مصادر إسرائيلية: 10 دول أوروبية تنوي رفع تمثيلها مع السلطة الفلسطينية إلى سفير

توبيخ وغضب متبادلان بين إسرائيل وآيرلندا

TT

بعد رفع تدريج الممثل الفلسطيني في آيرلندا إلى درجة سفير، أعربت مصادر في الخارجية الإسرائيلية عن قلقها من انتقال «العدوى» إلى دول أخرى. وقالت هذه المصادر إنها تقدر بأن تقدم عشر دول أوروبية على الأقل، وفي القريب العاجل، على خطوة مشابهة.

وكانت آيرلندا قد رفعت تدريج الممثلية الفلسطينية إلى درجة واحدة قبل إعلانها سفارة وسمحت برفع العلم الفلسطيني فوقها ورفعت مستوى مدير الممثلية إلى سفير يقدم أوراق اعتمداه من الآن فصاعدا إلى الرئيس الآيرلندي بدلا من وزير الخارجية. وبدا واضحا أن هذه خطوة قبل الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة.

وقد تم استدعاء السفير الآيرلندي في تل أبيب، برايفان أورايلي، إلى وزارة الخارجية في القدس الغربية. فاستقبله مدير دائرة آيرلندا، موطي عميحاي، ووجه إليه توبيخا. وطلب إليه أن ينقل إلى حكومته مدى خيبة الأمل الإسرائيلية من قرارها. وقال له إن إسرائيل تعتبر هذه الخطوة مساسا بمسيرة السلام. ورد السفير الآيرلندي أن بلاده اتخذت القرار مع عدة بلدان أوروبية لاعتقادها بأنه خطوة لدعم عملية السلام. ولكنه وعد بنقل التوبيخ إلى حكومته.

ولكن التوبيخ الإسرائيلي لم يعجب الحكومة الآيرلندية، علما بأن السفير الإسرائيلي في دبلن، بوعز موداعي، نقل هو أيضا رسالة غضب تل أبيب. فصرح مسؤول آيرلندي لعدد من الصحف الإسرائيلية، أمس، بأن حكومته أبلغت الحكومة الإسرائيلية بقرارها منذ عدة شهور ولم تسمع منها شيئا. وأضاف أن بلاده لم تعلن اعترافا بفلسطين دولة بعد، لأنها مقتنعة بأن مثل هذه الخطوة يجب أن تتم عند توقيع اتفاق سلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية. ولكنها في الوقت نفسه ترى أن السلطة الفلسطينية ملتزمة بعملية السلام وتسعى لبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية كدولة مسالمة ذات نظام وتطور وهي تستحق التشجيع على ذلك.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن بريطانيا ستكون الدولة التالية التي ستتخذ إجراء مماثلا في الأسابيع القليلة المقبلة. في حين قدرت مصادر أخرى أن إسبانيا يمكن أن تسبق بريطانيا، وربما تقرر الاعتراف بفلسطين دولة على حدود 1967 وعاصمتها القدس، تماما كما فعلت دول أميركا اللاتينية مؤخرا.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قد وجه تعليماته إلى كبار العاملين في الوزارة والسفراء في الخارج، باستباق قرارات الاعترافات الجارفة بالدولة الفلسطينية والسعي لإقناع الحكومات في مختلف دول العالم بالامتناع عن هذا الاعتراف بدعوى أنه «لا يساعد في دفع عملية السلام». وقالت مصادر مقربة من العمل الدبلوماسي إن توترا محموما يسود في الخارجية الإسرائيلية بسبب هذه الاعترافات المتتالية. وإن مكتب ليبرمان يغلي كالمرجل بسببها، خصوصا على أثر ما ينشر في الصحافة من تعليقات وتسريبات من وزراء في الحكومة تتهمه بشكل شخصي بالفشل في الساحة الدولية.