الشارع السوري صامت حيال دعوات للتظاهر والاعتصام

مجموعة تدعو على «الفيس بوك» إلى يوم غضب بعد صلاة الجمعة

TT

من الصعب التكهن بمدى استجابة الشعب السوري للدعوات التي تطلقها مجموعات مجهولة الهوية على شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» سواء ليوم غضب بعد غد الجمعة والاعتصام السلمي أمام مجلس الشعب يوم السبت، كون السلطات السورية تحظر مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر منذ عدة سنوات. وفي الفترة الأخيرة شددت من مراقبتها حتى على كل المواقع.

واعتبر مراقبون في دمشق الاستجابة للاعتصام الذي دعا إليه مجموعات من الشباب والمثقفين وبعض الناشطين في المعارضة أمام السفارة المصرية للتأييد الشعب المصري وإشعال الشموع لأرواح الضحايا في مصر، مؤشرا على ضعف الاستجابة، حيث لم يحضر أكثر من 60 شخص في اليوم الثاني للاعتصام يوم الأحد الماضي وما يقارب 40 شخص في الاعتصام الذي تم في باب توما أول من أمس.

وفي جولة لـ «الشرق الأوسط» في الشارع السوري مساء أمس نفى أكثر من مواطن سوري علمه بتلك الدعوات ورفضوا الحديث في هذا الموضوع، باستثناء بعض الشباب والمثقفين من مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، فقال احدهم، 21 عام، الذي اكتفى باعطاء اسمه الاول دون اسم العائلة، أنه تلقى في «فيس بوك» دعوة من مجموعة تسمي نفسها «انتفاضة الشعب السوري» للاعتصام يوم 5 شباط ودعوة أخرى لمقاطعة الهاتف المحمول لكن هذا كان منذ نحو شهر تقريبا، لكنه منذ نحو أسبوع لم يتمكن من دخول الشبكة و«لا يعرف مآل هذه الدعوات ولا من يقف وراءها». ورفض الشاب واسمه عمر الافصاح عن رأيه بتلك الدعوات مفضلا الصمت. كما أكد أحد أصحاب مقاهي الانترنيت في دمشق أنه لا يسمح لرواد محله دخول «فيس بوك» نافيا تلقيه تعليمات مكتوبة بخصوص المنع، وقال أنه امتنع عن تقديم هذه الخدمة بمجرد شعر بتشديد الرقابة على البروكسيات وعملا بمبدأ «الباب الذي يأتيك منه الريح سده واسترح» لافتا إلى أن الأمر لن يطول على هذا النحو وبمجرد تهدأ الأحوال ـ في إشارة إلى ما يحصل في مصر،سيعود كل شيء كما كان. وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قد قالت ان مجموعة لم تكشف هويتها على «فيس بوك» دعت إلى يوم غضب بعد صلاة الجمعة في كافة المدن السورية. وقال «بيان الثورة السورية ليوم الغضب» على الموقع «بعد صلاة الجمعة في الرابع من شباط (فبراير) هو اول ايام الغضب للشعب السوري الابي». واضاف البيان متوجها إلى الرئيس السوري بشار الاسد «نريد ان نقول اننا لسنا ضد شخصك ولكن ضد أسلوب الحكم الفردي والفساد والاستبداد وتكديس الثروة بيد أقربائك وحاشيتك». وتابع «لا ينبغي السكوت عن الظلم بعد اليوم وطفح الكيل ولا من سامع أو مجيب».

واكد البيان على سلمية التظاهر. وقال «لا نريد ثورة هوجاء بل انتفاضة سلمية.. نريد منكم أن ترفعوا أصواتكم بشكل سلمي وحضاري. فالتعبير عن الرأي يكفله الدستور والقانون وكل القوانين الوضعية والسماوية».

كما ناشد البيان قوات الامن افساح المجال امام المتظاهرين للتعبير عن انفسهم، مؤكدا ان «هؤلاء الشباب المتطلع للحرية هم ابناؤكم واخوانكم فلا تقمعوهم وحافظوا عليهم فهم ثروة الوطن وعدة المستقبل». كما دعت مجموعة اخرى على موقع فايسبوك إلى «وقفة تضامنية سلمية» مع كل من يعاني من «النهب المنظم والاحتكار» لشركتي الهاتف النقال العاملتين في سوريا «سيرياتيل وإم تي إن» عند الساعة منتصف نها غد امام مجلس الشعب في دمشق.

ودعا إلى «المشاركة في وقفة تضامنية مع كل من يعاني من النهب المنظم والاحتكار المستمر من شركتي سيرياتيل وام تي ان لنكون معا ويدا بيد». ودعا البيان إلى رفع الاعلام السورية وتنظيم اللافتات التي «تنحصر بمطالبنا الواردة في هذه المجموعة».