سلطنة عمان تعلن ضبط شبكة تجسس إماراتية.. وأبوظبي تنفي

الإمارات: تلقينا الخبر بصدمة ودهشة.. ومستعدون للتعاون في التحقيق

TT

أعلنت سلطنة عمان أمس (الأحد) انها تمكنت من تفكيك شبكة تجسس تابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة داخل السلطنة وهو ما نفته الامارات جملة وتفصيلا. وذكرت وكالة الانباء العمانية أمس ان سلطنة عمان تمكنت من اكتشاف شبكة تجسس تابعة لدولة الامارات العربية المتحدة كانت تستهدف التجسس على حكومة عمان وجيشها. ونقلت الوكالة عن مصدر أمني قوله «تمكنت الاجهزة الامنية من اكتشاف شبكة تجسس تابعة لجهاز أمن الدولة بدولة الامارات العربية المتحدة مستهدفة نظام الحكم في عمان والية العمل الحكومي والعسكري فيها». وأضاف المصدر أنه سيتم تقديم المتهمين إلى المحاكمة حسب الاجراءات المتبعة. ولم تذكر الوكالة المزيد من التفاصيل. وقال مصدر بالحكومة العمانية طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الامر إنه تم القبض على عدد من المواطنين العمانيين بينهم من عمل مع الحكومة. وقال المسؤول العماني ان القاء القبض على الشبكة تم قبل شهرين، وأضاف المسؤول الأمني: «انه بمشيئة الله وتوفيقه وجهود المخلصين من أبناء هذا الوطن تمكنت الأجهزة الأمنية من اكتشاف شبكة تجسس تابعة لجهاز أمن الدولة بدولة الإمارات العربية المتحدة مستهدفة نظام الحكم في عمان وآلية العمل الحكومي والعسكري فيها وسوف يتم تقديم المتهمين إلى المحاكمة حسب الإجراءات المتبعة في هذا الشأن»، لكنه لم يخض في مزيد من التفاصيل. وذكرت وكالة الانباء العمانية انه سيتم إحالة المشتبه بهم للمحكمة. وقال تيودور كاراسيك مدير الابحاث والتنمية بمعهد التحليل العسكري للشرق الادنى والخليج في دبي ان عملية القبض محيرة. من جهته قال مصدر عماني لـ «الشرق الأوسط» ان هذه الشبكة تم القبض عليها في اكتوبر الماضي وتم التحفظ على الاعلان عنها حتى يتم الانتهاء من التحقيقات الأولية وإلقاء القبض على كل العملاء والمتعاونين مع الشبكة من داخل السلطنة وخارجها، مشيرا إلى ان هذه الشبكة التجسسية تضم مدنيين وعسكريين. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه ان التحقيق مع اعضاء الشبكة قد بدأ منذ فترة، وان هناك ادلة واعترافات تم الاطلاع عليها وان اعضاء الشبكة سوف يتم تقديمهم إلى المحكمة خلال الايام القريبة القادمة. وأضاف أن هذا امر غامض للغاية.. وأحد الاحتمالات هو أن دولة الامارات العربية المتحدة تريد أن تعرف المزيد عن العلاقات الايرانية العمانية لأن طهران ومسقط بينهما علاقات طويلة في التعاون الامني والعسكري. وتحتفظ عمان بعلاقات جيدة مع ايران وكان ذلك محوريا في المساعدة في التفاوض في اطلاق سراح واحدة من ثلاثة اميركيين تتهمهم طهران بدخول أراضيها بعد أن ضلوا طريقهم وعبروا الحدود من العراق. ويشجع السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان على حل دبلوماسي للنزاع الدولي بشأن برنامج ايران النووي. ولدى السلطنة علاقات عسكرية ودبلوماسية جيدة مع الغرب وللولايات المتحدة وبريطانيا قوات في عمان منذ سنوات.

لكن الامارات نفت «جملة وتفصيلا» ما اعلنته سلطنة عمان عن تفكيك «شبكة تجسس» اماراتية، مستغربة «الزج باسمها في هذه الانباء التي تتنافى مع قيمها»، وأكدت انها تلقت هذا الخبر «بصدمة ودهشة». وقالت وزارة الخارجية الاماراتية في بيان نقلته وكالة الانباء الاماراتية الرسمية «تلقت دولة الامارات العربية المتحدة بمشاعر الصدمة والدهشة ما أوردته وكالة الأنباء العمانية» في هذا الصدد وهي «تنفي جملة وتفصيلا أي علم أو صلة بمثل تلك الشبكة المزعومة». واكدت الوزارة حرص الإمارات على «تعزيز وتطوير علاقة الأخوة التاريخية مع سلطنة عمان»، وأعلنت «استعدادها الكامل للتعاون مع سلطنة عمان الشقيقة في أي تحقيقات تقوم بها بمنتهى الشفافية، كما تعلن استعدادها لوضع كافة الامكانات والمعلومات التي تساعد على خدمة تلك التحقيقات والوصول إلى كافة الملابسات والابعاد المتصلة بها وكشف الجهات التي حاولت الإضرار بتلك العلاقات والإساءة إليها». واضافت الوزارة «تنفي دولة الإمارات العربية المتحدة جملة وتفصيلا أي علم أو صلة بمثل تلك الشبكة المزعومة وتستغرب أن يزج باسمها في مثل هذه الانباء التي تتنافى مع قيم وقواعد تعامل دولة الامارات مع الدول الشقيقة والصديقة وخاصة سلطنة عمان والتي تحرص دولة الإمارات على تعزيزها وتطويرها بما ينسجم مع علاقة الأخوة التاريخية بين البلدين والشعبين».

واختتمت وزارة الخارجية الإماراتية بيانها قائلة «ان دولة الإمارات العربية المتحدة إذ تحرص كل الحرص على ما يجمع بينها وبين سلطنة عمان من وشائج الاخوة وعلاقات التعاون لتؤكد أن أمن واستقرار سلطنة عمان هو من أمن واستقرار دولة الإمارات العربية المتحدة».

ويمكن للإعلان عن هذه الشبكة ان يتسبب بأزمة بين البلدين الجارين والقريبين جدا جغرافيا وتاريخيا وثقافيا والعضوين في مجلس التعاون الخليجي.