مجلس التعاون الخليجي «يريد الاستقرار لمصر» وأمير الكويت مع «الحكومة والشعب»

القذافي يجدد اتصاله بمبارك > طالباني يؤكد وقوف العراق إلى جانب مصر وصمودها

TT

تواصلت ردود الفعل العربية الرسمية، والشعبية حول مجريات الامور في مصر، وقال الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية أمس ان المجلس يريد الاستقرار لمصر. واضاف على هامش منتدى استثماري في ماليزيا ان المجلس يتطلع إلى استقرار مصر ويأمل بان تعود الامور إلى طبيعتها قريبا. وتابع ان اقتصادات المجلس قوية وليس لديها مخاوف في هذه المرحلة من التداعيات الاقتصادية للازمة في مصر. وادان أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح في اتصال مع الرئيس المصري حسني مبارك اعمال «الشغب» و«استهداف الاستقرار» في مصر. كما اكد الأمير «وقوف دولة الكويت إلى جانب حكومة وشعب مصر وثقتها بتجاوز الاشقاء لهذه المرحلة الحرجة لتنعم البلاد بالامن والاستقرار» حسبما افادت وكالة الانباء الكويتية.

وفي اول ردة فعل عراقية رسمية أكد الرئيس العراقي جلال طالباني ان بلاده تقف إلى جانب استقرار مصر وصمودها مع إجراء إصلاحات. ونقل المكتب الاعلامي في الرئاسة العراقية في بيان عن الطالباني قوله خلال زيارته لنائبه عادل عبد المهدي «لقد تكلمنا عن الوضع العربي وأعربنا عن الرغبة إن شاء الله في نتائج مقبولة من قبل الشعوب العربية. نحن مع استقرار مصر وصمودها في هذه المهمة مع إجراء إصلاحات». وتجمع اكثر من مائتي شخص بعد ظهر أمس في طقس ماطر قرب السفارة المصرية في بيروت لليوم الثاني على التوالي، مطالبين برحيل الرئيس المصري حسني مبارك وتضامنا مع المظاهرات المناهضة للنظام في مصر. وجاءت المظاهرة بدعوة من مجموعات شبابية لبنانية «تضامنا مع ثورة الشعب المصري»، ويشارك فيها افراد من الجالية المصرية في لبنان ومواطنون تونسيون.

وفي ليبيا ذكرت وكالة الانباء الرسمية (جانا) ان الزعيم الليبي معمر القذافي أجرى أمس اتصالا هاتفيا، مع الرئيس حسني مبارك للاطمئنان على الأوضاع في مصر. وكان القذافي رئيس القمة العربية الحالية قد أجرى اتصالا مماثلا، مع الرئيس مبارك صباح أول من امس السبت. واستنكرت صحيفة «الجماهيرية» الرسمية الاحداث الجارية في مصر، معتبرة ان «الانفلات الامني» تخطى كل الخطوط وان مصر «لا تستحق هذا التشفي العربي». وبدأت ليبيا من جانب اخر تسيير جسر جوي إلى مصر لاجلاء رعاياها كما افاد مصدر رسمي. وقالت صحيفة «الجماهيرية» انه في ظل غياب اي موقف رسمي من الاحداث التي اختلط فيها اصحاب الحق بمثيري الشغب «فهل هذا التخريب والتدمير وسيلة تعبير متحضرة؟». واضافت الصحيفة «لا نتصور أن ضعف الأداء الحكومي في التجاوب مع احتياجات الباحثين عن عمل أو دخل يتطلب تكسير مصر».

ولم يصدر تعليق رسمي في الجزائر بعد لكن وزارة الخارجية قالت أمس، ان أفراد الجالية الجزائرية في مصر «لم يتعرضوا لأي حادث». وجاء في بيان للوزارة نشرته وكالة الانباء الرسمية أنه تم إنشاء «خلية لمتابعة وضع أفراد الجالية» في مصر بالتعاون مع السفارة الجزائرية في القاهرة.

كما استمر صمت السلطات الاردنية في وقت خرجت فيه مظاهرة تأييد للشارع المصري، ودعوة للاعتصام على شبكة الانترنت، الشهر المقبل. وقالت شركة الخطوط الجوية الملكية الاردنية في بيان انها ستقوم بتسيير ست رحلات جوية إلى القاهرة لنقل المواطنين الاردنيين الراغبين في العودة. ويتابع الشبان الفلسطينيون بشغف اخبار المظاهرات الشعبية في العالم العربي، ويتجمعون حول التلفزيونات في مقاهي رام الله وغيرها من المدن الفلسطينية لمناقشة هذه التطورات والمراهنة على موعد سقوط هذا النظام العربي أو ذاك. ويقول محمد طه (17 عاما) وهو يجلس في احد مقاهي رام الله «انه لامر جيد ان يعرب الشعب المصري عن ارادة واضحة يريد العمل على تحقيقها كما فعل الشعب التونسي». ويعلق محمد مرار (20 عاما) على الموضوع قائلا «ان ما يحدث الان في الدول العربية هو شيء طبيعي».

وفي جامعة بيرزيت في الضفة الغربية يعتبر الطلاب ان ما يحدث في العالم العربي جاء متأخرا للتخلص من زعماء استأثروا بالحكم لسنوات طويلة. ويرى الطالب العشريني شادي صادر ان الزعماء العرب لم يكتفوا بـ«البقاء على كراسيهم بل خططوا لتوريث الحكم لاولادهم، وهذا اكبر دليل على ابطال حق الشعوب في تقرير مصيرها».

من جهتها قالت الطالبة نوار نزال ان الاحداث الجارية في الشارع العربي «هي اكبر اثبات على ان الناس ليسوا اغبياء، وانه من غير المنطقي ان يحكم رئيس معين دولة لمدة تزيد على عشرين أو ثلاثين عاما من دون تغيير، وان يفوز بنسبة 99.99 في المائة» من الاصوات. واضافت «هل من المعقول الا يكون عدد المتظاهرين في الشوارع اليوم سوى 0.1 في المائة اي الذين لم يصوتوا له؟».

ويبقى للفيس بوك وغيره من وسائل الاعلام الاجتماعية والمدونات على شبكة الانترنت النصيب الاكبر من مشاركة الشبان الفلسطينيين في مواكبة ما يحصل من مظاهر غضب في الشارع العربي. فقد وجه شبان فلسطينيون دعوة إلى التجمع امام السفارة المصرية في رام الله تضامنا مع المتظاهرين المصريين، الا ان هذه الدعوة الغيت لاسباب لم يعلن عنها بعد. كما وضع شبان فلسطينيون صورة العلم المصري على صفحاتهم على الفيس بوك مع عبارات التضامن من «الشعب الفلسطيني إلى الشعب المصري»، اضافة إلى مقاطع مصورة من المظاهرات المصرية ومقاطع من اغاني الشيخ امام الثورية وقصائد للشاعر المصري المنتقد للنظام احمد فؤاد نجم.