مسؤولون أميركيون: باكستان ضاعفت ترسانتها النووية خلال بضع سنوات

أكثر من 110 أسلحة نووية تقع في أكثر الأماكن انعداما للاستقرار

كوماندوس من رجال شرطة باكستانيين إثبات دورة تدريبية في كراتشي أمس (أ ف ب)
TT

كشفت مصادر اميركية إن باكستان ضاعفت ترسانتها النووية خلال السنوات الماضية، وصارت تملك اكثر من 100 سلاح نووي. وكان التقدير قبل خمس سنوات ما بين 30 و60 سلاحا وصار الآن يقدر بأكثر من 110 أسلحة نووية. وكشفت المصادر ان باكستان سرعت مؤخرا إنتاج اليورانيوم والبلوتونيوم اللذين يستخدمان في صناعة هذه القنابل. وايضا، طورت أسلحة جديدة. وانها، بعد سنوات قليلة، ستملك اسلحة اكثر مما تملك الهند، منافستها في التسلح النووي.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست»، التي نشرت الخبر، ان الادارة الأميركية «تجد نفسها متعلقة بين المخاوف من الانتشار النووي» ومحاولات «إرهابيين» امتلاك مواد نووية. في الجانب الآخر، هناك المخاوف الباكستانية من أن هدف أميركا هو السيطرة على، أو الحد من، برنامجها النووي، وتفضيل الهند عليها. وقالت المصادر الأميركية انه بالرغم من ان باكستان أنتجت عددا أكبر من الأسلحة النووية إلا انها تعتقد ان لدى الهند مخزونا أكبر من المواد الانشطارية. ورغم ان الرئيس باراك أوباما وضع مسألة الحد منها على رأس أجندته لمنع الانتشار النووي عالميا، تظل الهند تتمتع بمكانة خاصة في الاستراتيجية الأميركية.

واشار مراقبون في واشنطن إلى ان الرئيس السابق بوش الابن كان وضع حجر اساس العلاقة النووية الخاصة مع الهند. ووقع على اتفاقية لتصدير مواد نووية اميركية إلى الهند، رغم ان الهند رفضت التوقيع على اتفاقية حظر انتشار الاسلحة النووية.

واضاف المراقبون ان باكستان، رغم تعاونها مع الولايات المتحدة في مجالات حرب الارهاب، وفي حرب افغانستان، تظل ترى ان الولايات المتحدة، في نهاية المطاف، ستميل نحو الهند.

وفي واشنطن، رفض الجنرال نظير بوت، الملحق العسكري في السفارة الباكستاني، تحديد عدد الأسلحة النووية الباكستانية. وايضا، رفض الحديث عن منشآت إنتاجها. وقال انها كلها سرية. واضاف ان «باكستان تعيش في جوار صعب، ولن تنسى أبدا حاجاتها الأمنية. في نفس الوقت، بصفتنا قوة نووية، نحن واثقون من قدراتنا الردعية». واشار مراقبون إلى ان البيت الابيض ظل حريصا على عدم زيادة الشكوك الباكستانية السلبية، ولهذا، لم يعلن حجم الترسانة النووية الباكستانية. ويكتفي بالتعبير عن ثقته بإجراءات السلامة الداخلية الباكستانية. غير ان قلقا من جانب البيت الابيض انكشف في الشهر الماضي عندما اعلن البيت الأبيض، في تقرير استراتيجي سنوي، ان الأمن النووي الباكستاني أحد هدفين استراتيجيين طويلي الأمد بالنسبة للولايات المتحدة، إلى جانب هزيمة تنظيم «القاعدة».

وقالت المصادر التي تحدثت إلى «واشنطن بوست» انها تعتمد في معلوماتها على الاستخبارات الشخصية، وايضا على الصور بالأقمار الصناعية للمنشآت النووية. وعلى تقديرات إنتاج المواد الانشطارية وتطوير الأسلحة. وعلى ما يعلن من تصريحات وحقائق حول هذا الموضوع.

وقال رئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن، ييفيد أولبرايت، انه اذا كانت الترسانة الباكستانية قبل 4 سنوات تقدر بما بين 30 و60 سلاحا، فانها «نمت بشكل سريع.. ويمكن أن تكون قد تضاعفت خلال هذه الفترة».

واشار مراقبون في واشنطن إلى ان هناك ثلاث دول فقط، هي باكستان والهند وإسرائيل، لم توقع أبدا على معاهدة حظر الانتشار النووي. وان التقديرات تشير إلى ان لدى الهند ما بين 60 و100 سلاح نووي. وبينما لا توجد أرقام محددة بشأن البرنامج النووي الإسرائيلي، تقول التقديرات انها تفوق على 200 قنبلة نووية. وايضا، بينما أجرت كوريا الشمالية تجارب نووية، يعتقد انها أنتجت مواد انشطارية لإنتاج ما لا يقل عن 6 قنابل نووية. وانه، اذا كانت هذه الارقام الجديدة عن اسلحة باكستان التي اشارت اليها مصادر اميركية صحيحة، فهذا يعني ان باكستان أصبحت خامس أكبر قوة نووية، متخطية فرنسا وبريطانيا. وتظل أكبر مخزونات نووية موجودة في أميركا وروسيا، ثم الصين.