معارض مصري يجري اتصالات في واشنطن

مساعد رئيس حزب الوفد: حان الوقت لجمهورية ثالثة

TT

بينما تنشغل قيادات المعارضة المصرية في التحاور حول الخطوات المقبلة في التعامل مع المظاهرات في مصر وانتقال السلطة فيها، يقوم سياسي مصري معارض باتصالات مكثفة في واشنطن منذ 5 ايام. فمساعد رئيس حزب الوفد مصطفى الجندي وصل إلى العاصمة الأميركية بعد ايام من اندلاع المظاهرات في مصر ايمانا بانه يجب «الدفاع عن الثورة». وقال الجندي لـ«الشرق الأوسط» الذي التقته في واشنطن بين اجتماعات يجريها مع اعضاء في الكونغرس الأميركي وصناع رأي اميركي: «يجب ان يعلم الأميركيون بأن لا ضرر من هذه الثورة، فالديمقراطية هي التي ستقتل الارهاب».

واكد الجندي انه جاء إلى الولايات المتحدة بتخويل من الاحزاب المعارضة الرئيسية التي تشمل الاخوان المسلمين، بهدف اقناع الادارة الأميركية بأن الخيار ليس بين الرئيس المصري حسني مبارك أو حكومة تابعة للاخوان المسلمين. وقال الجندي: «هناك قوتان في مصر الان، الشارع والجيش، الشارع من دون قيادة ونحن بحاجة للدفاع عن الثورة التي انطلقت». واضاف: «الجيش قوي والشارع يحبه والولايات المتحدة تحبه ويمكن ان يلعب دورا مهما»، موضحا: «جئت لاقول لا تصدقوا ان الخيار اما مبارك أو الاخوان، بل هناك خيار جمهورية برلمانية مثل النموذج التركي». وشرح الجندي ان هناك خطة متفقا عليها من الاحزاب المعارضة، وهي «جمهورية ثالثة، بعدما كانت الجمهورية الاولى لجمال عبد الناصر والثانية لمبارك ولكن الجمهورية الثالثة تكون جمهورية برلمانية برئيس ليس منتخبا لمدى الحياة». واضاف: «بناء على هذه الخطة، يتم انتخاب الرئيس مباشرة ورئيس الوزراء تنتخبه الاحزاب وتشمل المعارضة»، مؤكدا: «الديمقراطية لن تجلب المتطرفين». وحول الخطوات المقبلة التي تريدها المعارضة، قال الجندي ان «النقطة الاولى رحيل حسني مبارك وبعدها وضع لجنة شعبية منتخبة من المصريين لصياغة دستور جديد يضع للاستفتاء امام الشعب المصري». واضاف: «في حال وافق الشعب على الدستور، يتم انتخاب الحكومة بعدها وخلال هذه الفترة يقود الشعب البلاد». واعتبر الجندي ان المرحلة المقبلة في مصر تحتاج إلى «تقاسم سلطة مع الجيش»، مضيفا «نحن لا نريد اضعاف الجيش... سيكون لدى الجيش مسؤولية الحفاظ على الدستور»، ولكنه اوضح ان بعد كل هذه المظاهرات وتعبير الشارع عن رغبته «يجب ان يعود الشارع مع جزء من السلطة». وحول اذا كان يمكن ان يكون نائب الرئيس المصري عمر سليمان هو الرئيس خلال هذه الفترة الانتقالية، قال الجندي: «اذا كان هو ممثل الشعب فمرحبا به».

وعلى الرغم من علاقات الجندي مع عدد من المفكرين في واشنطن، الا انه لم يستطع حتى يوم امس الحصول على موعد مع اي مسؤول اميركي. وتتوخى الحكومة الأميركية الحذر في التواصل مع المعارضة المصرية، ولم تتصل باقطابها حتى في مصر الا يوم اول من امس عندما اتصلت السفيرة الأميركية لدى القاهرة مارغريت سكوبي بالمعارض المصري محمد البرادعي. ولكن تعهد الجندي بمواصلة الجهود للقاء مسؤولين اميركيين واقناع الولايات المتحدة بعدم خطورة المعارضة المصرية على مصالحها، قائلا: «سأبقى هنا حتى تنجح الثورة». واضاف: «من مصلحة الجميع ان تكون مصر نموذجا صالحا». وتابع: «بدأت ارى استجابة من الأميركيين، لان ظهرت قوة الشارع بالاضافة الجيش، فاذا كانوا يساندون الجيش فقط اين الاخلاق الأميركية؟ ولكن في نفس الوقت لا يستطيعون ترك الجيش، فعليهم اقناع الجيش انفسهم، الجيش كلمته مع من يسلحه». واضاف: «يجب ان تتفق الولايات المتحدة والمجتمع الدولي على تقاسم السلطة بين الشعب والجيش».