روسيا: الفيروس الذي هاجم أجهزة المفاعل النووي الإيراني كان سيتسبب في تشرنوبل جديدة

البرازيل تؤكد أنها لن تسعى لطرح مبادرات جديدة في ملف إيران النووي

جانب من حقل بوشهر النووي في جنوب العاصمة الإيرانية طهران (رويترز)
TT

قالت روسيا أمس إن الفيروس الذي هاجم أجهزة الكومبيوتر العام الماضي في المفاعل النووي الذي بنته في إيران كان من الممكن أن يتسبب في كارثة نووية على نفس قدر كارثة تشرنوبيل، ودعت حلف شمال الأطلسي (الناتو) للتحقيق في الأمر.

وقال ديمتري روجوزين سفير روسيا لدى حلف شمال الأطلسي إن الفيروس الذي أصاب نظام الكومبيوتر في مفاعل بوشهر تسبب في خروج أجهزة الطرد المركزي عن السيطرة. وقال: «الفيروس.. وهو سام للغاية وخطير.. كان يمكن أن يحدث انعكاسات خطيرة للغاية»، واصفا تأثير الفيروس بأنه مثل الألغام المتفجرة. وأضاف: «هذه الألغام كان من الممكن أن تؤدي إلى تشرنوبيل جديدة»، في إشارة إلى الحادث النووي الذي وقع عام 1986 في أوكرانيا التي كانت جزءا مما عرف بالاتحاد السوفياتي. وتابع يقول: «يجب على حلف شمال الأطلسي أن يحقق في الأمر.. هذا ليس موضوعا خاصا».

وبدأت إيران في تزويد بوشهر بالوقود في أغسطس (آب)، وقال مسؤولون إن المفاعل سيبدأ في توليد الكهرباء مطلع هذا العام بعد تأخير لعدة أشهر عقب انتشار فيروس الكومبيوتر العالمي الذي يعتقد أنه أثر على إيران بشكل كبير. وأكد المسؤولون الإيرانيون أن فيروس «ستوكس نت» أصاب أجهزة الكومبيوتر في مفاعل بوشهر ولكنهم قالوا إنه لم يؤثر على الأنظمة الرئيسية. ويقول خبراء أمنيون إن الفيروس ربما يكون هجوما من دولة ما على برنامج إيران النووي وربما يكون مصدره الولايات المتحدة أو إسرائيل.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية البرازيلي أنطونيو باتريوتا إن بلاده لن تقوم بأي محاولات جديدة للوساطة بين القوى العالمية وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني في الوقت الحالي لكنها ما زالت تعتبر الدبلوماسية هي النهج الأفضل لحل النزاع. وقال باتريوتا الذي تولى المنصب في أول ديسمبر (كانون الأول) الماضي، في ظل الحكومة الجديدة التي تقودها الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، إن تأثير العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي على إيران محل شك كما لم يتضح إن كانت ستؤدي في نهاية المطاف إلى تغيير موقف الجمهورية الإسلامية من تخصيب اليورانيوم.

وقال باتريوتا في مقابلة مع وكالة «رويترز»، أثناء زيارة لبروكسل لمناقشة السياسة الخارجية والتجارة: «أفضل الدبلوماسية والحوار.. القول إن العقوبات تحقق تأثيرا مرغوبا فيه محل جدل». وتدعو البرازيل إلى إجراء مفاوضات بدلا من فرض عقوبات لتهدئة مخاوف غربية من أن يكون الهدف من وراء برنامج إيران الذري هو التغطية على بناء سلاح نووي. وتقول إيران إن تخصيبها لليورانيوم له أغراض سلمية. وإلى جانب تركيا توسطت البرازيل للتوصل إلى حل وسط مع طهران العام الماضي لكن القوى الغربية رفضت وساطتها، وقالت إن البرازيل لم تمارس ضغطا كافيا على طهران، كما أثارت غضب الولايات المتحدة بتصويتها ضد العقوبات في الأمم المتحدة.

وحذر الوزير البرازيلي من أن أي مفاوضات في المستقبل قد يعيقها تقدم أحرزته طهران في عملها النووي، لكنه قال إن البرازيل ستتوقف عن أي مبادرات جديدة. وقال: «أعتقد أنه سيكون من المبكر قليلا بالنسبة لنا أن نقوم بمحاولة أخرى على غرار ما فعلنا العام الماضي.. لكننا نبقي القنوات مفتوحة». ولم تحقق جهود بذلتها في الآونة الأخيرة القوى الست العالمية، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا للتفاوض مع إيران، تقدما كبيرا، حيث لم تسفر محادثات استمرت يومين في إسطنبول هذا الشهر عن انفراجة. وقد تواجه إيران الآن خطر فرض عقوبات أكثر صرامة عليها حيث تسعى الولايات المتحدة ودول أخرى إلى طريقة للضغط على طهران لوقف نشاطاتها للتخصيب.

من جهة أخرى، ذكرت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس أن السلطات البريطانية جمدت الحساب المصرفي لمحطة التلفزيون الإيرانية العامة (برس تي في). وأضافت الصحيفة أن السلطات جمدت حساب المحطة الناطقة باللغة الإنجليزية ومقرها الرئيسي في طهران، ولكن لها مكتب أيضا في لندن، في مصرف «ناشيونال ويستمنستر بنك»، مضيفة أن البنك سيعمد قريبا إلى إقفال الحساب. ومن ناحيته، أوضح المستشار القانوني للمحطة ماتيو ريتشاردسون أن البنك رفض الإفصاح عن سبب تجميد الحساب. وقال لـ«التايمز»: «لم يقدموا أي سبب حول إقدامهم على هذا الأمر». أما لورن بوث، شقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، التي تعمل في «برس تي في» واعتنقت مؤخرا الإسلام، فقد نددت بـ«عمل جاء بدافع سياسي».