نتنياهو يطلب من وزرائه التزام الصمت.. وسط قلق كبير من تغيير «قواعد اللعبة»

الخارجية الإسرائيلية تقييم الوضع كل بضع ساعات

TT

طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من كافة الوزراء والناطقين الرسميين عدم التحدث إلى وسائل الإعلام بشأن التطورات في مصر، في وقت قال فيه مكتبه ووزارة الخارجية الاسرائيلية انهم يتابعون التطورات عن كثب في مصر.

وقال مصدر سياسي إسرائيلي إن تل أبيب ليست معنية بأن تكون متداخلة بأي شكل في ما يحصل في مصر. وتكتسب مصر اهمية استثنائية لاسرائيل، فهي اول دولة عربية اقامت سلاما معها، وتملك اطول حدود مع اسرائيل، وموقفها مؤثر في كثير من الدول العربية، والفلسطينيين كذلك. وقالت صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية إن الخارجية الإسرائيلية تجري مباحثات لتقييم الوضع كل بضع ساعات، وأن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان على اتصال دائم مع السفير الإسرائيلي في القاهرة يتسحاك ليفانون من أجل سماع تقديراته. وفي هذه الاثناء، أجلت اسرائيل أسر الدبلوماسيين الاسرائيليين في مصر ونحو 40 اسرائيليا من القاهرة على متن طائرة خاصة امس.

وقال بيان لوزراة الخارجية الاسرائيلية، «هبطت طائرة أرسلتها وزارة الخارجية في مطار بن جوريون حاملة أسر وأزواج وأطفال المبعوثين الاسرائيليين إلى مصر. وكان على متن الطائرة أيضا نحو 40 مواطنا اسرائيليا يقيمون في القاهرة ولهم أعمال خاصة وأبدوا رغبتهم في العودة».

ورغم هذه التحفظات الرسمية، فان ثمة قلقا كبيرا يعتري الاسرائيليين مما يحدث في مصر، ولا تريد اسرائيل ان تجد نفسها امام معادلة سياسية وامنية جديدة في المنطقة. وقال مصدر أمني إسرائيلي، إن حصول تغيير جوهري في النظام في مصر من الممكن أن يؤدي إلى انقلاب في نظرية الأمن الإسرائيلية.

وبحسب المصدر فان اتفاق السلام مع مصر، يشكل ذخرا استراتيجيا مهما لإسرائيل وقد أتاح للجيش التركيز على جبهات أخرى. وتتابع الاجهزة الامنية بتأهب ما يدور في مصر، باعتبارها «مركز العالم العربي». وحذرت مصادر أمنية اسرائيلية من ان انتفاضة الشعب المصري قد تقود إلى «أبعاد سلبية».

وفي حين ينتاب الجيش الاسرائيلي قلق كبير وحالي مما ستؤول اليه حالة الحدود مع قطاع غزة، فان هذه بحسب مصدر امني كبير ستكون المشكلة الصغرى بالنسبة لإسرائيل بالمقارنة مع المستقبل، قائلا، «ليس سرا أن الجيش يتركز على جبهات أخرى، ليست مصر من بينها، ويخصص لها موارد».

واضاف المصدر «في حال نجحت الثورة في مصر فإن قواعد اللعبة سوف تتغير». واردف «لا اقول انها ستتحول إلى دولة معادية فورا، ولكن بالتأكيد فإن مستوى الاهتمام بها يجب أن يتغير».

ووفق صحيفة «يديعوت» فان من بين مخاوف الأجهزة الأمنية هو الجيش المصري نفسه. وقالت الصحيفة، «إن الجيش المصري متطور ولديه آلاف الدبابات ومئات الطائرات القتالية وعشرات السفن الحربية ووسائل قتالية أخرى».

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله «إن الجيش المصري هو جيش غربي يحصل على مساعدات أميركية، وفي حال كانت هناك جهات متطرفة في النظام المصري فإن الأمر يضع إسرائيل في موقف آخر تماما».