على الرغم من الخلاف حول «مرمرة»: تركيا تدعو الإسرائيليين إلى العودة للسياحة

دبلوماسي تركي: لا تخلطوا السياسة بالاقتصاد.. نحن نحب رؤيتكم في بلادنا

TT

على الرغم من الخلافات المتجددة بين إسرائيل وتركيا حول الهجوم الإسرائيلي الدامي على سفينة «مرمرة» وبقية سفن أسطول الحرية والتحقيق الداخلي في إسرائيل الذي برأ الجيش واعتبر عدوانه شرعيا، كشف النقاب في تل أبيب، عن خطة حكومية تركية رسمية تستهدف إعادة السياح الإسرائيليين وقد رصدت لها ميزانية أولية مليون دولار.

وقد توجه القنصل التركي في تل أبيب، حسن شراتفجي، بنداء إلى المواطنين الإسرائيليين يدعوهم للعودة إلى التسوح في بلاده. وقال: «ينبغي عدم الخلط بين الخلافات السياسية والعلاقات الإنسانية والاقتصادية. فنحن نحب أن نراكم في بلادنا». وكانت السياحة الإسرائيلية قد ازدهرت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وقفزت من 312 ألف سائح في سنة 2000 إلى 511 ألفا في سنة 2007 وإلى 560 ألفا في سنة 2008. ومع انفجار الخلافات، بعد الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة في أواخر سنة 2008، بدأ يهبط عدد السياح الإسرائيليين في تركيا: 300 ألف في سنة 2009 و110 آلاف في سنة 2010. وقد بدأ الهبوط بسبب خوف الإسرائيليين من انتقام تركي، ولكنه تطور إلى مقاطعة علنية في السنة الماضية، على أثر إطلاق أسطول الحرية. فقد راحت لجان العمال في إسرائيل تقرر علنا مقاطعة تركيا. وحسب أحدهم، رئيس نقابة عمال بنك ليئومي، ثاني أكبر البنوك الإسرائيلية، يونا جولدشلاغر، فإن رحلات الموظفين السنوية تتم لعدة مواقع في العالم، باستثناء تركيا: «لن أرسل أحدا إلى هناك. فالدعاية التركية ضد إسرائيل في العالم وتصريحات (رجب طيب) أردوغان، (رئيس الحكومة التركية) ضدنا قد تجعل أحد المغامرين ينفذ عملية إرهاب ضد سياح إسرائيليين. وأنا لا أستطيع أن أتحمل مسؤولية عن مثل هذه الرحلات».

المعروف أن السياحة العالمية إلى تركيا ارتفعت بنسبة 6.6 في المائة السنة الماضية، ويقال إن إيران وعدة دول إسلامية ساهمت في ذلك. ولكن هذا لم يعوض الأتراك، وهم يريدون عودة السياح الإسرائيليين. وحسب القنصل المذكور، فإن الإسرائيليين الذين خلطوا بين السياسة والسياحة، بحثوا عن أماكن سياحية أخرى في حوض البحر المتوسط (اليونان وقبرص بالأساس) وأوروبا الشرقية، ولكنهم لم يجدوا خدمة وظروفا وأسعارا مماثلة مع ما عرفوا عن تركيا. ولذلك، فإنه واثق من أن السياح الإسرائيليين معنيون بالعدة إلى تركيا. وهم يريدون أن يتيقنوا من أنهم مرغوبون لدينا. ولذلك قررنا تنظيم حملة دعائية لتشجيعهم على القرار.

وتتضمن الخطة عودة السفير التركي إلى تل أبيب، أحمت أوغوس تشيليكول، الذي كان قد غادر منذ أن أهانه نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيلون، قبل نحو السنة. فقد أقامت تركية ناديا ثقافيا في يافا سوف يفتتح في الشهر المقبل، ويحتمل أن يفتتحه تشيليكول نفسه. كما تشارك تركيا في المعرض السياحي الدولي في تل أبيب، الذي يفتتح بعد ثلاثة أسابيع، وضاعفت المساحة التي تشتريها في كل سنة.

ويذكر أن الأزمة السياسية التي أثرت على السياحة، لم تؤثر بتاتا على العلاقات الاقتصادية بين البلدين. بل على العكس، فحسب تقرير لنائب مدير لجنة العلاقات التركية الإسرائيلية، يوسي فتال، ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين البلدين في سنة 2010، بنسبة هائلة بلغت 26 في المائة، عن السنة التي سبقتها. ويشمل هذا الرقم أيضا الصادرات الإسرائيلية العسكرية إلى تركيا، وهي أيضا مستمرة.