عمرو موسى لـ«الشرق الأوسط»: التقيت ببعض شباب ميدان التحرير وطالبوني بالترشح للرئاسة

حذر من حالة الالتباس والغموض وعدم اليقين وفقدان الثقة في وعود الإصلاح

عمرو موسى
TT

حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من تعرض مصر لمخاطر اكبر في حالة فقدان الثقة في الإصلاحات التي طرحت بشأن صياغة نظام وقانون مصري جديد، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إننا نحتاج لفترة انتقالية وخريطة طريق وحوار سياسي وقانوني لتغيير النظام في مصر. وأضاف أنه التقى مع بعض شباب ميدان التحرير الذي طالبه بالترشح لرئاسة الجمهورية وقال موسى انه يفكر في الأمر خلال الأسابيع المقبلة، وانه من حقه كمواطن مصري الترشح لرئاسة الجمهورية.. وإلى نص الحوار:

* تحدث الرئيس مبارك فى خطابه الأخير عن تعديل المادتين 76 و77 من الدستور وهذا التعديل يعطى الفرصة لكل مواطن مصري للترشح لمنصب الرئيس هل سترشح نفسك لانتخابات الرئاسة خاصة أيضا بعد إعلان مبارك أنه لن يترشح للانتخابات؟ - أولا إعلان الرئيس بأنه لن يرشح نفسه يفتح الباب لتطورات سياسية مصرية كبيرة ومن ضمنها المجتمع السياسي المصري وعدم ترشيح الرئيس مبارك للرئاسة ليس كافيا في حد ذاته وان فتح الباب يتطلب تعديل الدستور. وكما قال الرئيس مبارك إن التعديل سيكون للمادتين 76 و77 والمادة الأخيرة مهمة وأساسية ليس في الانتخابات فقط وإنما للنظام المصري في تحديد ولاية رئيس الجمهورية في فترتين فقط لكل رئيس، وينتهي حقه في الرئاسة ويكون هذا النظام محميا بالدستور وبقوانين مختلفة تجعل الخروج عليه مسألة غير ممكنة وغير مقبولة والمادة 76 من الضروري معرفة مدى تعديلها وأنا أتصور أن هذا التعديل يجب ألا يأتي من جهة واحدة فقط وإنما يتطلب تشاورا مع أساتذة القانون في مصر، وكما نتحدث عن الحوار السياسي نتحدث عن الحوار القانوني في نقاط محددة وهي كيفية صياغة المادة 76 وان يكون عليها توافق في الرأي القانوني وحتى تكون الأمور واضحة ونتجنب كل أنواع التوتر التي شهدتها مصر

* أعود وأسألك هل سترشح نفسك في الانتخابات؟ - كمواطن مصري لي الحق الكامل في الترشح وأنت كذلك وكل مصري، أما القرار فسوف أفكر فيه مليا خلال الأسابيع والشهور القليلة القادمة.

* كيف ترى مطالبة البعض بتعديل كامل للدستور؟ - لا وقت الآن لتعديل كامل للدستور إنما في رأيي لابد من تعديل كامل للدستور في مرحلة قادمة، وعلى المدى القصير أرى أن مصر في حاجة لتعديل كامل للدستور نستند فيه إلى الدساتير التي نجحت في حكم الحياة المصرية من قبل ونضيف إليه ما يقتضيه العصر الجديد والتطور العالمي في القرن الواحد والعشرين وبالتالي نحن نتحدث خلال الأشهر المتبقية على تعديل دستوري يمكن الحياة السياسية من العبور إلى شاطئ آمن للازمة السياسية التي نمر بها الآن وأهم شيء فيها هما المادتان 77 و76 وأشراف القضاء.

* على الرغم من حديث الرئيس مبارك للشعب مرتين لتهدئة الموقف في مصر وإنهاء الاحتقان إلا أن الشارع المصري انقسم وارتفعت حدة الاحتقان كيف ننهى هذا الوضع المتأزم؟ - الذي أخشاه أن ندخل في حالة التباس وغموض وعدم اليقين وبالتالي فإن ما حدث سوف يتجدد في ظرف شهور وبأشد مما حدث إضافة إلى سمعة مصر والتأثير السلبي الكبير وعليه يجب أن نحدد المحطات، والرئيس سوف يغادر في موعد محدد هو أكتوبر أو نوفمبر القادم، ولهذا يجب أن نمهد الساحة لهذه التعديلات للترشيح ولساحة سياسية تفرز ما لديها ممن يصلح لرئاسة الجمهورية، وأنا لدى ثقة كبيرة في المجتمع المصري الذي يستطيع أن ينتج الشخصيات التي يمكن وصولها إلى سدة الحكم وعليه نحن نحتاج لهذه الفترة للحوار السياسي والقانوني لوضع الصياغة القادمة لهذه المواد الحاكمة في الدستور.

* أعود وأسألك عن سبل إنهاء الاحتقان في ظل الوعود بالخروج في ثاني جمعة غضب وحدوث انقسام في الشارع المصري؟ - يجب ألا ندفع بالمواقف إلى الاحتقان لأن الرسالة كانت قوية جدا وواضحة تماما

* ممن؟ - رسالة الشباب كانت قوية للغاية وثبت بالدليل الواضح أنها وصلت في حجم ما قدمه مبارك للشعب وحتى الحياة الحزبية ربنا تسير في اتجاه أفضل وكذلك صوت الجماهير، وهذا له صدى كبير من حيث التعبير عن المزاج المصري الذي لم يكن محسوسا لدى الطبقة السياسية وقد عبرت عن ذلك بوضوح في خطابي بشرم الشيخ عندما تحدثت عن حالة الغضب والانكسار وحذرت من حالة الغضب.

* لكن حالة الغضب داخل كل بيت مصري اكبر حتى مما هو موجود في الشارع المصري وميدان التحرير خاصة العصابات التي هددت امن كل مواطن المصري كيف ترى ذلك؟ - أرى أن الشعب المصري تمكن من حماية نفسه بنفسه، ونجح في ذلك بشكل رائع في كل مكان وهذا أدى لوجود منتديات سياسية ليلية، ووجود حوار حول لماذا وصلنا إلى هذا والبحث عن أسباب كل ما تمر به مصر حاليا وفي حال مصر وفي أسباب الانهيار والجميع يشارك الأغنياء والفقراء وكل طبقات المجتمع المصري والجميع أصر على الوصول إلى ميدان التحرير للتعبير عما وصلت إليه مصر.

* ما هو دورك في المرحلة حاليا هل ستتبنى حوارا ما بين المحتجين في ميدان التحرير والدولة لإقناعهم بأهمية المرحلة الانتقالية؟ - استطيع المساهمة بجانب إنما لا استطيع فرض نفسي على احد ولم أُدعَ أو يدعوني احد للحوار مع احد، والأمر الثاني أن مدتي سوف تنتهي كأمين عام للجامعة العربية خلال الشهور والأسابيع ومنطق الأمور أصبح يدعو لهذا أن أغادر هذا المنصب كي أتمتع بحرية اكبر وللتصرف كمواطن مصري عادي.

* كيف ترى الموقف العربي مما يحدث في مصر؟ - الجميع منزعج وأعرب عن رغبته في أهمية استقرار مصر وخشية البعض على الاستقرار إزاء ما يحدث والاستعداد للمساعدة إذا طلبت مصر.

* ما هي مخاوفك والخطوط الحمراء التي لا ينبغي الاقتراب منها؟ - أولا كانت هناك خطوط حمراء وتم الاقتراب منها للأسف الشديد وهو بعض عمليات التخريب التي أدعو الشباب للانتباه لها هذا أولا وثانيا حكاية اختفاء رجال الشرطة من الشارع وكان من واجبهم حماية الممتلكات والمواطنين.. أين ذهب؟ هذه نقطة خطيرة جدا وخط أحمر تم تخطيه وهنا يجب أن نحيي الجيش الذي وقف بكل رصانة ونظم مسيرة الجماهير وأعلن رسميا أن الجيش يدعم الطلبات المشروعة التى يعبر عنها الشعب.

* ما هي المخاوف التي تخشاها فى المرحلة الراهنة؟ - أن مصر سوف تتعرض لاضطراب شديد جدا إذا حدث التباس

* ماذا تقصد بالالتباس ؟ - عدم ثقة في الإصلاحات والمصداقية بين الأطراف وهل مجلس الشعب المصري يستطيع مناقشة كل التعديلات وإقرارها

* فعلا أين الضمانات لتنفيذ الإصلاحات ؟ - أنا أثق بما أعلنه الرئيس مبارك.

* لكن هل تتوقع السيناريو الأسوأ خاصة بعد غضب جمعة جديدة؟ - لنر وننتظر يوم الجمعة ولكن طالما الرسالة وصلت يجب علينا بلورة جملة الإصلاحات من خلال الحوار مع الشباب كل فئات المجتمع المصري، وأننا نريد خريطة طريق للمرحلة القادمة يتم عليها توافق للعمل من بداية فبراير والى بداية نوفمبر.

* الأحزاب والشباب رفض الحوار ووضعوا شرطا؟ - نحتاج لحوار ووجود حكماء للتوفيق.

* من ترشح في لجنة الحكماء؟ - أسماء كثيرة تصلح واعرف أن هناك اجتماعات كثيرة بين السياسيين وأساتذة الجامعات.

* الشباب المتظاهر في ميدان التحرير دعاكم لأن تكون بينهم هل تلبى الطلب؟ - التقيت ببعض منهم وقد طلبوا مني الترشح لرئاسة الجمهورية.

* هل سقطت الحساسية والحرج عندما كان يردد اسمك كمرشح محتمل للرئاسة؟

- قبل هذا كنا نتكلم من ناحية استشراف المستقبل أو الناحية النظرية أو السياسية. الآن نتكلم وأمامنا مظاهرات حاشدة وتعبير واضح عن الرأي العام المصري وأمامنا خطوات يجب أن يتم اتخاذها.

* كيف تقيم الموقف الأميركي من الأزمة؟

- كما تعلم كان هناك مبعوث أمريكي في مصر. لم نسمع ماذا تم من محادثات بينه وبين المسؤولين هنا. إنما الأميركيون مهتمون بما يجري في مصر. إنما الأهم من الموقف الأميركي هو أن ما يحدث في مصر سيؤثر سلبا أو إيجابا في العالم العربي كله من أقصاه إلى أقصاه، وما يحدث في مصر سيؤدي إلى تغيير كبير جدا في مستقبل الاستقرار العربي والعمل العربي.

* هل جرت اتصالات بينك وبين مؤسسة الجيش؟

- لا.. جرت تحيات. سعدت للطريقة الحضارية والمشرفة التي يتصرفون بها.

* عفوا لم أفهم معنى تحيات؟

- يعنى انني أحييهم ليس فقط لموقفهم ولطريقة تصرفهم في الشارع، ولكن لما قاله الناطق باسم الجيش من أنه يحترم مطالب المتظاهرين، إنما إذا كنت تتكلم عن اتصالات مباشرة مع الجيش فلم تحدث.

* وهل جرت اتصالات مع نائب الرئيس اللواء عمر سليمان؟

- لا.. لم يحدث بيننا أي اتصال أو استشارة لي.

* لكن الحوار الجاري شمل أحزابا لا تحظى بتقدير رجل الشارع المصري ولا يعرفها؟

- يجوز أن يكون (اللواء عمر سليمان) يتصل الآن بقوى المعارضة الرسمية وأنا تابعت إعلاميا اتصالاته وأتابع ردود فعلهم، ودعنا أولا نرجو ونعمل على أن يكون هناك مسار حوار رسمي ووطني لكل القوى السياسية.. حوار له معناه ومضمونه للاتفاق على المرحلة المقبلة.

* وكيف ترى مواقف الدول العربية من الوضع في مصر؟

- بطبيعة الحال. كلها مواقف انتباه ومتابعة وقلق.

* هل سيكون هناك انعكاس عربي لما يجرى في القاهرة؟ - لا أستطيع أن أقول لك هذا، وإنما بعض الآراء تقول إنه سيكون هناك انعكاس سريع.

* البعض طرح فكرة المؤامرة لتفسير ما يحدث؟

- ليس كل شيء مؤامرة. هذه النظرية لا تصلح الآن. هذه المظاهرات لها أسبابها ومبرراتها كما تعلم وأعلم ويعلم الجميع.

* هل بتنا نخاف نبكي على الأطلال؟

- نرجو الله أن يوفق مصر. وفى النهاية مصر محروسة ونأمل أن ننتهي من كل هذا على خير.