سلام فياض في باريس غدا.. وباريس2 للدول المانحة في الربيع المقبل

السفير هايل الفاهوم: نريد شراكة «استراتيجية» مع فرنسا

TT

يصل رئيس الوزارء الفلسطيني سلام فياض إلى باريس غدا في زيارة رسمية تستمر حتى السبت القادم هي الأولى من نوعها التي تحظى بكل المظاهر البروتوكولية العائدة لرئيس حكومة.

ويستقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المسؤول الفلسطيني في قصر الأليزيه عصر الخميس بعد أن يكون عقد، ظهرا، اجتماعا مع نظيره فرنسوا فيون الذي سيستقبله رسميا في ساحة الأنفاليد. ويزور فياض رئيسي مجلسي الشيوخ والنواب جيرار لارشيه وبرنار أكواييه الجمعة قبل أن يجتمع إلى وزيرة الخارجية ميشال أليو ماري ويشارك في عشاء لمجموعة المتابعة لمؤتمر باريس للدول والهيئات المانحة لفلسطين. وفي بادرة هي الأولى من نوعها، يلتقي فياض مجموعة من مسؤولي الشركات ورجال الأعمال الفرنسيين المهتمين بالسوق الفلسطينية أو الذين لديهم مشاريع فيها لحثهم على تكثيف نشاطاتهم هناك. وستكون لفياض أنشطة إعلامية مختلفة فضلا عن لقاء موسع مع هيئات فرنسية ومختلطة متضامنة مع الشعب الفلسطيني.

وتأتي زيارة فياض عقب جولة وزيرة الخارجية ميشال أليو ماري في المنطقة ولقائها فياض والرئيس محمود عباس. وقالت مصادر فلسطينية في باريس إنه سيتم التوقيع على اتفاقيتين للتعاون الثنائي خلال الزيارة؛ الأولى تتناول التعليم الجامعي والبحث العلمي والثانية التدريب المهني وقطاع العمل بشكل عام. وينتظر أن يوجه فياض دعوة لرئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون لزيارة فلسطين. ومن الناحية المبدئية، سوف تتم الزيارة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) القادمين.

وأفادت المصادر الفلسطينية بأن باريس التي تدفع باتجاه عقد مؤتمر باريس2 للدول والهيئات المانحة ليكون استمرارا لباريس1 الذي عقد نهاية 2007 وانتهت مفاعيله أواخر العام الماضي، ترى أن هناك «نافذة» للدعوة اليه الربيع القادم. غير أن فرنسا، تشترط وفق مصادرها، ألا ينحصر الاجتماع في الجوانب المالية والإقتصادية وأن تكون له «ابعاد سياسية» ما يعني الحاجة إلى التفاوض مع الولايات المتحدة وأطراف أخرى منها إسرائيل. وسبق للرئيس ساركوزي أن قال في 24 الشهر الماضي في قصر الأليزيه إن فرنسا وأوروبا «تريدان دورا سياسيا» إلى جانب الولايات المتحدة في تصور الحلول للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي خصوصا ان الانفراد الأميركي لم يعط أية نتيجة إيجابية. وتؤكد المصادر الفرنسية أن ما يعطي «شرعية» للمطالب التي ترفعها فرنسا ومعها الاتحاد الأوروبي أن لديهما مقترحات وافكارا وأنهما مستعدان للمساهمة في الضمانات الأمنية فضلا عن أنهما من أكبر المساهمين في بناء المؤسسات الفلسطينية وتدريب القوى الأمنية الفلسطينية ناهيك عن انهما أكبر مساهم في الميزانية الفلسطينية.

وتبحث باريس التي ترى أن جهود السلام الأميركية انتهت إلى «لا شيء» عن طريقة ومنهج مختلفين عما اتبع أميركيا حتى الآن. وهي تقترح، وفق ما قالته مصادرها، توسيع دور الرباعية الدولية واتحاد الأوروبي وإعطاء مساحة أوسع للدور العربي في البحث عن حلول علما انها تؤكد أن «عناصر الحل معروفة». وبحسب هذه المصادر، فإن الجهد يجب أن يتركز على توضيح المواقف ومعرفة ما يقبله هذا الطرف وما يرفضه ذاك بالتفصيل وبخصوص كافة المسائل العالقة والتي تتناول الحل النهائي. وتعقد الرباعية الدولية اجتماعها القادم في ألمانيا في الخامس من الشهر الجاري. وترى فرنسا أن الموقف الذي عبر عنه الإتحاد الأوروبي في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي بمناسبة لقاء قادته في بروكسيل «يثبت« موقف أوروبا ورؤيتها للسلام واستعدادها للإعتراف بالدولة الفلسطينية «في الوقت المناسب». وأفادت المصادر الفرنسية لـ«الشرق الأوسط» أن المسؤولين الفرنسيين سيجددون التعبير عن استمرار دعم باريس لمحمود عباس وسلام فياض باعتبارهما يمثلان الشرعية الفلسطينية مع التأكيد الشديد على أن الحل السلمي يجب أن يشمل غزة والضفة الغربية التي هي جزء لا يتجزأ من مشروع الدولة الفلسطينية.

وقال السفير الفلسطيني في باريس هايل الفاهوم لـ«الشرق الأوسط» إن ما يسعى اليه الطرف الفلسطيني هو التوصل إلى «شراكة استراتيجية فاعلة» مع فرنسا تتناول كافة الجوانب العلمية والثقافية والاقتصادية وتترجم إنجازات ومشاريع على الأرض. ويريد الطرف أيضا أن تتولى الحكومة الفرنسية تشجيع شركاتها على الاستثمار والشراكة مع الجانب الفلسطيني وتوفير الضمانات الحكومية التي من شانها «طمأنة» المستثمرين.