قال عدد من جنود الجيش المصري الذين نزلوا لشوارع المحافظات تنفيذا لأمر حظر التجول، منذ الليلة قبل الماضية، إنهم يشعرون بالفخر لثقة الشعب فيهم واحتفائهم بهم لدى نزولهم الشارع، وأكدوا أنهم سيكونون على قدر المسؤولية. وكان الرئيس حسني مبارك قد أصدر قرارا أول من أمس، بصفته الحاكم العسكري للبلاد، بنزول قوات الجيش في المدن والمحافظات، لمساعدة قوات الشرطة لاسترداد وحفظ الأمن. كما أصدر قرارا بحظر التجول من الساعة السادسة مساء وحتى الساعة الثامنة صباحا. وقوبل الجنود بحفاوة كبيرة من المتظاهرين، الذين صعدوا على الدبابات ورقصوا مع الجنود حاملين أعلام مصر. وهتفوا قائلين «واحد اثنين الجيش المصري فين»، و«الشعب والجيش معا لتغيير النظام».
وأمام الحشود الكبيرة من المتظاهرين وجد الجنود صعوبة بالغة في إرغام المتظاهرين على الذهاب إلى منازلهم واتباع أوامر حظر التجول.
والتقت «الشرق الأوسط» في شوارع القاهرة بعدد من الجنود في مجنزراتهم. وأبدى جندي غضبه من «تحملهم المسؤولية وحدهم دون قوات الشرطة التي قال إنها تخلت عن مسؤوليتها، دون أن يعرف السبب، لكنه أضاف أنه رغم هذا فإن المواطنين قادرون على أن يحموا أنفسهم وأنهم (المواطنين) بدأوا بالفعل في تكوين جبهات حماية لكل المواقع السكنية والتجارية. ولم يرفض الجنود التقاط الأهلي الصور معهم والوقوف على جانبي المدرعات العسكرية أو الصعود فوقها. وعبر جندي ثالث عن «سعادته بالاستقبال الشعبي الذي يلقاه في كل موقع سار فيه بمدرعته» في وسط العاصمة، لكنه حذر في نفس الوقت من «إطلاق النار على المخالفين لقرار حظر التجول الذي يتم تطبيقه»، مشيرا إلى أنهم غير قادرين إلا على اتباع تعليمات القيادات العليا والتي لا تقبل النقاش، على حد قوله.