أوروبا: مخاوف من وصول الأصوليين للحكم في مصر

مواقف منفردة لدول أعضاء حول تطورات الأوضاع

ميدان التحرير ازدحم امس بمئات الالوف من المتظاهرين المطالبين باسقاط الحكومة (إ. ب. أ)
TT

بالرغم من صدور بيان مشترك لوزراء الخارجية الاوروبيين عقب اجتماعاتهم التي انتهت مساء الاثنين، وتناول البيان تطورات الاوضاع في مصر، الا ان تصريحات لعدد من رؤساء الدبلوماسية الاوروبية بعد ساعات من صدور البيان، أظهرت وجود مواقف منفردة لعدد من الدول الاعضاء في التكتل الموحد بشأن ما يجري في مصر حاليا، وبعد أن انتقد وزير الخارجية ونائب المستشار الاتحادي النمساوي ميشائيل شبندليغر أداء الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في التعامل مع هذه التطورات قال رئيس الدبلوماسية ان التطورات في مصر، «أصابتنا جميعا بالدهشة» و«نحن بحاجة إلى التركيز على التطورات الجديدة على مدار الساعة». وأقر شبندليغر بأن «الاتحاد المتوسطي لم يعمل كما هو واضح، اذ كان يتوجب عليه أن يتكهن بهذه التطورات قبل وقوعها». وأضاف «إذاً، هناك بالتأكيد نقص، ويجب علينا أن نغير سياستنا».

من جانبه حذر وزير الخارجية ونائب المستشارة الألماني الاتحادي غيدو فيسترفيلي مما سماه «صعود القوى الراديكالية الاصولية» في مصر ونقلت عنه وسائل الاعلام الاوروبية قوله ان «أوروبا تقف إلى جانب العملية الديمقراطية، ولكن أيضا لها مصلحة في أن يستمر الاستقرار في مصر». وأضاف «أي أن يتم التطور الديمقراطي بصورة حقيقية وليس أن يصل الأصوليون والمتطرفون في النهاية بطريقة ملتوية إلى السلطة». وأشاد الوزير الألماني بدور الرئيس المصري، بالقول «لقد قام الرئيس مبارك في الماضي بدور بناء للغاية في عملية السلام في الشرق الأوسط، وهذا ما لا يمكن للمرء أن ينكره». وحول نفس الموضوع، شددت المنسقة العليا للسياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون على ان للشعب المصري الحق في اختيار رئيسه من دون اي تدخلات خارجية. وقالت اشتون «ان نظام مبارك يجب ان يبدأ حوارا مع المعارضة لادخال اصلاحات حقيقية وتلبية تطلعات الشارع ويجب الاستجابة للتظلمات الشرعية للشعب المصري ولتطلعاته العادلة لمستقبل افضل عن طريق ايجاد حلول عاجلة وملموسة وحاسمة واتخاذ خطوات حقيقية». واضافت «يجب ان تكون هناك طريقة سلمية تقوم على حوار مفتوح وجدي مع احزاب المعارضة وكافة اطراف المجتمع المدني، ونعتقد ان ذلك يجب ان يحدث الان». وأعربت آشتون، عن القناعة بأن المعارض المصري زعيم الجمعية الوطنية للتغيير محمد البرادعي قد لعب «دورا هاما» في الاحتجاجات الأخيرة في بلاده. وتجنبت آشتون الحديث عن تفضيل التكتل الأوروبي الموحد للبرادعي بوصفه بديلا مقبولا، وقالت في هذا الصدد «نحن لا نريد التدخل فيما نعتبره شأنا داخليا مصريا، ولكننا نشدد على ضرورة الحوار المفتوح بين الحكومة والمعارضة»، وشددت على رأي الاتحاد الداعي إلى عملية «إصلاح شاملة» في مصر تفضي إلى انتخابات حرة ونزيهة، و«لا يحتاج الشعب المصري لأن نقول له من يجب أن يقوده، نحن فقط نركز على ضرورة الإصلاح والحوار واحترام الحريات»، وشددت المسؤولة الأوروبية على ضرورة الامتناع عن استخدام العنف وسماع صوت الآلاف المتواجدين في الشارع المصري، مشيرة إلى ضرورة أن تتحول الاحتجاجات إلى حوار بين الحكومة والمعارضة، مذكرة ببيان الاتحاد الأوروبي الذي دعا السلطات المصرية إلى إطلاق سراح كافة المعتقلين والشروع بعمليات إصلاح عميقة وفعلية وتجنب كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تصاعد العنف في البلاد.

وطالب الاتحاد الاوروبي، بضرورة العمل على اعادة الامن والاستقرار في مصر، مع ضمان اجراء المزيد من الاصلاحات السياسية، كما طالب كافة الاطراف المصرية باطلاق حوار جدي وسلمي ومنفتح لايجاد الحلول للوضع الحالي.