أكد الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، أن المتحف المصري بميدان التحرير أصبح في حماية الجيش بالفعل، وانه يحظى بالحماية المطلقة فيه.
وقال حواس في تصريحاته لـ «الشرق الأوسط» ان المتحف تعرض للسرقة من جانب بعض اللصوص، دون ان يشير إلى هوية هؤلاء اللصوص، مكتفيا بالقول ان «المتحف تعرض للسرقة بالفعل» غير انه أكد انه لا يمكن له تحديد أعداد السرقات وطبيعتها.
إلا انه لفت إلى ان المسروقات ليست قطعا كبيرة، أو من المقتنيات المهمة في المتحف، «وان ما تمت سرقته هو من القطع غير المهمة، وعلى الرغم من أثريتها، فإنها ليست بأهمية قطع توت عنخ آمون، على سبيل المثال».
واستصعب حواس تشكيله لجانا حاليا لحصر اعداد وطبيعة القطع التي تمت سرقتها، وانه «وقت ان ندخل المتحف فانه يمكن لنا التعرف على طبيعة القطع المسروقة وأعدادها». ونفى حواس ان تكون هناك مواقع أثرية أخرى في أنحاء القطر المصري قد تعرضت لسرقات مماثلة. مؤكدا انه تابع الأمر جيدا، وانه تأكد ان جميع المتاحف والمواقع الأثرية في محافظات مصر لم تتعرض مطلقا لأي سرقات، وانه لم ترد إلينا أي سرقات في أي من المتاحف والمواقع الأثرية الأخرى في عموم البلاد. وقال ان الوقت سابق لأوانه للحديث عن اتخاذ إجراءات لحصر مسروقات المتحف المصري بالتحرير، أو متابعة حالة بقية المواقع الأثرية في ظل «التطورات التي تشهدها البلاد». وكان المتحف المصري بميدان التحرير في قلب العاصمة، الذي يزيد عمره على مائة عام، قد تعرض للسرقة مساء أول من أمس، عقب انسحاب أجهزة الشرطة أمام المتظاهرين، مما دفع عددا من المتظاهرين إلى تشكيل أنفسهم كدروع بشرية لحماية المتحف، لحين وصول تعزيزات قوات الجيش لتأمين المتحف وحمايته من سرقة المزيد من مقتنياته.
الى ذلك شكل عشرات من الشبان امس سلسلة بشرية حول المتحف المصري في وسط القاهرة لحمايته من اعمال النهب والتخريب بعد ان هددته الجمعة النيران التي اشعلت في مقر الحزب الوطني الديموقراطي (الحاكم) المجاور. وطوق هؤلاء الشبان المتحف، الذي يحوي ثروة هائلة من الاثار المصرية القديمة من بينها قناع توت عنخ امون الشهير، والذي توجد امامه مدرعات عدة للجيش الذي انتشر مساء اول من امس في ثلاث مدن كبرى من بينها القاهرة في مواجهة تظاهرات الاحتجاج العارمة المطالبة باسقاط النظام والتي دخلت السبت يومها الخامس.
واكدت جماعة الاخوان المسلمين، التي تدعم الانتفاضة، لوكالة الصحافة الفرنسية انها طلبت من اعضائها تشكيل لجان اهلية في احياء العاصمة لحماية المواطنين والممتلكات الخاصة. وقال صلاح عبد الرؤوف ان الجماعة اختارت عددا من اعضائها لتشكيل لجان حماية اهلية تنتشر حول العاصمة من اجل حماية الممتلكات. وقام عدد من سكان حي السبتية الفقير بمطاردة مجموعات من اللصوص بالسكاكين والاسلحة المنزلية بعد ان نهبوا مركز «اركيديا مول» الفخم المجاور وامسكوا بعدد منهم. وقام هؤلاء الاهالي بجمع السلع المسروقة ووضعها في مسجد قريب لتسليمها لاصحابها بعد استتباب الامور كما افاد شهود. وقال عاملون في فندق فخم مجاور لاركيديا مول ان الاهالي «قاموا بحمايتنا طوال الليل».