الطلاب السعوديون الوافدون بالجامعات المصرية يغيرون وجهتهم إلى دول آمنة وآخرون على قائمة «الانتظار»

بعضهم ما زال في بداية مسيرته الجامعية والآخر أوشك على الانتهاء

TT

دفعت الاضطرابات الأمنية التي تشهدها جمهورية مصر العربية على خلفية التظاهرات العنيفة ضد الرئيس حسني مبارك بالعديد من الطلاب الوافدين ممن يدرسون في جامعات مصرية مختلفة إلى تغيير مسارهم التعليمي والتفكير جديا في اختيار دول أخرى لذلك، بينما لا يزال آخرون على قائمة “الانتظار”، إلا أنهم لن يترددوا في العودة مجددا إلى مصر كي يكملوا ما بدأوه خلال مرحلتهم الجامعية.

وأكد فهد القحطاني أحد طلاب كلية التجارة بالإسماعيلية على أنه لا يعرف حتى الآن ما الذي سيحدث، خصوصا وأنه من المفترض التواجد في مصر بعد أسبوعين من الآن، مشيرا إلى أنه قام بدفع رسوم السنة كاملة منذ بداية العام الدراسي والبالغة 2100 جنيه إسترليني، وذلك بحسب أنظمة الجامعة.

وقال في اتصال هاتفي لـ “الشرق الأوسط”: (أثناء فترة الاختبارات الماضية اضطررت لدفع ما يقارب 9 آلاف جنيه مصري للمدرسين الخصوصيين، عدا عن 3200 جنيه مصري للسكن خلال شهر واحد، إضافة إلى 100 جنيه مصري كتأمين والتي لم أستطع استرجاعها كوني لم ألتزم بالعقد الذي تم توقيعه لمدة سنة دراسية كاملة، إلا أنني رفضت دفع الشهور الأخرى باعتباري لا أعلم إذا ما كنت سأعود مجددا أم لا).

وأوضح أنه كان من المفترض أن ينته من اختباراته قبل أن تندلع المظاهرات، وذلك باعتبار أن ما تبقى له اختبار واحد كان مقرر أن يقدمه في الرابع والعشرين من شهر يناير الماضي، إلا أنه تم تأجيله من أجل السماح لطلاب الجامعة بالتظاهر للتنديد بالأحداث التي شهدتها بعض الكنائس المسيحية هناك رغم عدم وجود إجازة رسمية لذلك.

واستطرد في القول: (بعد أن استحال علينا الدخول للامتحان المتبقي تواصلت مع عميد الكلية الذي أفاد بأنه تم تأجيله حتى إشعار آخر، وطلب منّا متابعة الأخبار عبر وسائل الإعلام ومنتدى الجامعة الالكتروني، غير أنه أخبرنا بأنه في حال هدأت الأوضاع فإننا سنتقدم إلى الامتحان في أول أيام الفصل الدراسي الثاني).

وفي ما يتعلق برغبته في إكمال دراسته الجامعية بمصر أو اتخاذ قرار الانسحاب، بيّن فهد القحطاني أنه إذا ما تغير الوضع للأحسن فإنه قد يكمل دراسته الجامعية هناك شريطة التواصل مع سفارة بلده والتأكد من عدم وجود أي خطورة عليهم، لافتا إلى أن معلومات تفيد بوجود فرصة لإكمال دراسته بالكويت غير أنها لا زالت مجرد أحاديث تتداولها الأوساط الاجتماعية الكويتية. محمد غندورة أحد طلاب جامعة 6 أكتوبر، ذكر أن أقرانه الذين غادروا مصر بعد أن انتابتهم حالة هلع نتيجة عدم توقعهم ما يحدث حاليا هنا، معظمهم قريبون جدا من التخرج، لافتا إلى أن مصيرهم مرتبط بالحصول على الشهادة الجامعية –بحسب قوله-.

وقال لـ “الشرق الأوسط”: “لم تصدر الجامعة أي خطاب أو بيان توضيحي لموعد استئناف الدراسة مرة أخرى، علما بأنني من المفترض أن أتواجد مجددا في مصر خلال منتصف شهر فبراير الحالي)، مبينا أنه سيحاول إكمال دراسته في دولة أخرى إذا ما بقي الحال على ما هو عليه.

وبيّن أن عدد كبير من أصدقائه الذين لا زالوا في السنوات الأولى من دراستهم الجامعية قرروا تغيير جامعاتهم والتوجه إلى دول أخرى أكثر أمانا، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنهم ينتظرون عودة الأوضاع إلى طبيعتها من أجل سحب ملفاتهم وأوراقهم من مصر. بينما وصف أحمد صهيلي أحد طلاب السنة التحضيرية بمصر مصيره بـ”المجهول”، ولا سيما أنه لا يعلم وقت انتهاء تلك الأوضاع، الأمر الذي يجعل قرار استمراره معلّق، موضحا أن الجامعة التي يدرس بها لم تخطرهم بمواعيد العودة حتى الآن.

وأضاف: “حتى إن استمرت الأوضاع بهذا السوء، فإنني سأضطر إلى الرجوع لسحب كافة أوراقي من الجامعة)، مؤكدا أن أهم ما يفكر فيه هو أمن واستقرار الدولة التي سيستقر بها من أجل دراسته الجامعية.

محمد الروقي الذي بقي على تخرجه عدة أشهر، اضطر إلى العودة للكويت قبل أن يكمل اختباراته، حيث أنه تبقى له اختبارين فقط، أحدهما كان من المقرر أن يخضع له في ثاني أيام المظاهرات التي شهدتها القاهرة، إلا أنه لم يستطع فعل ذلك رغم أن الجامعة أخبرت طلابها المتغيبين عما تبقى من الاختبارات سيضطرون إلى تأخير تخرجهم.