أنقرة تدخل على الخط وتسعى للإسهام في حل الأزمة السياسية في البوسنة

أوغلو يبحث في سراييفو عراقيل تشكيل الحكومة وتحديات الانفصال

TT

بدأ وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، الرئيس الحالي للجنة رئاسة وزراء مجلس أوروبا (48 دولة)، أمس زيارة إلى سراييفو على رأس وفد كبير، في إطار المساعي التركية والأوروبية، لمساعدة البوسنة على تخطي أزمتها السياسية وتشكيل حكومة بعد قرابة أربعة أشهر من تنظيمها الانتخابات العامة.

والتقى أوغلو أعضاء مجلس الرئاسة، باكر علي عزت بيغوفيتش (عن البوشناق)، ونيبوشا رادمانوفيتش (عن الصرب)، وجيلكو كومشيتش (عن الكروات)، كما التقى زعماء الأحزاب السياسية. وقال أوغلو في سراييفو أمس إنه تبادل وجهات النظر مع الشخصيات التي التقاها «حول التحديات القائمة، والرهانات المستقبلية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وعلى مسار البوسنة الأورو - أطلسي، في الشهور المقبلة». وأكد أن المباحثات تطرقت إلى «أهمية تغيير الدستور، وتشكيل الحكومة الجديدة على المستويات المختلفة داخل البوسنة والهرسك»، معرباً عن استعداد تركيا، ومجلس أوروبا «للمساهمة في هذه العملية».

وقد زار أوغلو أمس سراييفو قبل توجهه إلى بنيالوكا للقاء المسؤولين الصرب، وفي مقدمتهم رئيس وزراء كيان «جمهورية صربسكا» داخل البوسنة، ميلوراد دوديك. كما زار في بنيالوكا، جامع الفرهادية، الذي هدمه الصرب في 7 مايو (أيار) 1993، والذي يتم إعادة بنائه من جديد.

وفي بنيالوكا جدد أوغلو، التأكيد على استراتيجية بلاده، فقال: «هدفنا هو جعل المنطقة بحيرة من السلام والتنمية والتعايش والديمقراطية والتعاون بين جميع الأطراف، ونحن نقف مع الجميع على قدم المساواة، وهدفنا المساهمة في التقدم بالمنطقة نحو الشراكة الأورو – أطلسية». وأضاف: «الاستقرار في البوسنة يعني الاستقرار في كل المنطقة، ونأمل في رؤية البوسنة مدعومة من جميع القوى الأوروبية والدولية لتنضم إلى حلف شمال الأطلسي في أقرب وقت ممكن». ويرى المحلل السياسي منصور بردار في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أن «أوغلو، أراد توجيه رسالة واضحة لرئيس وزراء كيان صرب البوسنة ميلوراد دوديك الذي كان أعرب عن مخاوفه من الدور التركي في البوسنة، وبرر زيارته السابقة إلى إسرائيل بأنها لاحتواء الدور التركي المتنامي في منطقتي البلقان والشرق الأوسط، كما كشف عن وجود تأييد إسرائيلي لمنع تركيا من لعب دور في البوسنة».

وكانت تركيا قد بدأت منذ سنوات مساعي في شرق أوروبا وغرب البلقان تحديداً، لتهيئة المنطقة للاندماج الأوروبي الأطلسي، وبث روح التعايش بين مختلف العرقيات والشعوب في المنطقة. وذلك من خلال تعزيز العلاقات بينها وبين دول المنطقة من جهة، وبين دول المنطقة جميعاً فيما بينها في إطار منظمة التعاون لشرق أوروبا. وقد توصلت تركيا لعقد تحالفات ثنائية مع البوسنة، وكرواتيا، وصربيا، وألبانيا، والجبل الأسود، وسلوفينيا، والمجر، ورومانيا، وبلغاريا، واليونان. وكانت كرواتيا وتركيا قد أعربتا في وقت سابق عن دعمهما للاستقرار السياسي في البوسنة، واندماجها في الشراكة الأورو - أطلسية، وذلك خلال لقاء في زغرب جمع وزراء خارجية كل من البوسنة وكرواتيا وتركيا.

كذلك، أجرى داود أوغلو، محادثات مع دول الجوار البوسني، للمساعدة في استقرار البلاد وحل الخلافات الحاصلة، وكبح جماح مساعي الانفصال. وعقد لهذا الغرض عدة لقاءات في كل من بلغراد واسطنبول مع المسؤولين الصرب، دعا خلالها إلى الاعتذار عن الجرائم التي ارتكبها الصرب في البوسنة لاسيما جرائم سريبرينتسا التي راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف نسمة. وأطلقت أنقرة مبادرة ثلاثية جمعت كلاً من تركيا والبوسنة وصربيا، وأخرى مع كرواتيا لإيجاد حل للمشاكل التي تواجهها البوسنة سياسيا واقتصادياً.