بغداد: تفجير يستهدف مجلس عزاء يوقع نحو 170 قتيلا وجريحا

مدير مكتب زيباري أول ضحايا القمة العربية المرتقبة

عراقيون يعاينون الأضرار في خيمة عزاء ببغداد استهدفها تفجير أمس (رويترز)
TT

بعد يوم واحد من إشادة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بقيادة عمليات بغداد ومسؤولي الأجهزة الأمنية والإدارية في محافظة كربلاء لحفظ الأمن في العاصمة ونجاح الخطة الخاصة بتأمين الزيارة الأربعينية، سجل الوضع الأمني في بغداد أمس تدهورا لافتا، سواء باستخدام الأسلحة كاتمة الصوت التي كان من بين ضحاياها مدير مكتب وزير الخارجية هوشيار زيباري، غرب بغداد، أو بسيارة مفخخة انفجرت قرب مجلس عزاء بمنطقة الشعلة شمال غربي بغداد خلفت نحو 170 قتيلا وجريحا.

وأعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية مقتل 48 شخصا على الأقل وإصابة 121 آخرين بجروح جراء الانفجار في شارع الستين في منطقة الشعلة ذات الغالبية الشيعية. وحسب مصادر أمنية فإن المشاركين في العزاء رشقوا قوات الشرطة والجيش التي وصلت إلى المكان بالحجارة واتهموها بالتقاعس مما أدى إلى انسحابها. ولم يعرف بعد ما إذا كانت السيارة المفخخة قد استهدفت مجلس العزاء المقام على روح والدة أمين بغداد صابر العيساوي الذي أقيم في الحي نفسه أم استهدف مجلس عزاء آخر، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، لرجل مسن توفي أول من أمس. وفي السياق ذاته، أصدر المالكي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة، أمرا تم بموجبه توقيف القائد العسكري المسؤول عن حماية مدينة الشعلة للتحقيق معه بشأن التفجير الذي وقع هناك.

وفي وقت بدا فيه اغتيال عبد الجبار عبد الله، مدير مكتب زيباري، بمثابة ضربة لجهود بغداد للتحضير للقمة العربية، المقرر أن تستضيفها في مارس (آذار)، فإنه وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مسؤول أمني كبير في بغداد، فإن تعليمات صدرت من جهات عليا بعدم الإدلاء بأي تصريح من قبل المسؤولين الرسميين والتنفيذيين بشأن القمة قبل وصول وفد الجامعة العربية إلى بغداد الأسبوع المقبل. لكن مسؤولا أمنيا رفيعا قال إن استهداف موظفي وزارة الخارجية من قبل جماعات مجهولة قد يكون محاولة لمنع انعقاد القمة العربية في بغداد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه أن «معلوماتنا تشير إلى أن المسلحين باتوا يستهدفون موظفي وزارة الخارجية أو غيرهم في المناطق القريبة منها في محاولة لمنع انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد». وعبر عن اعتقاده أن «المسلحين ربما يحملون بطاقات أجهزة أمنية ليتمكنوا من عبور حواجز التفتيش المنتشرة في بغداد بكل سهولة مع أسلحتهم وبأنهم يستخدمون سيارات مشابهة لموظفي الدولة».

وكانت موجة من الاغتيالات بالمسدسات كاتمة الصوت قد استهدفت مؤخرا عددا من الموظفين رفيعي المستوى من بينهم مدير عام في وزارة الأمن الوطني ومدير مكتب وزير الخارجية ومدير في وزارة الإسكان والإعمار، فضلا عن هجوم على مطعم شعبي في بغداد وعبوة ناسفة موضوعة داخل سيارة نقل في منطقة حي الجهاد غرب بغداد.

من جهة أخرى، قتل خمسة أشخاص وأصيب 21 آخرون بجروح في هجمات متفرقة ببغداد وفقا لمصادر أمنية. وقال مصدر في الشرطة إن «شخصين قتلا وأصيب سبعة آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة داخل حافلة في حي الجهاد (غرب)»، دون مزيد من التفاصيل. كما قال مصدر في وزارة الداخلية إن «شخصا قتل وأصيب سبعة آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة قرب محطة للوقود في منطقة الكرادة (جنوب)». وأضاف أن «عبوة ناسفة استهدفت موكبا تابعا لوزارة المالية في منطقة الوزيرية (شمال)، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين من المارة». وفي هجوم ثالث، قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة في منطقة باب المعظم (شمال)»، بحسب المصدر الذي لم يحدد ما الذي استهدفه الانفجار.

وكان أمس الأكثر دموية في العاصمة العراقية منذ الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما قتل 63 شخصا وأصيب نحو 300 آخرين بسلسلة من الاعتداءات بواسطة سيارات مفخخة استهدفت بغالبيتها مناطق شيعية. ومنذ 18 من الشهر الحالي، قضى 181 شخصا على الأقل وأصيب مئات آخرون بهجمات بعضها انتحاري تستهدف تجمعات للمدنيين كان أولها في مدينة تكريت قبل أن تمتد إلى بعقوبة ومن ثم إلى ضواحي كربلاء خلال إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين.