أوباما يعقد اجتماعا لـ 40 دقيقة لمناقشة الوضع في مصر

واشنطن: الإصلاح ضروري من أجل خير مصر على المدى البعيد * ميركل تطالب بالسماح بقيام «مظاهرات سلمية» وفرنسا تدعو إلى «ضبط النفس والحوار»

ناشطون ومتظاهرون مصريون خلال اشتباكهم مع جنود الامن المركزي بوسط العاصمة المصرية امس «اب)
TT

عقد الرئيس الأميركي باراك اوباما امس اجتماعا استمر 40 دقيقة مع عدد من كبار اعضاء فريقه للامن القومي لمناقشة احداث العنف المتسارعة في مصر، وامر بابقائه على اطلاع بالمستجدات خلال امس. والتقى اوباما في المكتب البيضاوي بعدد من المسؤولين في الادارة الأميركية ومن بينهم نائبه جو بايدن ومستشاره للامن القومي توم دونيلون، وكبير مستشاريه لمكافحة الارهاب جون برينان وعدد من كبار المسؤولين في الاستخبارات والمسؤولين الدبلوماسيين، حسب ما افاد احد المسؤولين. ونصحت الحكومة الأميركية رعاياها امس بـ«تاجيل اي سفر غير ضروري» إلى مصر بسبب الاحتجاجات العنيفة التي تجتاح مصر منذ اربعة ايام. من جهة اخرى دعت وزارة الخارجية الاميركية امس المواطنين الاميركيين إلى تأجيل سفرهم إلى مصر كما دعت الاميركيين في مصر إلى البقاء في منازلهم وسط احتجاجات عنيفة تجتاح الشوارع. وفي بروكسل دعا الاتحاد الاوروبي إلى الافراج الفوري عن المتظاهرين المعتقلين في مصر وقالت وزارة الخارجية الأميركية امس ان الاصلاح ضروري لخير مصر على الامد البعيد ويتعين على الحكومة المصرية أن تعتبر الشعب شريكا وليس تهديدا. واضافت ان الاضطرابات السياسية التي تشهدها مصر «مقلقة للغاية»، داعية السلطات المصرية إلى «احترام الحريات الاساسية وتجنب العنف». ويعد هذا التصريح اقوى تعبير عن القلق الأميركي بشان المظاهرات المستمرة منذ اربعة ايام في انحاء مصر للمطالبة بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك. وقال المتحدث باسم الوزارة بي. جيه كراولي في رسالة على موقع تويتر الالكتروني: «الاحداث التي تقع في مصر مبعث قلق عميق. لا بد من احترام الحقوق الاساسية وتجنب العنف والسماح بفتح الاتصالات. الاصلاح حيوي لخير مصر على الامد البعيد. يتعين على الحكومة المصرية أن تنظر إلى الشعب باعتباره شريكا وليس تهديدا». ودعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون مصر إلى عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين والبدء في تطبيق اصلاحات فورية». ودعت كلينتون الحكومة المصرية الجمعة إلى «السماح بالمظاهرات السلمية والعودة عن الخطوة غير المسبوقة التي اتخذتها بقطع خطوط الاتصالات»، وطالبتها بـ«البدء فورا باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية». وقالت كلينتون امس انه ينبغي لمصر أن تسمح بالاحتجاجات السلمية وتكبح قوات الامن وتلغي خطوات اتخذتها لقطع الاتصالات وذلك مع اشتعال الاحتجاجات في عدة مدن بالدولة الحليف الرئيسي لواشنطن. وقالت كلينتون: «نشعر بقلق عميق بشأن استخدام العنف من جانب قوات الشرطة والامن المصرية. ندعو الحكومة المصرية إلى بذل قصارى جهدها لكبح قوات الامن. في الوقت نفسه ينبغي للمحتجين الامتناع عن العنف والتعبير عن أنفسهم سلميا». وكانت كلينتون قالت امام قادة عرب قبل اسبوعين في قطر «حان الوقت لكي تنظروا إلى المجتمع المدني على انه شريك وليس تهديدا». الى ذلك اعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري مساء امس ان بلادها تدعو إلى «ضبط النفس والحوار» في مصر، معربة عن «قلقها العميق» حيال الاحداث الاخيرة التي شهدها هذا البلد.

وفي دافوس (سويسرا) دعت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل امس من دافوس الرئيس المصري حسني مبارك وحكومته إلى السماح بقيام «المظاهرات السلمية». وناشد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مون قادة مصر وشعبها عدم تصعيد العنف ودعا لاحترام حرية التعبير. وقال بان في مؤتمر صحافي في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي «على كل المعنيين -شعبا وقيادة - ضمان ألا يؤدي الوضع في تلك المنطقة وبخاصة في مصر لمزيد من العنف». وأضاف «انني أهيب بالسلطات أن تنظر إلى هذا الموقف باعتباره فرصة لمخاطبة شكاوى شعبها المشروعة». وفي اوتاوا دعت كندا اول من امس الحكومة المصرية إلى اظهار «ضبط النفس» في حفاظها على الامن ووقف حجب المواقع الالكترونية، في وقت تشهد فيه مصر مظاهرات غير مسبوقة قتل فيها سبعة اشخاص. وقال وزير الخارجية الكندي لورانس كانون في بيان ان «كندا تأسف لوفاة متظاهرين وشرطيين خلال مظاهرات سياسية في مصر». واضاف «اننا نحض الافرقاء كافة على الامتناع عن اي اعمال عنف. وبشكل اخص ندعو السلطات المصرية إلى ضبط النفس». واعلن كانو ان «كندا تطالب الافرقاء كافة بالحفاظ على الهدوء»، داعيا الحكومة المصرية إلى «توفير احترام حرية التعبير خصوصا عبر وقف حجب المواقع الالكترونية».

وخلص وزير الخارجية الكندي إلى القول ان «مصر لا تزال شريكا هاما لكندا ونحث الحكومة المصرية على ضمان حرية التعبير السياسي لمواطنيها بلا تحفظ». وفي تونس وجه حزب تونسي الجمعة رسالة تضامن إلى الشعب المصري الذي «اعلن ان ساعة التغيير دقت»، بحسب بيان وردت نسخة منه إلى وكالة الصحافة الفرنسية عنوانه «رسالة تضامن مع شعب الكنانة العظيم». وقال الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض سابقا انه «يتابع وكافة ابناء الشعب التونسي بمشاعر الاعتزاز والحماس الفياض الملحمة التي يكتبها في هذه اللحظات التاريخية اشقاؤنا ابناء شعب مصر الابي الذين اعلنوا ان ساعة التغيير دقت».