بدء تخفيض القوات المشتركة بين القوات المسلحة السودانية وجيش الجنوب اعتبارا من اليوم

القيادي في الحركة الشعبية: الخرطوم ترسل ميليشيات سابقة لزعزعة استقرار الجنوب

TT

أعلن مجلس الدفاع المشترك المكون من الجيش السوداني وجيش الجنوب عن البدء في تخفيض عدد القوات المشتركة والمدمجة من الجيشين اعتباراً من اليوم، بموجب اتفاقية السلام الشاملة التي حددت حتى التاسع من ابريل (نيسان) نهاية مهمة القوات المشتركة، في وقت اتهم قيادي في الحركة الشعبية الخرطوم بإرسال مليشيات جنوبية بغرض زعزعة استقرار الجنوب قبل اعلان النتيجة النهائية للاستفتاء واعلان الدولة الجديدة. وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس الدفاع المشترك اللواء ركن احمد عبد الله النو، في تصريحات صحافية في جوبا أمس، ان القوات المشتركة سيتم تفكيكها اعتبارا من اليوم، وتعود القوات الى اصلها سواء في الجيش الشعبي او القوات المسلحة السودانية بموجب بنود اتفاقية السلام والترتيبات الامنية، واضاف ان مجلس الدفاع المشترك سيستمر في مهامه حتى التاسع من يوليو(تموز) المقبل. وكشف النو عن وصول لواء كامل من القوات المشتركة يتكون من 3 كتائب الى منطقة ابيى ليؤدي ثلاث مهام رئيسية، وحددها في تأمين مناطق البترول، وتأمين  مسارات الرعي لقبيلة المسيرية في بحر العرب وتأمين الطريق للجنوبيين العائدين من الشمال الى مناطقهم ضمن العودة الطوعية، وقال ان رئاسة اللواء المشترك ستكون ضمن حدود ادارية منطقة ابيي، مشيراً الى  زيارة لقيادة اللواء للمنطقة فضلا عن نشر قوات مشتركة اخرى في مناطق البترول في كل من أعالي النيل وولاية الوحدة. وقال النو إن الجيش السوداني سيتخذ اجراءات صارمة في مواجهة اللواء قبريال تانج باعتباره ضابطا في الجيش السوداني وهرب من القوات المسلحة لان الجيش لم يرسله الى منطقة أعالي النيل، وكان تانج قد اتهم من قبل حكومة الجنوب بشن هجوم على قوات الجيش الشعبي في ملكال خلال العامين 2006 – 2008، وطالبت الخرطوم بتسليمه، غير ان رئيس حكومة الجنوب سيلفاكير ميارديت كان قد اصدر عفواً عاماً على من تمردوا عليه ومن ضمنهم قبريال تانج ابان فترة الحوار الجنوبي – الجنوبي في سبتمبر (ايلول) الماضي، مما دفع تانج الى الحضور الى جوبا واجراء المصالحة مع حكومة الجنوب. من جهته، قال رئيس الاستخبارات العسكرية السابق في الجيش الشعبي ادورد لينو لـ«الشرق الاوسط» ان الاسخبارات العسكرية والجهاز الخاص بحزب المؤتمر الوطني يعملان على زعزعة استقرار الجنوب من خلال ارسال مليشيات عسكرية، واضاف «لدينا معلومات مؤكدة ان المليشيات السابقة التي كانت تتبع للواء قبريال تانج في طريقها الى اعالي النيل وتحديداً منطقة كودك واخرى الى ولاية الوحدة»، وقال ان هدف الخرطوم اثارة الحرب وزعزعة الاستقرار في تلك المناطق، وتابع «هم يسعون الى ذلك قبل اعلان دولة الجنوب حتى يتحدثوا عن الجنوب غير آمن.. الآن يرسلون اكثر من 60 الف جندي الى منطقة الكيلك وابيي والوحدة وجنوب كردفان». وقال لينو ان الاستخبارات السودانية تجري اتصالات مع المتمرد جورج اثور الذي عقد اتفاقاً مع حكومة الجنوب في ديسمبر (كانون الاول) الماضي، واضاف ان الخرطوم تسعى لاستثناء اثور من الاتفاقية لكي ترسله ليقطع النيل في اتجاه الغرب والالتحاق بالمليشيات الاخرى، وقال ان الهجوم على تلك المناطق سيحدث في الايام المقبلة، وتابع «الامر واضح هو خلق مشاكل قبل اعلان النتيجة النهائية للاستفتاء، خاصة انهم ارسلوا اكثر من 60 الف جندي مع 400 سيارة ذات الدفع الرباعي محملة بالاسلحة الى جانب 50 دبابة»، ولم يتسن الحصول على رد من المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني.