الرئيس المصري يتلقى اتصالات من زعماء عرب.. والاتحاد الأوروبي يدعوه لانتخابات

السلطة الفلسطينية تمنع التظاهرات ضد مبارك.. ورئيس وزراء باكستان: ما يحدث في مصر لن يتكرر عندنا

TT

توالت ردود الفعل العربية والدولية للاحداث الجارية في مصر، وبينما تلقى الرئيس المصري حسني مبارك أمس اتصالات هاتفية مؤيدة لموقفه من زعماء عرب، دعا الاتحاد الاوروبي الرئيس المصري إلى اجراء «انتخابات حرة ونزيهة» في مصر.

وذكر في المنامة أمس ان الملك حمد بن عيسى آل خليفة اتصل هاتفيا بالرئيس المصري، معربا عن ثقته في قدرته على ضمان استقرار المجتمع المصري وحفاظه على ما حققه من مكتسبات. كما قام الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات باتصال ايضا مع الرئيس مبارك، معربا عن تمنياته باستكمال مصر مسيرتها نحو المزيد من الخير والتقدم لأبناء شعبها ومواصلة دورها الرئيسي في الدفاع عن قضايا أمتها.

وابدت السلطة الفلسطينية دعمها للرئيس مبارك، وتمنت عودة الاستقرار لمصر سريعا. وقال عضو اللجنة المركزية لفتح، ورئيس كتلتها في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الاحمد، بأن القيادة الفلسطينية تتابع التطورات في مصر عن كثب مؤكدا ان القيادة لا تخشى من تبعات الاحداث في مصر على الساحة الفلسطينية.

وتمنى الاحمد في مؤتمر صحافي عقده في رام الله امس ان يعود الاستقرار إلى مصر في اقرب وقت ممكن. قائلا ان السلطة تحترم إرادة القوى السياسة والشعب في مصر. وأدان الأحمد كل محاولات التخريب الممنهج التي تتم في احداث مصر، مؤكدا على ان السلطة لا دخل لها في نهاية الامر في الشأن المصري، كما ترفض تدخل الآخرين في شؤونها.

ومنعت السلطة مظاهرات ضد الرئيس المصري في رام الله، من باب انها لا تريد ان تكون طرفا في أي صراعات وخلافات عربية. وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش تفريق لمظاهرة مؤيدة لثورة الشعب المصري التي انطلقت تحت شعار «الشعب يريد إسقاط النظام». وكان العشرات من الشباب تجمعوا أمام السفارة المصرية في رام الله الأحد، ضد مبارك، الا ان الاجهزة الامنية فرقتهم بالقوة.

وكانت الاجهزة الامنية استدعت احد المنظمين ثلاث مرات في غضون الـ24 ساعة الاخيرة وطلبوا منه الغاء المظاهرة لأن «هناك اوامر بعدم السماح بأي تحركات لها علاقة بما يجري في تونس ومصر في الوقت الحالي». وطالبت المنظمة الدولية السلطة بالعمل على «منع التدخل التعسفي ضد المظاهرات السلمية».

وانتقدت السلطة، الدور الأميركي في القضية المصرية، واعتبر نائب امين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب الاثنين ان تصريحات الادارة الأميركية حول حقوق الانسان في مصر و«ادعاءها» الحرص عليها «وقاحة» لأنها «تتنكر في الوقت ذاته» لحقوق الشعب الفلسطيني. وقال الرجوب ان «التصريحات الأميركية التي تتحدث عن حقوق الانسان في مصر وتنكر حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية والانسانية والسياسية تدل على وقاحة اميركية وادعاء على الحرص على حقوق الانسان». واضاف، ان هذه الادارة «لا تتردد في استخدام حق النقض (فيتو) ضد الاستيطان في الاراضي الفلسطينية وضد القرارات الخاصة بحقوق الشعب الفلسطيني لحماية الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين الذي يرتكب ابشع الجرائم الانسانية ضد شعبنا الفلسطيني».

وفي الخرطوم أعلن ان الرئيس السوداني عمر البشير أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس مبارك للاطمئنان على الأوضاع بمصر. وقللت الحكومة السودانية من قدرة المعارضة على تحريك الشارع السوداني، مشددة على ان «السودان حقق ما يحصل في مصر وتونس منذ عام 1989». وعطلت الأجهزة الأمنية عملية توزيع صحيفتين يوم أمس لتغطية مظاهرات نظمها شباب سودانيون قبل يومين.

دوليا دعا وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي أمس إلى «اصلاحات ديموقراطية جوهرية» تؤدي إلى تنظيم «انتخابات حرة ونزيهة» في مصر. وفي اعلان جرى تبنيه في اجتماع في بروكسل، دعا الوزراء السلطات المصرية إلى «الشروع في عملية انتقالية بهدوء عبر حكومة اتحاد تؤدي إلى عملية اصلاحات ديموقراطية جوهرية حقيقية». واوضح الاعلان ان هذه الاصلاحات ينبغي ان تؤدي «الى انتخابات حرة ونزيهة» مقرا ايضا «بالتطلعات المشروعة وبالالام التي يعانيها الشعب في مصر».

وفي اسلام اباد قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني ان ما يجري في مصر وتونس لا يمكن مقارنته بباكستان، قائلا «نحن لدينا مؤسسات فاعلة وديمقراطية راسخة تعمل بشكل جيد». واشار جيلاني خلال حديثه مع الصحافيين، في مسقط رأسه بمدينة مولتان، إلى ان حكومته تمضي قدما على طريق المصالحة وانه لا يوجد خطر على الحكومة. وجاءت تصريحات جيلاني، في أعقاب تكهنات في وسائل الاعلام الباكستانية، بتكرار ما يحدث في مصر وتونس في باكستان. وقال جيلاني ان الحكومة تتحرك إلى الأمام بثقة مع عملية المصالحة. واوضح جيلاني ان «اقتصاد باكستان يتعرض لضغوط، وليس في أزمة»، مشيرا إلى ان «الإرهاب والتطرف والركود العالمي، والفيضانات التي وقعت في البلاد، ونقص الطاقة.. هي المسؤولة عن المشاكل الاقتصادية الحالية». واضاف «لدينا احتياطي من النقد الأجنبي على مستوى عال لم يسبق له مثيل يقدر بنحو 17 مليار دولار. ومؤشر البورصة الذي كان يتأرجح بين 5000 إلى 6500 نقطة عندما تولينا السلطة، الآن وصل إلى 12500 نقطة.. كما وصلت صادراتنا 11 مليار دولار.. وربما تتضاعف بحلول نهاية هذه السنة المالية. وبلغت التحويلات الخارجية ما يزيد على 10 مليار دولار». اما في موسكو فقد عادت وزارة الخارجية الروسية لتعرب عن قلقها تجاه تطورات الاحداث في القاهرة فيما ناشدت السلطات المصرية لان تبذل كل ما بوسعها لضمان امن المواطنين الروس. وقالت مصادر اتحاد الشركات والمؤسسات السياحية الروسية ان قرارا لم يصدر بعد عن وزارة الخارجية حول توصية المواطنين الروس بعدم السفر إلى القاهرة ولم تعلن اي جهة رسمية عن اية اخطار تتهدد صحة وحياة المواطنين».