الضغوط الدولية تتزايد.. وإسرائيل تريد احترام معاهدة السلام

لندن تعتبر الحكومة الجديدة مخيبة للآمال وأردوغان يؤجل زيارته

TT

تصاعدت الضغوط والدعوات الدولية على الحكم في مصر للاستجابة لمطالب المحتجين, ودعت بريطانيا أمس الى تشكيل حكومة موسعة في مصر ووصفت التعديل الوزاري الذي أجراه الرئيس المصري حسني مبارك بـ«المخيب للآمال». واعلنت الحكومة البريطانية قرارها ارسال طائرة تشارتر الاربعاء الى القاهرة كتدبير «وقائي» لإعادة رعاياها الراغبين في مغادرة مصر. وقال متحدث رسمي إن مجلس الوزراء البريطاني بحث أمس الأزمة التي تمر بها مصر في الوقت الراهن، كما كانت الأحداث المصرية مطروحة خلال اجتماع عقده مجلس الأمن القومي، بحضور رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.

وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني «قلنا قبل ذلك إنه يتعين على الحكومة المصرية أن تصغي لطموحات شعبها، وهذا يعني نقل السلطة لحكومة موسعة تضم ممثلين عن المعارضة يمكنهم إحداث تغير سياسي حقيقي».

وأضاف المتحدث أن بريطانيا لا تسعى لـ«فرض» من ينبغي أن يشارك في الحكومة، غير أن محمد البرادعي المعارض المصري البارز ينبغي أن يكون ضمن ممن تشملهم قائمة المرشحين حسب وكالة الانباء الالمانية. من جانبه دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان نظام الرئيس المصري حسني مبارك الى «تلبية ارادة شعبه في التغيير بدون تردد»، ووجه دعوة لصالح الاصلاحات الديموقراطية في الشرق الاوسط.

كما اعلن اردوغان ارجاء زيارة كانت مقررة الاسبوع المقبل لمصر بسبب الاحداث في هذا البلد.

وفي كلمة القاها امام نواب حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي اليه (المنبثق عن التيار الاسلامي)! في البرلمان خاطب اردوغان مبارك قائلا «اصغ الى صرخات الشعب ومطالبه يجب عليك تلبية ارادة التغيير الصادرة عن الشعب بدون تردد».

وبعدما قال انه يريد تقديم «توصية وتحذير صادق الى الرئيس مبارك» دعاه اردوغان الى ان يكون «اول» من يتخذ الاجراءات اللازمة لضمان السلام والامن والاستقرار في مصر.

واعرب اردوغان عن الامل في ان تتمكن مصر «بلد الحضارات» من «تلبية المطالب المشروعة» للشعب.

وقال انه «لا يمكن رفض الحريات ولا ارجاءها» مضيفا انه يأمل ان يتم حل الازمة في مصر «بدون معاناة كبيرة».

وقال «لسنا خالدين المهم ان يتذكرونا باحترام. علينا ان نصغي الى ضميرنا وصرخة شعبنا وان نكون مستعدين للاستماع الى صلواته او لعنته».

واكد انه ارجأ زيارته للقاهرة الرامية الى اجراء سلسلة مباحثات تتمحور حول الترويج للعلاقات الثنائية في الثامن والتاسع من فبراير وانه يامل في القيام بها «عندما تعود الاوضاع الى طبيعتها» في هذا البلد.

من جانبها شددت الخارجية الفرنسية على ضرورة «وقف إراقة الدماء» في مصر حيث «سقط الكثير من القتلى ووقع الكثير من الجرحى». وكان فاليرو يستند في دعوته الى المعلومات غير المؤكدة للأمم المتحدة التي تحدثت أمس عن وقع 300 قتيل وآلاف الجرحى ومئات المعتقلين. والى جانب الحاجة لوضع حد للعنف، اشارت الخارجية الفرنسية الى أن المطلوب اليوم في مصر هو أن «تتحول الوعود الى حقائق على الأرض» لجهة توفير مزيد من الإصلاحات والحريات. وأكد الناطق باسمها أن لباريس وواشنطن «الأهداف نفسها» في مصر أي التهدئة والإصلاحات والحوار والحريات والديموقراطية. غير أن ما يميز الجانبين أن واشنطن تدعو الى «انتقال سلمي» للسلطة ما يعني ضمنيا قبول خروج الرئيس مبارك من الحكم فيما تبعد باريس نفسها عن هذا المطلب.

في غضون ذلك، أكد ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن، صعوبة المواقف الذي تمر بها الولايات المتحدة في الوقت الحالي وقال هاس في تصريح لقناة «الجزيرة» امس الثلاثاء إن الرسالة الواضحة التي وجهها الشعب المصري لرئيسه حسني مبارك «تعني أن الوقت قد حان لإحداث تغييرات سياسية».

وعبر هاس عن «حزنه» لأنه اضطر لقول هذه الكلمات نظرا للخدمات الجليلة التي قدمها مبارك على مدى ثلاثين عاما.

وقال هاس إن شخصية محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، تحظى باحترام أمريكا ودعمها منذ سنوات ولكن اختياره بديلا عن مبارك شأن غير أمريكي.

وردا عن سؤال من «الجزيرة» عما إذا كان هاس يشاطر رئيس مجلس العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، جون كيري، فيما ذهب إليه من أن أيام مبارك في السلطة باتت معدودة قال هاس إن رأي كيري يعكس وجهة نظر واسعة في أمريكا بأن مبارك سيقدم خدمة طيبة لشعبه من خلال التنحي عن الحكم بعد أن تسارعت وتيرة التطورات مما أصبح ينبئ بأن الوقت قد حان لإحداث تغيير.

ورأى هاس أن الإدارة الأميركية في موقف صعب: «فمن المهم من ناحية ألا نتسرع في التخلي عن أصدقائنا الاستراتيجيين، فمبارك صديق لأمريكا على مدى ثلاثة عقود، ولكن على أميركا أن تأخذ بعين الاعتبار ما يقوله الشعب ومن ناحية أخرى فعليها أن توفق بين مصالحها وألا تتخلى بسهولة عن أصدقائها».

وفي القدس المحتلة اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس، انه على الاسرة الدولية ان تطلب من اي حكومة مصرية جديدة احترام معاهدة السلام التي ابرمت مع اسرائيل قبل ثلاثين عاما.

وقال نتانياهو في بيان ان «اسرائيل ترى ان على الاسرة الدولية ان تطلب من اي حكومة مصرية جديدة احترام معاهدة السلام مع اسرائيل» مؤكدا «ان من مصلحة اسرائيل الحفاظ على السلام مع مصر».

بدوره تساءل الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز قبل لقائه المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي تقوم بزيارة لاسرائيل «اذا وصلت ديكتاتورية دينية متطرفة غداة الانتخابات، فما معنى هذه الانتخابات الديموقراطية؟».

الى ذلك اعلن البنتاغون ان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس اجرى أمس اتصالا هاتفيا مع نظيره المصري المشير محمد حسين طنطاوي تناول التظاهرات الضخمة التي تشهدها القاهرة.

وقال المتحدث باسم البنتاعون الكولونيل ديف لابان للصحافيين «انهما تحادثا هذا الصباح» مضيفا «ذلك يدخل ضمن الجهود للبقاء على اطلاع على تطور الوضع» بدون مزيد من التفاصيل عن المكالمة.

واوضح المتحدث «حتى الان تصرف الجيش المصري بمهنية وضبط نفس».

وقد سبق وتحادث غيتس مع نظيره المصري خلال عطلة نهاية الاسبوع المنصرم.