البنتاغون على اتصال مستمر مع العسكريين المصريين لبحث تطورات الأوضاع

5 مقابلات تلفزيونية لكلينتون في يوم واحد أكدت فيها على خط السياسة الأميركية تجاه القاهرة

TT

بينما اتصل الرئيس باراك اوباما تليفونيا بقادة عرب وغربيين حول التطوارت في مصر، اعلن البنتاغون انه على اتصال مستمر مع العسكريين المصريين.

واعلن امس ان وزير الدفاع روبرت غيتس وقائد القوات المشتركة الادميرال مايك مولن تباحثا هاتفيا مع نظيريهما المصريين. وكان البيت الابيض قال الجمعة ان الولايات المتحدة قد تعيد النظر في هذه المساعدات العسكرية إلى مصر التي تبلغ قيتها 1.3 مليار دولار سنويا. لكن، لم يشر إلى هذا الموضوع جوف موريل، المتحدث باسم وزير الدفاع الأميركي، واكتفى بالقول ان غيتس تحدث مع نظيره المصري محمد حسين طنطاوي، بدون الاشارة إلى مضمون المحادثات. وقال موريل ان غيتس اجرى مشاورات هاتفية مع نظيره الاسرائيلي ايهود باراك، بدون ان يقدم موريل تفاصيل ايضا.

وقال جون كيربي، المتحدث باسم الادميرال مايك مولن ان مولن اجرى محادثة هاتفية لعشر دقائق مع رئيس الاركان المصري الفريق سامي عنان. وان عنان اطلع مولن «على اخر التطورات في البلاد». واضاف المتحدث ان «الرجلين جددا التأكيد على رغبتهما في رؤية الشراكة بين الجيشين تتواصل. ووعدا بالابقاء على اتصالاتهما». واشار مراقبون في واشنطن إلى ان الفريق عنان كان قطع يوم الجمعة زيارة رسمية إلى واشنطن حيث كان يقود قاد بعثة ضمت 25 عسكريا مصريا للمشاركة في محادثات لجنة التعاون العسكري الأميركي المصري وللتباحث في المساعدات العسكرية الأميركية، وتدريب القوات المصرية من جانب الولايات المتحدة.

وكانت وكالة «رويترز» نقلت على لسان خبير عسكري اميركي طلب عدم نشر اسمه ووظيفته ان اللواء عنان «على ما يبدو يتمتع باحترام الولايات المتحدة». واشار إلى انه بينما يبلغ عمر عنان خمسة وخمسين سنة، فان عمر المشير محمد حسين طنطاوي، وزير الدفاع والقائد العام للقوات المصرية المسلحة، اكبر منه بعشرين سنة، اي خمسا وسبعين سنة. واضاف الخبير ان عنان «يتمتع بسمعة طيبة» وسط العسكريين المصريين.

وقالت مصادر اميركية ان الفريق عنان كان جاء إلى واشنطن للحصول على مزيد من الاسلحة، خاصة مع اجازة ميزانية البنتاغون للعام الجديد والتي فيها بند المساعدات إلى مصر. وان الفريق عنان زار الولايات المتحدة مرات كثيرة، وانه هو حلقة الوصل مع العسكريين المصريين، وليس المشير طنطاوي. وانه يمكن ان يكون «رجل اميركا» في مصر، خاصة اذا تطور الموقف بصورة تزيد من دور القوات المصرية المسلحة.

في نفس الوقت، اعلن البيت الابيض ان الرئيس اوباما اجرى اتصالات هاتفية مع قادة عرب، بما فيهم الرئيس المصري حسنى مبارك، وقادة غربيين. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» ان اوباما «قرر الانحياز بحزم مع حركة الاحتجاج في مصر، داعيا إلى «انتقال منظم» لتشكيل حكومة أكثر تمثيلا للشعب المصري». واضافت ان هذا يحدث «وسط قلق اميركي متزايد من أن المظاهرات، ان تحولت إلى اعمال عنف واضطرابات، يمكن أن تنتشر في بقية العالم العربي». وان اتصالات اوباما مع القادة العرب حلفاء اميركا «طمأنتهم بأن بلادهم لا تزال شريكات استراتيجيات حيويات للولايات المتحدة الاستراتيجية، بينما حذرتهم من أن الوضع السياسي الراهن لا يمكن ان يستمر».

وقالت الصحيفة ان اوباما قرر اختيار عبارة «مرحلة انتقالية» ليستخدمها البيت الابيض ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وكبار المسؤولين عند الحديث عن مستقبل الاحداث في مصر، اشارة إلى «وجود رغبة لتاسيس حكومة مؤقتة لادارة مصر لحين اجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في سبتمبر (ايلول)».

واشار مراقبون في واشنطن إلى ان كلينتون ظهرت في خمسة برامج مقابلات تلفزيونية في يوم واحد، وكررت الخط الجديد للسياسة الأميركية نحو مصر، بدون ان تشير مباشرة إلى تغيير نظام الرئيس مبارك، أو تنحي الرئيس مبارك. وخلال الاجابة على اسئلة الصحافيين في هذه البرامج، قاومت كلينتون في شدة دعوة مبارك ليتنحى، لكنها كررت عبارات مثل: «على كل اعضاء الحكومة الحاليين والمستقبليين اتخاذ خطوات ملموسة نحو الإصلاح الديمقراطي والاقتصادي». واضافت كلينتون: «نحن لا نطالب بأي نتائج محددة. ولكن لا بد من القيام بهذه الاجراءات على الفور لجلب الناس إلى طاولة المفاوضات، ولتحقيق نتائج يمكن ان يراها الشعب المصري». ورغم ان كلينتون تحاشت الحديث مباشرة عن اختيار مبارك لعمر سليمان نائبا له، قالت ان «لا احد راض» عن الخطوات التي اتخذها مبارك حتى الان. وان هناك حاجة إلى الفترة الانتقالية «حتى لا يكون هناك فراغ.. ونحن لا نريد الفوضى». وعلى صعيد الكونغرس وبعد أشهر من انتقاده المتواصلة للرئيس باراك أوباما على كل جبهة، صار قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس يمدحون طريقة تعامله مع الأزمة في مصر. لكن بينما دعم رئيس مجلس النواب، جون بوينر (جمهوري من ولاية اوهايو)، وزعيم الاقلية بمجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل (جمهوري من ولاية كنتاكي) سياسة أوباما الحذرة، عبر نواب عاديون عن قلق متزايد بسبب هذه السياسة. وقالت صحيفة «بوليتكيو» التي تركز على اخبار الكونغرس ان البعض «يضغط من أجل دعم أكثر للمتظاهرين. ووقف أو تجميد المساعدات العسكرية التي تبلغ 1.4 مليار دولار سنويا». واضافت الصحيفة: «لكن بعض الجمهوريين قلقون من أن نظاما راديكاليا قد يحل محل مبارك إذا سقط».

واشار مراقبون في واشنطن إلى ان الجمهوريين ربما يؤيدون، بصورة عامة، سياسة اوباما الحذرة لانهم «لا يملكون بديلا». ويستعمل المراقبون هذه العبارة في وصف انتقادات جمهورية اخرى للرئيس اوباما، في مجالات مثل خطة اوباما للرعاية الصحية، ومعالجة العجز في الميزانية، وتخفيض اجمالي الديون المصرية.

وقال مساعد للسناتور ماكدونيل، طلب عدم الاشارة إلى اسمه: «نحن لا نزال نحاول الوصول إلى موقف معين. نحن لسنا متأكدين من ما نريد ان نقول».

وفي مقابلة في تلفزيون «سي ان ان»، دعا السناتور جون ماكين، الجمهوري البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، وخصم أوباما في انتخابات سنة 2008، إلى اعادة النظر في المساعدات العسكرية لمصر. وحث الرئيس اوباما بان يقف «على الجانب الصحيح للتاريخ» في التعامل مع مطالب الشعب المصري.