الأردن: تجدد المظاهرات احتجاجا على غلاء المعيشة والمطالبة برحيل الحكومة

العاهل الأردني للنواب: يجب أن توضع كل الملفات أمام الناس للرد على كل الشكوك

شرطي أردني يوزع الماء على متظاهرين للأحزاب المعارضة واتحاد العمال بعد صلاة الجمعة في العاصمة عمان أمس (رويترز)
TT

تجددت امس الجمعة، وللأسبوع الثالث على التوالي، المظاهرات والمسيرات الاحتجاجية في العاصمة عمان، وعدد من المدن الرئيسية في المحافظات الاردنية، احتجاجا على ارتفاع اسعار السلع الاساسية وغلاء المعيشة، حيث طالب المتظاهرون برحيل الحكومة وحل مجلس النواب الأردني.  وشارك آلاف الأردنيين في المظاهرات التي دعت إليها أحزاب المعارضة والنقابات المهنية والحركة الإسلامية في كل من العاصمة عمان، ومدينة إربد ودخلت على الخط مدينتا عجلون والمفرق شمال الاردن ومدينة معان جنوب الاردن اضافة الى مدينتي الكرك وذيبان بمحافظة مأدبا جنوب عمان. وردد المتظاهرون خلال هذه المسيرات هتافات تطالب بتخفيض اسعار السلع الأساسية والضرائب المفروضة عليها والمشتقات النفطية ورحيل الحكومة الأردنية، كما عبروا عن رفضهم للزيادة التي اقرتها الحكومة للموظفين ومقدارها 20 دينارا اي ما يعادل 28 دولارا. وانطلقت كبرى هذه المسيرات في العاصمة عمان امام مسجد الحسيني الكبير بوسط المدينة بمشاركة الآلاف من المواطنين، ورفع المشاركون الاعلام الاردنية وصور الملك عبد الله الثاني منذ لحظة انطلاق المسيرة. ورددوا شعارات «الانتخاب.. الانتخاب.. للحكومة والنواب.. الشعب الاردني شعب حر قرارات ما رح تمر .. اسمع اسمع يا سمير مطالب الجماهير.. المطلب الاساسي بدنا اصلاح سياسي .. بدنا نهتف باستمرار ضد الخاين والسمسار.. بوعزيزي يا ابن النشمية صحيت الامة العربية .. تحية للشعب الثائر في مصر وتونس الجزائر .. ما تقلي شو طالع بالايد كل مرة بجيبوا رفاعي جديد». وشاركت في المسيرة الحركة الاسلامية (جماعة الاخوان المسلمين) وحزب الجبهة الوطنية الموحدة والتيار اليساري، في حين ظهر تجمع كل منهم على حدة وهتافاتهم منفصلة عن بعضها البعض.

وفي مدينة اربد انطلق المئات عقب صلاة الجمعة في مسيرتين منفصلتين من المسجد الهاشمي والثانية ومن مسجد اربد الكبير منددين بسياسة الحكومة ومطالبين برحيلها.

وطالت الهتافات في اربد الناطق الرسمي باسم الحكومة ايمن الصفدي معتبرينه وزير تأزيم.

الى ذلك استمرت الاحتجاجات في لواء ذيبان وهي المنطقة التي انطلقت منها اول المسيرات في الاردن.

ويطالب المحتجون برحيل حكومة سمير الرفاعي.. ومن بين الشعارات التي رددوها: الأردن بس للأحرار الأردن بس للثوار.. طالعلك بدي الدستور، يتعدل ويشوف النور.

وشارك المئات من المواطنين في مدينة معان بالمسيرة التي انطلقت من مسجد معان الكبير احتجاجا على سياسية الحكومة في رفع الاسعار وفرض الضرائب بعد ان طالبوا بإسقاطها ورحيلها.

وكان عدد من نشطاء الحملة الاردنية للتغيير (التي تضم معلمين، ومتقاعدين، وطلابا، ونقابيين، وتيارات فكرية وسياسية وطنية ويسارية وقومية)، أكدوا استمرار مسيرات الاحتجاج في جميع المحافظات الاردنية كل يوم جمعة، حتى تحقيق المطالب الشعبية الواضحة والمحددة طوال الايام الماضية، وان المسيرات ستستمر دون توقف وان حركة احتجاج الشعب الاردني لن تعود الى الوراء خطوة واحدة.

وفي ذات الوقت اكدت الحملة على اعتصامها اليوم امام رئاسة الوزراء الساعة الثانية ظهرا.

واكدت اللجنة على لسان الناطق الاعلامي باسم الحملة الاردنية للتغيير «جايين» محمد سنيد في بيان أن اعضاء في الحملة سيقومون بفتح حوار واسع مع كل الاطراف للمساهمة في الحراك والنشطاء في المحافظات لتوسيع قاعدة المشاركة داخل الحملة.

وعلى الصعيد الرسمي عكف العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني خلال الايام الماضية على الالتقاء بالفعاليات السياسية والاقتصادية والاعيان والنواب للاستماع اليهم ومناقشة الشان الداخلي للخروج من هذه الازمة الاقتصادية حيث جدد ثقته بمجلس النواب وأهمية دوره في إنجاز برامج الإصلاح الوطنية، وتعزيز ثقة المواطنين بمؤسساتهم الرسمية. واكد أن الانفتاح والصراحة والمكاشفة والحوار حول جميع قضايا الوطن تشكل سبيل تقوية الثقة بين المواطن وجميع المؤسسات العامة.

وأشار إلى أن هنالك أحاديث كثيرة في المجتمع حول قضايا متعددة مثل الفساد والواسطة والمحسوبية وغيرها من القضايا التي يجب مناقشتها والإجابة عنها، مشددا على دور مجلس النواب في مناقشة هذه القضايا ومتابعتها. ولفت إلى أن بعض القضايا المطروحة صحيح وبعضها غير صحيح، لكن يجب إجابة المواطن عنها بصراحة من خلال حوارات مستمرة وتواصل دائم بين الحكومة ومجلسي الأعيان والنواب والمواطنين. وقال انه يجب أن توضع كل الملفات أمام الناس للرد على كل الشكوك، وليس هناك ما يجب الخوف منه مشددا على ضرورة أن يتحمل الجميع مسؤولياتهم وأن يتخذ المسؤول قراره بجرأة وشفافية ووضوح. واضاف: «لا أريد أن أسمع أحدا يقول في توجيهات من فوق»، فالتوجيهات واضحة وكذلك قنواتها، وهي أن يخدم الجميع الوطن والمواطن، وأن يعمل على تحقيق الأفضل للمواطنين وفق برامج عمل وخطط واضحة ومعلنة. وقد اختار العاهل الاردني «قرية الثغرة» في قضاء المريغة بمحافظة معان، جنوب الاردن لزيارتها بصورة مفاجئة للاطلاع على أوضاع المواطنين، موعزا بتقديم مساعدات لتحسين ظروفهم الحياتية، وتلبية مختلف مطالبهم. وتبادل الحديث مع سكان القرية الذين تجمعوا في أحد بيوت الشعر، لدى سماعهم بزيارته للقرية، حيث استمع إلى مختلف مطالبهم واحتياجاتهم. ووجه المعنيين بإجراء دراسة شاملة للاحتياجات التنموية والمعيشية والبنية التحتية للقرية، وتلبيتها بأسرع وقت ممكن، خصوصا توفير السكن الملائم وتحسين خدمات المياه، ودراسة أوضاع الأهالي الاجتماعية والمعيشية.