مصر: عندما يتحول الإعلامي إلى مواطن عادي في ظل غياب التكنولوجيا

بسبب التعتيم التكنولوجي والإلكتروني

TT

عاد الإعلاميون والصحافيون المحليون ومراسلو وكالات الأنباء والصحف ووسائل الإعلام الأجنبية في مصر نحو 16 عاما إلى الوراء، بعدما تقطعت بهم السبل للحصول على المعلومات والأخبار الخاصة بالمظاهرات الحاشدة التي اندلعت أمس على مستوى أنحاء البلاد. ومع انعدام الانترنت وانقطاع خدمة الاتصالات عبر كافة شبكات الاتصال المحلية الخاصة بالهاتف المحمول، استعاد الإعلاميون والصحافيون مجددا ذاكرة الهاتف الأرضي الذي ظل هو وحده فقط وسيلة الاتصال المتاحة بالعالم الخارجي. وبمرور الوقت العصيب اكتشف والإعلاميون أن أجندتهم تخلو من أرقام الهواتف الثابتة بعدما تحول معظم عملهم إلى استخدام الهواتف النقالة للحصول على المعلومات والاتصال بالمصادر. وأمضى جميع العاملين بالوسط الإعلامي والصحافي يوما شبهه أحدهم بالعودة إلى عصر ما قبل الثورة الصناعية، وتقريبا بلا عمل بعدما أصبح الحصول على أي معلومات أو الاتصال بالمصادر أمرا مستحيلا.

وحتى من كان منهم سعيد الحظ واكتشف في أجندته الورقية المنسية بفعل تكنولوجيا الاتصالات، رقما لمسؤول في الحكومة المصرية فان الرد غالبا ما يأتيه بأن الشخص أو المسؤول الذي يطلب الحديث إليه خارج منزله ولا يمكن الوصول إليه في الوقت الحالي.

وتسمر الجميع مواطنين وإعلاميين وصحافيين أمام شاشات التلفاز في محاولة لتعويض النقص الهائل وغير المسبوق في المعلومات. وهكذا تحول من كان يفترض بهم ان يكونوا صانعي الأحداث أو القائمين على تغطيتها إلى صفوف المشاهدين العاديين الذين تنقلوا عبر الريموت كونترول بين معظم المحطات الإخبارية العربية والدولية بحثا عن معلومات. وفيما تنقل الفضائيات صورا للمظاهرات والاشتباكات، فإن نسبة لا بأس بها من المواطنين تخلوا عن متابعة التلفزيون الرسمي بقنواته الفضائية المتعددة التي انهمكت في المقابل في نقل رسائل تطمئن رسمية علنية وصريحة بشأن حقيقة ما يجري في طول البلاد وعرضها.

وقال بعض الصحافيين لـ«الشرق الأوسط» إن التعتيم التكنولوجي والالكتروني والتقني الذي تم كان بمثابة إعلان حرب على وسائل الإعلام المحلية والدولية في محاولة من السلطان المصرية لمنع الجميع من معرفة حقيقة ما يجري أو الانضمام للمتظاهرين.