مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»: سيطرة حزب الله على حكومة لبنان لن تغير تعاملنا مع الملف النووي

قال إن غصن الزيتون لا يزال ممدودا ولكن لا عودة للمفاوضات إلا إذا أبدت طهران جدية

فيلو ديبل نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون ايران أثناء حديثه لـ «الشرق الأوسط» (تصوير: حاتم عويضة)
TT

أكد مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط» ان سيطرة حزب الله على حكومة لبنان لن يكون له تأثير على طريقة تعاطي الغرب مع ايران حول ملفها النووي. ولم يستبعد فيلو ديبل، نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون ايران، امكانية ان تطلب واشنطن من سورية لعب دور في الملف الايراني في وقت لاحق. وقال ديبل الذي وصل إلى لندن في زيارة قصيرة من ضمن جولة اوروبية للبحث في عقوبات جديدة يمكن ان يفرضها الاتحاد الاوروبي على ايران لجهة انتهاكات حقوق الانسان، ان بلاده «تدرك نوع العلاقة بين سورية وايران»، وأضاف: «علاقة سورية وايران هي ما هي... ولكن هناك أمورا يمكن ان نتابعها مع سورية، مثلا حول الصراع العربي الاسرائيلي، الذي اعتقد ان سورية تريد ان تبحث به بمعزل عن ايران، لانه متعلق بمصالحها الحيوية». وكان السفير الأميركي لدى واشنطن روبرت فورد قد قدم أوراق اعتماده إلى الرئيس السوري بشار الاسد قبل يومين، بعد 5 سنوات على سحب واشنطن سفيرها من سورية اثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري.

وأشار ديبل إلى ان هناك قضايا أخرى يمكن لسورية ان تلعب فيها «دورا مركزيا أكثر»، مثل لبنان وعملية السلام والعراق. وقال: «لم ننظر بعد إلى الدور الذي يمكن ان تلعبه سورية مع ايران، بالطبع ندرك نوع العلاقة بين سورية وايران، ولكن سورية اولا لم تعرض، وثانيا هناك أمور كثيرة أخرى نتحدث بها مع سورية حيث تلعب سورية دورا مركزيا أكثر، ولبنان هو المثل البديهي، ومن ثم عملية السلام والعراق». ويقوم ديبل بجولة على بعض العواصم الاوروبية لمحاولة اقناع الاوروبيين بإدخال عقوبات على ايران تفرض على اشخاص في النظام يمارسون انتهاكات لحقوق الانسان، كالتي فرضتها واشنطن في سبتمبر (أيلول) الماضي على 8 أفراد من النظام من بين قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري. وأعلن ديبل أمس ان واشنطن ستراجع اللائحة في شهر مارس (آذار) المقبل، وتوقع ان تضيف اليها اسماء أشخاص اضافيين. وتأمل واشنطن بفرض ضغوط اضافية على النظام بهدف اعادة ايران إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي، خصوصا بعد فشل آخر جولة محادثات أجريت بين مجموعة 5+1 وطهران في اسطنبول الاسبوع الماضي. ولم تحدد جولة محادثات جديدة.

وعبر ديبل عن خيبة أمل كبيرة أميركية في فشل المفاوضات التي قادتها كاثرين اشتون، وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، وأصرّ على ان غصن الزيتون الذي مده اوباما لايران لا يزال ممدودا. ولكنه شدد على انه لا عودة لطاولة المفاوضات، الا بعد التأكد من جدية ايران فيها. وقال: «نحن مستعدون للحديث مع الايرانيين اذا كانت هناك اشارات انها ستؤدي إلى نتائج، ولن نتحدث معهم فقط من اجل الحديث. المخاوف التي لدينا يجب ان يتم معالجتها... يجب ان تكون هناك ادلة واضحة على ان الحوار سيكون له نتائج محسوسة حول الملف النووي». وتطلب مجموعة 5+1 (أعضاء مجلس الامن الدائمين زائد المانيا) من ايران التعاون مع المنظمة الدولية للطاقة الذرية، وان توافق على ارسال معظم اليورانيوم الذي تنتجه إلى الخارج لتخصيبه. بينما طلبت ايران في اسطنبول رفع العقوبات عنها كشرط مسبق للمفاوضات والاعتراف بحقها بتخصيب اليورانيوم. وردا على سؤال حول استقواء ايران بالتغيرات على الساحة السياسية في لبنان، وانعكاس ذلك على التفاوض حول ملفها النووي، قال ديبل: «لن يكون لذلك اي تأثير... اعتقد انه عندما نأتي إلى طاولة للحوار، ليس من الخطأ ان يشعر الطرف الآخر بالقوة لانه عندها يمكن ان يقدم تنازلات».

ورفض ديبل الحديث عن فشل الجهود الدبلوماسية في ملف ايران النووي، وأصرّ على انه متفائل من ان تعود ايران إلى طاولة المفاوضات، بعد أن تشعر بوقع العقوبات. وقال: «الدبلوماسية خيارنا الافضل، هناك وقت وهناك خيارات دبلوماسية لم يتم استنفادها بعد». ولكنه اشار إلى ما قاله قادة عسكريون اميركيون، حول وجود الخيار العسكري. وأضاف: «على ايران ان تعرف انه من مصلحتها حل هذه الاسئلة واعادة الثقة الدولية فيها».

ورفض أيضا القول ان العقوبات لا تجدي نفعا، ولا تضع ضغوطا كافية على النظام، وقال: «العقوبات الاقتصادية دفعت بايران إلى محادثات جنيف ومحادثات اسطنبول، وربما اذا تكثفت قد تجلب ايران ليس فقط إلى جنيف واسطنبول ولكن إلى محادثات حيث يمكن تحقيق شيء». وأضاف: «لقد رأينا تقارير ان العقوبات بدأت تؤثر ليس فقط على رجل الاعمال العادي، ولكن ايضا على مستويات اعلى في النظام، وتحديدا في القطاع النفطي، وان هذا يتسبب بالقلق. لذا انا لست مستعدا للقول ان العقوبات ليس لها تأثير، ولكن اعتقد انه من المبكر ان نحكم لاي مدى تؤثر العقوبات، علينا ان ننتظر قبل ان نصدر حكمنا النهائي». ورغم اعتراف ديبل بأن العقوبات المتعلقة بانتهاكات حقوق الانسان التي فرضتها واشنطن على طهران مؤخرا، لم يكن لها نتائج محسوسة، الا انه أكد ان لها نتائج معنوية. وقال: «كانت مفيدة للمعنويات داخل ايران لانها تظهر اننا نعرف من المسؤولين عن انتهاكات حقوق الانسان. ولكن لم نر ايا من هؤلاء الاشخاص تقدموا بطلب تأشيرة سفر، ولحد علمنا لا احد منهم يملك ممتلكات في الولايات المتحدة لتجميدها». وأشار انه اذا توسعت هذه العقوبات لتشمل اكثر من بلد، فان تأثيرها سيكون محسوسا اكثر. واعترف ديبل بانه لم يحصل على وعد من اي مسؤول اوروبي التقاه خلال جولته التي شملت إلى لندن، باريس وبرلين وبروكسل ولاهاي واستوكهولم، لان «القرار يجب ان يتخذ على مستوى الاتحاد الاوروبي»، الا انه اكد انه كان هناك تفاهم حول الموضوع. وقال ان بعض المسؤولين أكدوا له انهم سيسعون لمتابعة الامر داخل المؤسسات الاوروبية. وعبر عن قلقه من «تزايد» انتهاكات حقوق الانسان خصوصا بعد الانتخابات الرئاسية في العام 2009، مشيرا ايضا إلى «تزايد في وتيرة الاعدامات وهو ما لا نفهمه ويقلقنا».