الفلسطينيون والإسرائيليون يبدأون حربا دبلوماسية على اللجنة الرباعية.. قبل اجتماعهما في ميونيخ

عريقات: نأمل بقرارات تاريخية.. ونتنياهو سيقدم بادرات حسن نية لتليين موقفها

TT

بدأ الاسرائيليون والفلسطينيون حربا دبلوماسية على جبهة اللجنة الرباعية، قبل اسبوع من عقدها اجتماعها في ميونيخ في المانيا، في محاولة لحمل اللجنة على تبني مواقف مرضية لكل طرف.

ويأمل الفلسطينيون في ان تذهب اللجنة الرباعية إلى اتخاذ قرار تاريخي بالاعتراف بدولة فلسطينية على حدود 67، وادانة كل اشكال الاستيطان، فيما يبدو ان الاسرائيليين لا يخشون من اعتراف بالدولة وانما يخشون من اعلان يدين الاستيطان ويسعون إلى تقديم بوادر من شأنها تخفف من لهجة بيان الرباعية.

ويجري الطرفان اتصالات يومية مع الدول الاعضاء في اللجنة (الولايات المتحدة، روسيا، والدول الاوروبية، والامم المتحدة)، من اجل حسم الموقف. ومن المقرر ان يبحث اعضاء اللجنة الرباعية جمود محادثات السلام وادانة إسرائيل لبناء المستوطنات، ومواصلة دعم البنك الدولي للسلطة الفلسطينية لتمكينها من اقامة الدولة فلسطينة.

ودعا، صائب عريقات رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، اللجنة الرباعية إلى اتخاذ قرار تاريخي في اجتماعها المقبل في ميونيخ بألمانيا في الخامس من فبراير (شباط) المقبل، وذلك «بالإعلان عن الاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، واعتبار كل ما قامت به إسرائيل منذ عام 1967 من ممارسات استيطانية على الأرض الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، اضافة إلى قرار ضم القدس، لاغيا وباطلا ولا يخلق حقا ولا ينشئ التزاما».

وأكد عريقات خلال لقاءات جمعته مع كل من مبعوث الامين العام للأمم المتحدة روبرت سيري، والقنصل الفرنسي العام فريدريك ديساغنيوس، كل على حده، الجمعة، «ان البوصلة الفلسطينية تركز على مجلس الأمن وعلى اجتماع اللجنة الرباعية الدولية المقرر عقده في الخامس من فبراير المقبل، وعلى وجوب استمرار اعتراف دول العالم التي لم تعترف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، إضافة إلى وجوب إلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف كافة النشاطات الاستيطانية وبما يشمل القدس الشرقية».

اما الاسرائيليون فانهم سيواجهون المحاولات الفلسطينية، بتقديم بوادر حسن نية للسلطة من شأنها تليين موقف الرباعية. وينوي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الايام القادمة بلورة رزمة من البوادر لحسن النية وخطوات بناء الثقة تجاه السلطة الفلسطينية في مسعى منه لتليين بيان شديد اللهجة قد تصدره اللجنة الدولية الرباعية ضد اسرائيل.

ويتوقعون في اسرائيل ان تصدر اللجنة بيانا ضد الانشطة الاستيطانية الاسرائيلية في ختام اجتماعها في ميونيخ بالمانيا. وكان المنتدى الوزاري السباعي التأم الاربعاء وبحث هذه المسألة دون ان يتخذ اية قرارات. ومن المفترض ان يجتمع مجددا هذا الاسبوع للبت في هذه المسألة. وتشمل رزمة البادرات الطيبة التي يناقشها المجلس السباعي تسهيلات اضافية فيما يخص الحصار على غزة، وازالة حواجز في الضفة، واصدار مزيد من التصاريح للفلسطينيين لدخول اسرائيل، ونقل أراض صغيرة لسيطرة السلطة الفلسطينية للسماح ببناء مدينة روابي قرب رام الله.

وبقيت هذه البادرات على الطاولة بعدما اسقطت اجهزة الامن الاسرائيلية امكانية اطلاق سراح اسرى فلسطينيين، ونقل مسؤولية مناطق في الضفة إلى السلطة الوطنية، وعارض الشاباك الاسرائيلي هاتين الخطوتين. وايد نتنياهو والوزراء، وزير الدفاع ايهود باراك، ووزير التنمية سيلفان شالوم، ووزير الاستخبارات دان مريدور، تقديم الرزمة المذكورة، الا ان باقي الوزراء عارضوا ذلك، وهو وزير الدولة بيني بيغن، ووزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعالون، ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان، ووزير الداخلية ايلي يشاي.

وابلغ نتنياهو الاسبوع الماضي، مبعوث الرباعية الدولية توني بلير برزمة البادرات الطيبة، وحث بلير نتنياهو على تطبيق ذلك قبل قبل اجتماع الرباعية. وقال بلير لنتنياهو «ان وضع اسرائيل في الساحة الدولية صعب للغاية، ارى أنكم ملزمون بعمل شيء ما».

واعربت مصادر سياسية اسرائيلية من قلقها من نتائج اجتماع اللجنة الرباعية التي تنعقد على خلفية جمود مطلق في المسيرة السلمية. وحسب معلومات وصلت الى وزارة الخارجية الاسرائيلية فان الادارة الأميركية نقلت رسالة إلى الاتحاد الاوروبي قالت فيها «ان الولايات المتحدة لن تعارض صيغة حادة على نحو خاص للبيان النهائي، اذا كان الأوروبيون هم الذين سيدفعون في هذا الاتجاه». واملت المصادر في ان تقود «بوادر حسن النية» إلى تلطيف حدة بيان الرباعية، ودفع الفلسطينيين لاعادة النظر في موقفهم من المفاوضات مع اسرائيل.

وعقب عريقات على الخطوة الاسرائيلية، بقوله انها محاولة للخروج من العزلة الدولية. وقال «ان المسألة ليست بوادر حسن نية لان الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ويسعى للحرية والاستقلال وليس لبوادر حسن نية، وهذه طريقة نتنياهو الذي يحاول ان يخرج من عزلته».