أقدم سجين فلسطيني يروي لـ«الشرق الأوسط» قصة هروبه من سجن «أبو زعبل»

هربه بدو في سيناء إلى العريش

معتصم القوقا (رويترز)
TT

كان يوم الأحد، اول من أمس، من اطول الايام في حياة معتصم القوقا اقدم المعتقلين الفلسطينيين في سجن «أبو زعبل» المصري، الذي عاد إلى قطاع غزة بعدما هرب مع مجموعة المعتقلين مستفيدين من حالة الفوضى في السجون المصرية في اعقاب الاحتجاجات التي عمت مصر. وبعد أداء صلاة الفجر في ذلك اليوم، عاد ليواصل نومه في زنزانته، ولكن فجأة وبدون سابق إنذار، سمع طلقات الرصاص، ودخان كثيف وصراخ يعلو من كل مكان، دون أن يدري ما أسباب الجلبة. وبعد فترة وجيزة فوجئ بأحد السجناء المصريين ومعه أناس كثيرون يفتحون باب زنزانته ليخبروه بأن أهالي المئات من المعتقلين المصريين قد اقتحموا السجن واطلقوا السجناء.

وأوضح القوقا وهو من مخيم الشاطئ أن الحراس أطلقوا النار بكثافة صوب السجناء الذين كانوا يتدفقون من الزنازين، سيما من قسم 1 و2، بعد أن حطموا النوافذ والأبواب. وأضاف: «لقد رأيت على الأقل عشر جثث لمعتقلين، بالإضافة إلى عدد كبير من الجرحى داخل السجن وفي محيطه». ويضيف القوقا الذي كان قد أمضى سبع سنوات في السجن، أنه خرج ومعه 11 معتقلا فلسطينيا كانوا يتواجدون في السجن، وتوجهوا إلى سيناء، حيث قام عدد من بدو سيناء بإيصالهم إلى العريش عبر طرق التفافية، حتى لا تتمكن سلطات الأمن المصرية من إيقافهم، ودخلوا إلى غزة عن طريق الانفاق. واستدرك أن مجموعة المعتقلين لم تتحرك معا، مشيرا إلى أنه بمجرد أن وصل إلى العريش سلك الطريق إلى قطاع غزة عبر الانفاق. وأضاف أنه علم فيما بعد أن الأمن المصري تمكن من توقيف عدد من المعتقلين الذين فروا من السجن، وأعادهم إلى السجن. وقد عاد مع معتصم كل من حسان وشاح، الذي يقطن مخيم البريج وسط القطاع، بالاضافة إلى كل محمد عبد الهادي وجمعة الطلحة وعمر شعث. وعلم أن من بين المعتقلين الذين القى الامن المصري القبض عليهم: عبد الله أبو ريا امضى في سجون مصر اربع سنوات ونضال أبو ريا قضى 3 سنوات، ومحمد السيد أمضى عامين ورمزي الراعي وهو جريح اعتقل منذ عدة شهور أثناء توجهه للعلاج في مصر بجواز سفر فلسطيني وهو مهدد ببتر إحدى ساقيه نتيجة لسوء حالته الصحية.

وعن التهمة التي حكم القوقا بسببها عشر سنوات، قال انه وجهت له تهمة التسلل إلى مصر والعضوية في «منظمة عربية إرهابية»، وفق قانون الطوارئ المصري، مشيرا إلى أنه تمت معاملته ومن معه كإرهابيين قادمين لتخريب مصر، مستدركا أنه تم القاء القبض عليه عندما كان يرافق قريب مريض له قدم لمصر للعلاج. وأضاف: «لقد صدر قرار بالافراج عني عام 2005، لكن ادارة السجن تلاعبت، حيث قامت باخراجي، فقام جهاز أمن الدولة باعتقالي لعدة ايام، ثم صدر بحقي قرار اعتقال، لأمضي خمس سنوات بعد قرار الافراج عني». من ناحيته قال وشاح أنه قد تم اعتقاله من قبل جهاز المخابرات وامن الدولة.

وأضاف: «لقد حاولوا اجباري على الاعتراف بأني قادم للتخريب واصدروا بحقي حكما بالسجن عشر سنوات، مضى منها ثلاث سنوات». وتحدث الفاران عن تعذيب شديد تعرضا له، مثل الشبح والصعقات الكهربائية. وأضاف وشاح أن الامن المصري حقق معهم حول قضية الجندي الاسرائيلي المختطف جلعاد شاليط، وهو ما حدث مع المعتقلين الفلسطينيين الآخرين.

وقال علاء السيد منسق تجمع اهالي المعتقلين في السجون المصرية ان «ستة من المعتقلين السياسيين الذين تمكنوا من الفرار من السجون المصرية خلال الاحداث وصلوا إلى قطاع غزة حتى الان». واضاف ان «12 من المعتقلين في السجون المصرية البالغ عددهم 39 معتقلا تمكنوا من الفرار خلال الايام الماضية».

من جانبه قال محمد عبد الهادي احد هؤلاء المعتقلين والذي وصلوا إلى غزة الاحد «تمكنت من الفرار من سجن ابو زعبل في مصر مع ثمانية من زملائي المعتقلين السياسين الفلسطينين بعد ان تم حرقه خلال الاحداث». وعبد الهادي معتقل في مصر في 2009 بتهمة «الانتماء لكتائب عز الدين القسام وحركة حماس».

ووصل عبد الهادي إلى القطاع مع معتقل اخر عبر احد الانفاق المنتشرة على الحدود الفلسطينية المصرية في مدينة رفح جنوب القطاع.