مزارعو كركوك يشكون من قلة المياه الواردة إليهم من سد دوكان

حكومة كردستان لـ «الشرق الأوسط»: نعاني من الجفاف ولا دوافع سياسية

مزارع يتأمل حقله في الحويجة قرب كركوك أمس (أ.ف.ب)
TT

تحدثت تقارير عن شكوى بعض مزارعي محافظة كركوك من قلة المياه الواردة إلى المحافظة من سد دوكان الواقع في محافظة السليمانية، مما تسببت بإتلاف محاصيلهم الزراعية الموسمية، معتبرين «أن وراء عدم ضخ المياه بالكميات المطلوبة أهدافا وضغوطات سياسية»، وهذا ما نفاه أحد كبار مسؤولي حكومة إقليم كردستان الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن حكومة الإقليم لم تتلق أي شكوى من مجلس إدارة محافظة كركوك أو من مسؤولي المحافظة أو من وزارة الزراعة العراقية حول هذا الموضوع.

وتحدثت التقارير عن تفاقم مشكلة نقص المياه في كركوك واتهام مزارعي المحافظة لحكومة إقليم كردستان المجاور بإغلاق منافذ سد دوكان خلال الشتاء. وطالب الشيخ خالد المفرجي في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية الحكومة المركزية بـ«التدخل العاجل لتنبيه الاكراد»، وأشار إلى «اطلاق كميات كبيرة من المياه من سد دوكان باقليم كردستان في الاشهر السادس والسابع والثامن والتاسع من العام الماضي بما يفوق الحاجة والتبذير كان واضحا للعيان، ولكن منذ الشهر العاشر حتى الآن فان الكميات لا تفي بحاجة مياه الشفة، اما المزروعات فان الفلاح لم يحصل على شيء وبذلك ذهب جهده وماله وسط صمت من المسؤولين في بغداد وكركوك».

ونقلت تلك التقارير عن شهاب حكيم نادر مدير الموارد المائية في المحافظة ان «كميات المياه في سد دوكان تبلغ 1،3 مليون متر مكعب، وهناك احتياطي استراتيجي (700 الف متر مكعب) لا ينبغي استخدامها، لكن بما ان الامطار اصبحت نادرة، فان مستوى السد ينخفض». واضاف ان «ما نتسلمه اليوم من حصة مائية يبلغ ثلاثين مترا مكعبا في الثانية وهذا يكفي لمياه الشفة فقط. في حين ان الكمية اللازمة للري هي 75 مترا مكعبا في الثانية وهذه المشكلة فضلا عن التراكمات السياسية الموجودة تعتبر بمثابة قنبلة موقوتة في المحافظة».

من جهته دافع المستشار الزراعي لرئيس حكومة إقليم كردستان الدكتور طالب مراد عن إجراءات مسؤولي سد دوكان مؤكدا «أن مستوى المياه المخزونة في سد دوكان انخفض بنسبة 5-6 أمتار مقارنة بنفس هذا الوقت من العام الماضي، بل أنها انحفضت بنسبة مترين عن قدرة تشغيل المولدات الكهرومائية بالسد، وهذا يعني بأن السد غير قادر حتى على تأمين جزء من حاجات الإقليم من توليد الطاقة الكهربائية، وأن ما يخرج من مياه السد حاليا لا يتجاوز 30- 35 مترا مكعبا وتروي المناطق الزراعية في السليمانية وكركوك والحويجة وتازة وغيرها من المناطق التابعة لمحافظة كركوك، وحتى لو لم ينتفع بها مزارعو كركوك فإن هناك مزارعين في الجنوب يستفيدون منها، لذلك فلا حبس مطلقا لمياه السد، وكل ما هنالك أن الإقليم يعاني حاليا من الجفاف ومن قلة نسب الأمطار قياسا إلى السنوات السابقة، لذلك فلا طاقة للسد بتوفير المياه في هذا الظرف، خصوصا أنه من العادة أن تخزن المياه في أشهر الشتاء بالسد لاستخدامها في ري المحاصيل الموسمية خلال فصل الربيع، والأهم من كل ذلك أن الأولوية في خزن مياه السد هي لمياه الشرب التي تعتمد محافظة السليمانية عليها من سد دوكان».

وأشار مراد الى «أن حكومة الإقليم لم تتلق لحد الآن أي شكوى من مسؤولي محافظة كركوك ولا من وزارة الزراعة بالحكومة العراقية حول هذا الموضوع، ويبدو أن أحد المزراعين يمتلك أراضي زراعية شاسعة لا تكفيه المياه ولهذا يتذمر أو يشتكي من قلة المياه، وليس هناك أي هدف سياسي من وراء تقليل نسبة ضخ المياه من السد لأننا نعتقد بأن الأمن الغذائي سواء في العراق أو في كردستان مرتبطان معا، ولا يمكن أن تنتهج حكومة الإقليم سياسة تضر بالأمن الغذائي في العراق».