أوباما يناقش مع فريقه للأمن القومي بدء الانسحاب من أفغانستان

شارك في نقاش مع مستخدمي «يوتيوب» حول المواضيع الواردة في خطابه حول حالة الاتحاد

TT

مع العاصفة الجليدية التي تجتاح العاصمة الأميركية، قضى الرئيس باراك أوباما يوم أمس كله داخل البيت الأبيض، وذلك لأن برنامجه ليوم أمس، صادف نشاطات في واشنطن، بعد أن كان عاد من جولة في ولايات الغرب الأوسط. وحسب البرنامج المعد سلفا، كان من المفترض أن يجمع الرئيس الأميركي فريقه المكلف شؤون الأمن القومي لبحث ملفات عدة أبرزها الوضع في أفغانستان وباكستان، ثم في نشاط منفصل، يشارك في نقاش عبر الإنترنت يرد فيه على أسئلة طرحها عليه مستخدمو موقع «يوتيوب»، وتتعلق بمواضيع وردت في خطابه حول حالة الاتحاد يوم الثلاثاء الماضي.

وقالت مصادر أميركية إن اجتماع مجلس الأمن الوطني يتطرق خصوصا إلى ما ورد في خطاب أوباما أمام الكونغرس عن أفغانستان. وكان أوباما قال إن شهر يوليو (تموز) سيشهد «بداية الانسحاب من أفغانستان»، لكنه لم يقدم أثناء الخطاب تفاصيل، خشية أن يشن عليه قادة الحزب الجمهوري هجوما يتهمونه فيه بالاستعجال في الانسحاب، وأيضا خشية أن ينتقده الجناح اليساري في حزبه، الحزب الديمقراطي، بالتأخر في الانسحاب.

ويسبب سوء الأحوال الجوية في واشنطن، كان متوقعا أن يتشاور مجلس الأمن القومي مع مسؤولين كبار في أفغانستان عبر الإنترنت. وكان أوباما قال أمام الكونغرس إن الاهتمام بأفغانستان حل محل الاهتمام بالعراق، كما أشاد بالتطورات في العراق. وقال إن مائة ألف جندي أميركي تركوا العراق «ورؤوسهم عالية»، وإن المهام القتالية الأميركية في هذا انتهت، وإن العنف تراجع. كما ذكر أن الحكومة الجديدة تشكلت وأن «المدنيين الأميركيين» سيشكلون العام الحالي شراكة «دائمة» مع العراق. وتابع «نفذت أميركا التزامها. حرب العراق تقترب من نهايتها».

وبشأن أفغانستان، أشاد أوباما بالقوات الأميركية التي تحارب ضد قوات طالبان و«القاعدة» في هذا البلد، وقال إنها عززت قدرات الشعب الأفغاني وسيطرت على معاقل طالبان، وتدرب قوات الأمن الأفغانية. وعن الهدف النهائي من حرب أفغانستان قال: «هدفنا واضح: من خلال منع طالبان من السيطرة على الشعب الأفغاني، سوف نحرم (القاعدة) من الملاذ الآمن الذي كان نقطة انطلاق هجمات 11 سبتمبر (أيلول)». لكنه أضاف: «ينتظرنا هناك قتال شديد. والحكومة الأفغانية سوف تحتاج لتقديم نوع أفضل للحكم. سوف نبدأ في إعادة قواتنا إلى الوطن في يوليو».

وقال مراقبون في واشنطن إن الاجتماع السنوي لمجلس الأمن الوطني يتطرق إلى آخر التطورات في أفغانستان، ومنها افتتاح البرلمان الجديد في كابل يوم الأربعاء، بعد أربعة أشهر من الانتخابات. وكانت حكومة الرئيس حميد كرزاي تعرضت لنقد شديد، خاصة من جانب الدول الغربية، بسبب التزوير المفترض الذي طال الانتخابات. وكان متحدث باسم مجلس الأمن الوطني في البيت الأبيض أشاد بافتتاح البرلمان. وقال: «إنها خطوة مهمة في تطور الديمقراطية في أفغانستان، وهي لحظة مهمة للغاية بالنسبة للأفغان الذين أدلوا بأصواتهم بشجاعة في سبتمبر الماضي». وأضاف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي مايك هامر: «تدل المناقشة البناءة والتعاون بين مكتب رئيس أفغانستان والأعضاء المنتخبين حديثا في البرلمان على التزام بتنفيذ إرادة الشعب الأفغاني». وكانت وزارة الخارجية الأميركية قالت: «نحن نثني على الناخبين، وعلى وجه الخصوص، أولئك الذين صوتوا، بثبات وشجاعة، لدعم السلام والديمقراطية على الرغم من التحديات الهائلة».