أزمات غذائية واقتصادية وبيئية وشيكة تطل برأسها على سطح المشهد المصري

المواطنون يحاولون إيجاد بدائل تعينهم على تحمل الشدة.. رغم تطمينات الحكومة

ضباط وجنود شرطة في مظاهرة مؤيدة للرئيس مبارك امس (أ. ب)
TT

لا تزال تداعيات الأزمة التي تعيشها القاهرة منذ أسبوع مضى تنعكس على معيشة سكان العاصمة وضواحيها ولعل الأزمة الغذائية التي بدأت بشائرها تطل برأسها على الأحداث، تعد أحد أبرز التحديات التي تواجه الشعب المصري في هذه الأيام.

فبالرغم من التأكيدات التي تبثها الجهات المسؤولة عن عمل كافة مخابز القاهرة بكامل طاقتها، بل وإعادة فتح تلك التي كان عليها مخالفات إدارية، من أجل توفير احتياجات المواطنين من الخبز، إلا أن الأمر يشهد بعض التحركات الشعبية لتوفير الخبز للمواطنين من خلال الجهود الشخصية.

تقول سمية إبراهيم قام شباب الحي الذي اقطن به بالتوجه إلى شركة المطاحن الرئيسية في القاهرة وشراء أجولة الدقيق من هناك، ثم اقتحموا المخبز الذي يقع بالحي، والذي هجره العاملين ونزلت السيدات بعدتهم في الخبز، قبل أن نقوم بتوزيعه على المكان بحصص محددة».

ولم يقتصر الأمر على الخبز، لمعظم المتاجر معطلة عن العمل او تعمل بصورة جزئية، بعد أن كانت تعمل على مدار الساعة وحتى تلك التي تعمل بدأ مخزونها من المواد في النفاذ.

ولذلك قام الشباب أيضاً بالتوجه إلى محال بيع الخضروات والفاكهة وتنظيم حركة البيع للتأكد من شراء المواد بقدر الحاجة فقط، كما قام عدد من السكان بجمع الأموال، وذهبوا إلى الأسواق الرئيسية لشراء كميات من الخضروات لتوزيعها بنفس الطريقة.

أما الأزمة الحقيقية التي تواجه بعض المناطق فهي النقص الحاد في عبوات الألبان واختفائها من محال السوبر ماركت. يقول أحمد نعيم «صاحب محل سوبر ماركت» شركات تصنيع الألبان انقطعت نحو أسبوع عن توريد منتجاتها، ولجأ السكان إلى اللبن المجفف كبديل لتخفيف الأزمة.

محلات الجزارة والأسماك لم تنجو من نقص الواردات، حتى أن بعضها أغلق أبوابه بالفعل بعد نفاذ الكميات المعروض لديه، ويقول محمود الرشيدي «صاحب أحد محال الجزارة» إنه سيغلق متجره لحين إشعار آخر، فكل منافذ القاهرة أصبحت مغلقة. والذبائح التي كانت ترد إليهم من المحافظات توقفت، كما ان المجزر الآلي الرئيسي متوقف عن العمل تماماً.

مشكلة الاتصالات الجوالة لم تقتصر على قطعها من قبل الحكومة الجمعة الماضية قبل أن تعود في اليوم التالي، ولكن التجار استغلوا النقص الحاد في إمدادات كروت الشحن المسبق Pre-paid cards لفرض مبالغ إضافية على قيمتها الحقيقية.

المخلفات بدورها أبت أن تترك المصريين في أزمتهم، لتضيف إليها بعدا آخر.. حيث تواجه القاهرة مشكلة تكس أكياس القمامة في كل الاحياء، بعد أن غاب عمال النظافة عن أداء دوره نظراً لحظر التجوال من جهة، او الخوف من الدخول إلى الأحياء من جهة أخرى.. لما قد يثيرونه من ريبة السكان.

ويقوم السكان حالياً بجمع القمامة المكدسة بالشوارع في مواعيد محددة، ثم يقومون بإحراقها في أماكن مجمعة، رغم ما يتسبب به ذلك من تلوث واختناقات لكثير منهم ولكن لا فكاك من ذلك وإلا واجه السكان كارثة بيئية لا طائل لهم بها.

من ناحية أخرى، أغلقت كل محال الوجبات السريعة والمطاعم الكبرى في مصر أبوابها، وانقطعت عن تقديم خدمة التوصيل الى المنازل منذ نحو أسبوع في حين تعمل فقط محال الكشري والفول والطعمية ويقول أحد أصحاب هذه المحال: «ليس لدينا ما نخاف عليه، فما نقدمه هو الطعام الشعبي المتداول قليل الثمن، أما محال الوجبات السريعة فأعتقد أن إغلاقها ناتج عن كونها مطمعاً لما تقدمه من وجبات مرتفعة الثمن، بالإضافة الى احتواءها على اللحوم والدجاج والذي قد يغري الخارجين على القانون بالحصول عليه عنوة».

وخدمة توصيل الطلبات المتوقفة لم تقتصر على محلات الأطعمة، ولكنها شملت أيضاً الصيدليات والسوبر ماركت وكل نواحي الخدمة.. فالدراجات البخارية أصبحت مثيرة للشبهة ولا تتمكن من المرور بالشوارع، بعد سرقة اللصوص لكثير منها والاستعانة بها في ترويع وسرقة المواطنين.