مصر: قتلى وجرحى واشتباكات عنيفة بين المتظاهرين والأمن في المحافظات

فرض حظر تجول بالمحافظات الكبرى

متظاهرون يشعلون سيارات شرطة بوسط العاصمة المصرية امس (ا.ف.ب)
TT

الشرقية والمنوفية: محمد عجم ويسري محمد

* تباينت ردود الفعل من قبل قوات الأمن في التعامل مع المتظاهرين في محافظات مصر، ما بين استخدام العنف المفرط، واللجوء إلى اللين أحيانا، والدعوة إلى ضبط النفس، والتحذير من القيام بأعمال تخريب.

ففي الإسكندرية، وقعت اشتباكات عنيفة بين عشرات الآلاف من المتظاهرين وقوات الأمن المركزي المدعومة بالعربات المصفحة.. وأغلقت جميع المتاجر أبوابها خشية التعرض لهجمات من أي من الجانبين، كما توقفت حركة المواصلات العامة تماما بالمحافظة، وشهدت عشرات الشوارع إقامة المتظاهرين لمتاريس حديدية وإشعال إطارات السيارات في مواجهة قوات الشرطة.

وقامت القوات الأمنية بقذف المتظاهرين بسيل من القنابل المسيلة للدموع في محاولة لتفريقهم بالميادين الرئيسية، ولكن كثيرا من المتظاهرين تمكنوا من الإمساك بها وإلقائها على قوات الأمن مجددا.

والتقت جموع المتظاهرين بمنطقة الكورنيش، والذين بدأوا بالهتاف ضد النظام، وعند محاولات الأمن الاحتكاك بهم، هتفوا «سلمية سلمية»، إلا أن الأمور سرعان ما تطورت، لتحدث اشتباكات، ثم قام المتظاهرون بإضرام النار في سيارتي شرطة.. وقام سكان العقارات المجاورة لمسيرة التظاهرات برشق قوات الأمن بالحجارة وسكبوا عليهم جرادل من المياه، كما أمدوا المتظاهرين بالطعام والشراب والمؤن. كما أشعل المتظاهرون النار بقسم شرطة العطارين، ونقطة مرور المنشية.. وأكد شهود عيان أن قوات الشرطة قامت بإطلاق الرصاص الحي والمطاطي على المتظاهرين، ووقوع العديد من الإصابات الخطرة بينهم.

وفي الإسماعيلية، أطلقت أجهزة الأمن قنابل الغاز المسيلة للدموع على جموع المتظاهرين بالقرب من مبنى ديوان عام محافظة الإسماعيلية وقالت مصادر طبية أن العشرات من أفراد الأمن المركزي والمتظاهرين تم نقلهم إلى مستشفى جامعة قناة السويس على اثر إصاباتهم بإصابات متنوعة ما بين اختناق وجروح. كما اشغل المتظاهرون النيران في سيارات تابعة للحكومة والشرطة.

وشهدت كفر الدوار (العمالية) بمحافظة البحيرة، عددا من التظاهرات الحاشدة، استطاع الأمن أن يطوقها.

وفي مدينة المحلة بمحافظة الغربية، أشعل المتظاهرون النيران بقسم شرطة بالمدينة.

وقام المتظاهرون في محافظة أسوان، أقصى جنوب مصر، بإحراق صور الرئيس المصري بالميادين العامة، وقصفوا مقر الحزب الحاكم بالحجارة.. كما أشعلوا النار بنقطة شرطة في مدينة كوم أمبو. وأوقعت الاشتباكات 50 مصابا بينهم 20 في حالة خطرة.

وفي مدينة إدفو المجاورة، تم إغلاق جميع المحاور الرئيسية واعتقال عشرات المتظاهرين، وتواترت أنباء عن فرض حظر للتجوال.

وفي شبين الكوم، مسقط رأس الرئيس المصري، تجمهر نحو 10 آلاف متظاهر في أكبر ميادين المدينة، والتحموا في اشتباكات عنيفة بقوات الأمن.

وفي محافظتي قنا وألمانيا بالصعيد اندلعت مظاهرات بعد صلاة الجمعة مباشرة رغم الحصار الأمني الشديد المفروض على شوارع وميادين المحافظتين، ونددت الجماهير الغاضبة بالأوضاع السيئة والمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية والنظر إلى صعيد مصر بعين العدل.

وفي محافظة الشرقية تواترت اخبار عن خلع عشرات الجنود من قوات الأمن زيهم الرسمي، وعصيانهم أوامر قادتهم بضرب المتظاهرين، الذين طالبوا بإسقاط النظام السياسي، فيما ارتدى عدد كبير من أفراد الشرطة الزي المدني واقتحموا صفوف المتظاهرين لتفريقهم لكن محاولتهم لم تنجح، بل زاد عدد المتظاهرين.

وفي مدينة نجع حمادي بصعيد مصر خرجت تظاهرة كبيرة من أمام المسجد الكبير لكن الأمن حاول بقدر الإمكان تفريقهم خوفا من تصاعد الأحداث بالمدينة.

وفي مدينة قوص جنوب قنا اندلعت مظاهرات غاضبة بقيادة نائب الإخوان السابق هشام حنفي، واستعان الحزب الوطني بعدد من مكبرات الصوت لتشغيل الأغاني الوطنية واستثارة الحس الوطني لدى الجماهير وإثناءهم عن القيام بأي أعمال غير مشروعة.

وفي محافظة بورسعيد انطلقت التظاهرات التي ضمت بضعة آلاف، من أربعة مساجد من احياء متفرقة، وقاد ا لمحامون أكبر تلك المظاهرة التي حاولت الوصول إلى مبنى المحافظة، ولكن قوات الأمن انتشرت بشكل كبير في المدينة الصغيرة (شمال القاهرة) التي لا يتجاوز عدد سكانها 600 ألف نسمة، وفرقت قوات الأمن المتظاهرين من خلال القنابل المسيلة للدموع. وقال مسؤولون بمستشفى العام ببورسعيد إن هناك أربعة مصابين فقط وصلوا إلى المستشفى، إصاباتهم طفيفة.

فرض حظر التجول ومتظاهرون ويحاصرون وكالة الأنباء الحكومية وعلى صعيد متصل أصدر الرئيس المصري حسني مبارك، بصفته الحاكم العسكري قرارا يقضي بفرض حظر التجوال بدء من الساعة السادسة (أمس) بتوقيت القاهرة في محافظات القاهرة الكبرى والإسكندرية والسويس، وحتى الساعة السابعة من صباح اليوم التالي لحين إشعار آخر. وشمل القرار نزول قوات تابعة للجيش لمعاونة قوات الشرطة في تنفيذ القرار لتأمين المنشآت والأماكن الحيوية.

كما شهد شارع 26 يوليو بوسط العاصمة، ا ندلاع حريق بأحد العقارات نتيجة سقوط قنابل مسيلة للدموع بمدخله.

وأسفرت الاشتباكات بميدان رمسيس عن إصابة نحو 10 أشخاص من المتظاهرين، أحدهم مصاب برصاص مطاطي بالوجه وآخر بالبطن.

وفي منطقة الدقي، التي شهدت مشاركة العديد من نجوم الفن بالمظاهرات، أصيب مواطن برصاصة مطاطية في الساق.

وذكرت أحدث التقارير الواردة لـ «الشرق الأوسط» من مراسليها، أن ميدان التحرير أصبح شبه خال من المتظاهرين بصورة تامة، والذين أجبرت قوات الأمن عشرات الآلاف منهم على التراجع والتمركز في الشوارع الجانبية بمنطقة وسط القاهرة. والتي رصد بها عشرات السيارات المحطمة والمحترقة.

وبالقرب من ميدان التحرير، فرض نحو 500 متظاهر حصارا حول مبنى وكالة أبناء الشرق الأوسط الحكومية الرسمية، بعد أن احتمى بداخلها ضابط برتبة نقيب و4 من جنود الأمن المركزي، وذلك بعد أن تمكن المتظاهرون من الاستيلاء على الهروات والعصي الخشبية التي كانوا يعتدون عليهم بها.. ومنع المتظاهرون دخول أو خروج أي شخص من وإلى الوكالة وهم يهتفون «الصحافة فين.. الإرهاب أهه».