الوزير حواس لـ“الشرق الأوسط”: آثار مصر بخير.. والشباب شكلوا دروعا بشرية لحماية المتاحف

قال إن البدو أرجعوا 288 قطعة سرقوها من مخزن في القنطرة شرق

منظر عام للمتحف المصري بميدان التحرير الذي تعرض للشغب والسلب بوسط القاهرة امس (ا.ب)
TT

فيما ناشدت منظمة التربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» التابعة للامم المتحدة مصر امس حماية كنوزها الاثرية الهائلة بعد انباء تفيد ان لصوصا اتلفوا مومياوين في المتحف المصري يوم الجمعة، قال الدكتور زاهي حواس وزير الدولة الجديد في الحكومة المصرية لشؤون الاثار والمتاحف: «اثار مصر بخير، لم يسرق منها شيء يذكر»، مشيرا إلى انه تأكد ان الاربعة والعشرين متحفا في القاهرة الكبرى والاقصر واسوان بخير، باستثناء بعض العرب البدو في القنطرة شرق الذين اقتحموا مخزنا للاثار، وسرقوا منه 288 قطعة، ولكنهم في اليوم التالي ارجعوا بانفسهم القطع الاثرية التي سرقوها بليل الامس». واوضح الوزير حواس ان الاثار اليوم لها وزارة تشرف على شؤونها تضم ايضا المتاحف وهناك 47 مخزنا اثريا في محافظات مصر المترامية، مشيرا الى عدم صحة لسرقة اثار سقارة الاثارية وفق ما اشارت اليه لجان الجرد، وقال ان الشباب شكلوا دروعا بشرية لحماية اثار المتاحف من السرقة والنهب.

واعرب حواس وزير الدولة لشؤون الآثار عن سعادته الكبيرة بثقة الرئيس مبارك في شخصه وإسناد أول وزارة للآثار المصرية له، معتبرا ذلك شرفا كبيرا ووساما على صدره. وأوضح حواس أن الرئيس مبارك يظهر للعالم بهذا القرار اهتمامه الكبير بحضارة مصر وآثارها التي ظلت شامخة على مدى آلاف السنين تبهر العالم أجمع. وأشار إلى أن تكليفات الرئيس مبارك للوزراء الجدد ورئيس الوزراء د. أحمد شفيق كانت واضحة وحاسمة وتؤكد الاهتمام بمصر وبذل الجهود لرفع المعاناة عن الشعب المصري والعمل على زيادة الدخل لكي يعيش المواطن حياة كريمة تستحقها جميع فئات الشعب العظيم. وأضاف أن آثار مصر لعبت دورا هاما في زيادة الدخل المصري من خلال عائدات السياحة التي تعتمد على الآثار العظيمة التي لا مثيل لها في العالم أجمع والتي يتطلع لزيارتها الجميع من أقصى بقاع الأرض فقط لمشاهدة هذا الاعجاز التاريخي والمعماري والحضاري الذي صنعه المصري القديم وما زال يصنعه المواطن المصري حاليا من خلال ملحمته العظيمة للحفاظ على ممتلكاته وأرضه وتراثه وآثاره ضد المخربين الذين يستهدفون الاستقرار والأمن في الوطن. وفي نفس السياق، أكد حواس أنه تم التأكد من تأمين جميع المتاحف المصرية من قبل القوات المسلحة الباسلة، موضحا أن الأثريين وأمناء المتاحف متواجدون في جميع المواقع للاطمئنان على الآثار وطمأنة المواطنين المصريين على تراثهم وحضارتهم. وقال حواس إنه تأكد من أن منطقة سقارة الأثرية لم تحدث بها أي عمليات تخريب أو تدمير للآثار وان المخربين حاولوا نهبها لكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى الآثار وقاموا فقط بتدمير أقفال بعض المخازن لكن لم تتم أي عمليات سرقة لأي من هذه القطع الأثرية داخل هذه المخازن.

الى ذلك قالت المدير العام لليونسكو ايرينا بوكوفا في بيان: «أطلب بكل تقدير واحترام اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لحماية اثار مصر في القاهرة والاقصر وفي كل المواقع الثقافية والتاريخية الاخرى في شتى انحاء البلاد». واضافت: «المائة والعشرون ألف قطعة التي يضمها المتحف المصري في القاهرة قيمتها لا تقدر.. لا علميا أو ماليا فحسب بل ولانها أيضا تمثل الهوية الثقافية للشعب المصري والدليل هو ان مئات المواطنين شكلوا تلقائيا سلسلة حول المتحف لحمايته». وعبرت اليونسكو ايضا عن قلقها بخصوص الحملة على الاعلام والقيود على تدفق المعلومات. وقالت ان خدمات الانترنت قطعت في مصر وتعرض بعض الصحافيين للمضايقة والضرب. وقالت المدير العام: « من المهم بشكل حاسم السماح للصحافة الوطنية والاجنبية بأداء واجبها اعلام الجمهور من منظور موضوعي».