هو أعلى مستوى قد تصل إليه الهجمات بعد المستوى الذي وصلت إليه خلال الصيف الماضي.

وأضاف في مقابلة عبر الهاتف: «أعتقد أننا أوقفنا النشاط خلال هذا العام (الماضي). وسنعرف الوضع خلال الربيع المقبل، فإذا بدأ بعودة الارتفاع خلال مايو (أيار) أو يونيو (حزيران)، سيكون علينا إعادة تقييم الوضع».

وتوقع أوتس أن العدد الإجمالي للهجمات بالقنابل لن يزيد بدرجة كبيرة خلال العام الحالي. ولكن أشار إلى أنه غير واقعي أن نتوقع قيام الجيش بالقضاء على التهديد ما دام التمرد الأفغاني مستمرا. وتشهد الهجمات باستخدام القنابل ارتفاعا مطردا منذ 2005 عندما بدأت حركة طالبان في محاكاة تكتيكات المتمردين داخل العراق.

يشار إلى أن البنتاغون قام بإنشاء هيئة أوتس، التي تعرف باسم المنظمة المشتركة للقضاء على القنابل المحلية الصنع، عام 2006 من أجل تنسيق الجهود بين الخدمات المسلحة. وتبلغ ميزانيتها 3.5 مليار دولار، ومن المفترض أن تساعد على تسريع استخدام برامج لمحاربة القنابل المحلية الصنع داخل أفغانستان والعراق.

ويقول منتقدون من بينهم أعضاء في الكونغرس ومكتب المساءلة الحكومية وبعض ضباط الجيش إن هذه الهيئة لم تتحرك في الماضي بالسرعة المطلوبة وأضاعت المال على تقنيات غير مجربة. وكان هناك اهتمام بهذه المخاوف خلال ديسمبر 2009 عندما أعلن الرئيس أوباما التوسع في الحرب الأفغانية وتعبئة 30.000 جندي إضافي.

وفي نفس الوقت، قام وزير الدفاع روبرت غيتس بإنشاء فريق مهام منفصل عالي المستوى تحت قيادة ليفتنانت جنرال جون باكستون والمسؤول الرئيسي عن شراء الأسلحة داخل البنتاغون أشتون كارتر للدفع بمعدات إضافية لمواجهة القنابل المحلية الصنع داخل أفغانستان تزامنا مع الزيادة في القوات. وانتشرت مناطيد المراقبة في سماء أفغانستان. وثبتت فيها كاميرات مراقبة يمكنها تتبع التحركات من على ارتفاع 2000 قدم. ويستخدم الجيش الأميركي والجيش الإسرائيلي هذه المناطيد منذ أعوام، ولكن لم تكن تستخدم على نطاق واسع داخل أفغانستان عندما بدأت زيادة القوات.

ومنذ ذلك الحين، قام البنتاغون بشحن 60 منطادا إضافية إلى منطقة الحرب، ومن المتوقع أن يتضاعف إجمالي العدد خلال العام الحالي. كما توجد خطط لتجهيز المناطيد بتقنية تصوير جديدة معدة بحيث تركز أجهزة استشعار كثيرة داخل قرية بالكامل في نفس الوقت.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»