عمر سليمان «المصلح القابع في الظل»

يعتبر من أهم شخصيات منطقة الشرق الأوسط

TT

اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية طيلة نحو عقدين من الزمان، يعد، وفقا لتقارير غربية، واحدا من أكثر رؤساء المخابرات في العـــالم قوة، ويوصف أيضا بأنه «المصلح القابع في الظل»، ومنذ عام 2009 دارت تكهنات في الأوساط الغربية بأنه قد يخلف الرئيس حسني مبارك في منصب رئيس الجمهورية.

ويتمتع سليمان بهدوئه ويعتبر من أهم شخصيات منطقة الشرق الأوسط التي لها علاقة وثيقة بالملفات الشائكة فيها، لخبرته في حل المشاكل المستعصية، خاصة في الملف الفلسطيني.

واللواء سليمان 73 عاما، من مواليد محافظة قنا بصعيد مصر، انضم إلى الجيش عام 1954، ثم أرسل في بعثة ليتلقى العلوم العسكرية في أكاديمية فرونزي بموسكو بالاتحاد السوفياتي السابق. ويصفه أصدقاؤه بأنه متواضع وهادئ ومتدين.

ولدى اللواء سليمان مؤهلات علمية وعسكرية، فهو حاصل على ماجستير في العلوم العسكرية، وماجستير في العلوم السياسية من جامعة القاهرة، وشغل موقع رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية بدءا من مطلع التسعينات حتى الآن، كما شغل في السابق عدة مناصب هامة منها رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، ومدير المخابرات العسكرية.

وللواء سليمان سجل عسكري حافل حيث شارك في حرب اليمن وحرب 1967 وحرب 1973. وبدأت صلة اللواء سليمان بالاستخبارات منتصف الثمانينات حينما عين قائدا للمخابرات العسكرية، ليتسلم بعد ذلك رئاسة جهاز الاستخبارات العامة 1993، وعرف فيما بعد انه كان له حدس حين وقعت محاولة اغتيال نجا منها الرئيس مبارك في أديس أبابا بإثيوبيا بفضل نصائح عمر سليمان لمبارك بعدم ركوب سيارة عادية في الطريق من مطار أديس أبابا إلى مقر الاجتماع الذي كان مبارك متجها إليه.

وبدأ الظهور العلني للواء سليمان كرئيس للمخابرات منذ عام 2000، وذلك حين تم إيفاده في سلسلة من الجولات الخارجية بين غزة ورام الله والقدس وتل أبيب ممثلا للوساطة المصرية في القضية الفلسطينية، كما قاد وساطات عديدة أخرى بين حركتي حماس وفتح، ويعتبر المسؤول عن ملف إدارة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من الجانب المصري.

وقال عنه تقرير في «الديلي تلغراف» البريطانية قبل عامين ان سليمان «الرجل الطويل بعض الشيء صاحب الانحناءة الخفيفة والذي يفضل البدلات الزرقاء الداكنة، والذي له شارب رمادي حديدي على طراز العسكريين البريطانيين في الأربعينات، يعد الخبير في هزيمة التطرف الإسلامي، وقد يعد رئيس المخابرات الوحيد الذي يستطيع أن يدعي أنه صار قريبا من إنجاز هذه المهمة لبلاده».