وفد حزبي مغربي يعتزم زيارة تونس

وزير الخارجية التونسي يأمل في موقف مغاربي «متفهم ومتضامن»

TT

قالت مصادر حزبية في الرباط إن وفدا من بعض الأحزاب السياسية يعتزم زيارة تونس قريبا، دون أن تحدد موعدا لهذه الزيارة أو تركيبة هذا الوفد، لكن يرجح ان تتم هذه الزيارة في الاسبوع المقبل بمناسبة احتفاء تونس بحادثة تاريخية لها علاقة بالفترة الاستعمارية.

وكان بعض نشطاء حقوق الانسان المغاربة زاروا تونس إبان ذروة الانتفاضة التونسية، في حين لم يجر رسميا حتى الآن اتصال بين الحكومتين المغربية والتونسية، بيد ان محمد الغنوشي رئيس الحكومة التونسية اجتمع في تونس إلى نجيب الزروالي السفير المغربي هناك، الذي نقل اليه رسالة شفوية من الرباط، وافادت مصادر في العاصمة المغربية أن اتصالا على مستوى أعلى متوقعا بين البلدين بمناسبة الاحتفاء بذكرى توقيع اتفاقية مراكش التي أدت إلى قيام اتحاد المغرب العربي في 17 فبراير (شباط) 1989، وظل هذا الاتحاد مستمرا لكنه لم يحقق شيئا يذكر على ارض الواقع. وفي غضون ذلك اعلنت الحكومة التونسية انها متمسكة باتحاد المغربي العربي، وانها ستعمل على تعزيز هذا الاتحاد. ونسب إلى أحمد ونيس وزير الخارجية التونسي قوله إن بلاده والشعب التونسي متشبثان «تشبثا عميقا بالمغرب الكبير على مختلف المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعي». وقال ونيس في تصريحات نقلتها وكالة الانباء المغربية «التزام تونس ببناء المغرب العربي يعد من أساسيات سياستها وستعمل على تحقيق هذا الهدف باعتباره مترسخ في عمق ضمائرنا وعقولنا ولا نتخلى عنه»، على حد تعبيره.

وقال وزير الخارجية التونسي إن بلاده تتطلع إلى موقف مغاربي «متفهم ومتضامن» للتحول الذي شهدته اخيرا، داعيا إلى تكاتف جهود البلدان المغاربية الخمس من أجل تذليل العقبات التي تحول دون تحقيق بناء الاتحاد المغاربي». وقال ونيس ايضا «تونس تضع ضمن أولياتها في المرحلة الراهنة السعي إلى تفهم وتضامن إخواننا في المغرب الكبير، لأننا نعتبر أنه لا يمكن التغلب على مصاعبنا دون هذا التفهم وهذا التضامن».

ودعا الوزير التونسي إلى ادراك «الأسباب الجوهرية التي تقف وراء تعثر مسيرة بناء المغرب العربي، والمتمثلة في ضرورة التوصل إلى تسوية أخوية بين المغرب والجزائر ورفع الحواجز بينهما وإيجاد حل لقضية الصحراء التي نعتبرها أهم عقدة في تحقيق الاتحاد المغاربي». وشدد على أن بلوغ هذا الهدف «يعد عملية حيوية ومن أهم واجباتنا على المدى القصير والمتوسط والطويل».

وأضاف الوزير أنه على المستوى الرمزي تستعد تونس للاحتفال، كما جرت العادة كل سنة، يومي 8 و9 فبراير (شباط) بذكرى العدوان الفرنسي عام 1958، على أهالي ساقية سيدي يوسف (شمال غرب تونس) أيام حرب التحرير الجزائرية «انتقاما من تضامننا مع الجزائر». وأشار إلى أن تونس ستحتفل أيضا يوم 17 من هذا الشهر بذكرى قيام اتحاد المغرب العربي في مراكش عام 1989.