جماعة «الجهاد» المصرية تدعو من طهران لإطاحة نظام مبارك

بالتزامن مع إعلان البرلمان الإيراني دعم وتأييد «انتفاضة الشعب المصري»

TT

بعد نحو يومين من إعلان مجلس الشوري الاسلامي (البرلمان) الايراني دعمه لـ«انتفاضة الشعب المصري»، أعلنت جماعة «الجهاد» التي أدين قادة فيها باغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات تأييدها ودعمها أمس للاحتجاجات المتفجرة في مصر، من أجل «اجتثاث الفرعون وأعوانه» في إشارة إلى الرئيس حسني مبارك وإدارته. وقالت مصادر مقربة من جماعة الجهاد لـ«الشرق الأوسط» إن البيان صدر من العاصمة الإيرانية طهران، التي لجأ إليها قبل نحو عقدين من الزمان عدد من قادة الجماعة ممن صدرت بحقهم أحكام بالإعدام. وفي الوقت الحالي يوجد في عدة سجون بمصر العشرات من قادة «الجهاد» كما يوجد عشرات منهم في بلدان، منها إيران التي اشتهرت بالاحتفاء بقتلة السادات بسبب توقيعه اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1979. وجاء في البيان الممهور باسم ثروت صلاح شحاتة المحامي، عن جماعة الجهاد المصرية: «نشاطر شعبنا المصري الأبي ـ بكل أطيافه ـ وقفته الشجاعة الرجولية الباسلة في وجه الطغيان ونشد على يديه لإکمال المسيرة ليجتث الفرعون وأعوانه».

وأضاف بيان جماعة الجهاد: «نحن في جماعة الجهاد إذ نتضامن مع شعبنا المسلم في مصر نبتهل الي الله جل وعلا أن يتقبل قتلاهم في الشهداء وأن يشفي جرحاهم وکنا نود أن نكون في مقدمة الصفوف نشارككم هذا الشرف ونكون لكم ردءا ولكن حيل بيننا وبينكم»، وذلك بسبب وجود البعض من الجماعة في السجون المصرية في «طرة والعقرب شديد الحراسة وأبي زعبل»، التي قال البيان إن هذه السجون «مكتظة بالمجاهدين الذين يرفضون عقوبات ظالمة مدي الحياة والبقية اضطررنا لنترك البلاد بعد حرب النظام لنا لنشارك المجاهدين في جبهات أخري».

وعقب إصدار جماعة الجهاد لهذا البيان قالت المصادر المقربة من الجماعة «إن البيان صدر من طهران حيث يوجد شحاتة الذي يوجد حاليا في طهران». وأوضحت أن شحاتة لجأ إلى إيران بعد أن تحول نحو ما سماه المصدر «التشيع الإيراني»، منصف الثمانينيات من خلال محاولته السيطرة بفكره على مسجد النور الموجود في منطقة كفر الإشارة في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية. وأضافت المصادر أن شحاتة اعتقل في العديد من المرات في مصر منها عام 1981 و1984 و1986، وأنه أصبحت له ميول شيعية قبل أن يهرب من مصر حيث جرى الحكم عليه غيابيا فيما بعد بالإعدام، مشيرة إلى شحاتة كان معروفا في أوساط المحامين المصريين في محافظة الشرقية شمال القاهرة، قبل أن يلاحظ عليه زملاء له في الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد، التوجه نحو ما سمته المصادر «التشيع الإيراني».

وعما إذا كان لهذه العناصر أي نشاط في مصر انطلاقا من إيران، أو إن كانت إيران يمكن أن تستغلهم في تأجيج الفوضى الجارية في مصر، كما يتكهن بعض المراقبين، قال القيادي نفسه في رده على أسئلة «الشرق الأوسط» أعتقد أنهم ليسوا بتلك القوة.. «ما نعرفه أنه ليس لهم مناصرون معروفون في مصر، وقد يكون لهم أتباع لا نعرفهم في التيار الإسلامي بسبب انقطاع الصلة بين تلك القيادات والتيار الإسلامي القديم الموجود في مصر. وحتى المتابعون للشأن الإسلامي العام لا يعرفونهم».

وأضاف زميل له في قضية اغتيال السادات رقم 2017 أمن دولة عليا 1981، «أن ثروت صلاح من القادة المشهورين في جماعة الجهاد التي انبثق منها فيما بعد تنظيم «القاعدة»، رغم اتجاه ثروت إلى التشيع وإقامته مع آخرين من حركة الجهاد في إيران. أعتقد أن ظهوره الآن للمرة الأولى من خلال البيان الذي أصدره أمس يأتي في الوقت الحالي ضمن تسابق العديد من الجهات والتيارات على إصدار البيانات. كان من زمان واخذ إعدام وسافر لإيران. وهو محام كان معنا في قضية 1981 بشأن اغتيال السادات. كان شخصا عاديا في الجماعة الإسلامية ثم انخرط في جماعة الجهاد وجماعة الجهاد ليس لها وجود حقيقي في المجتمع». على صعيد متصل اتهمت إيران أمس الولايات المتحدة بإعاقة الثورة في مصر، منبهة إلى ما قالت ان «التكتيك الذي يعتمده المسؤولون الاميركيون سيؤجج كراهية العالم الاسلامي لواشنطن».

وفي إيران أيضا صرح المساعد والمستشار الاعلى للقائد العام للقوات المسلحة الايرانية اللواء يحيى رحيم صفوي بأن ثورة الشعبين المصري والتونسي مستلهمة من الثورة الاسلامية في ايران. وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمنبراست، بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الطلابية الإيرانية، إن «جهود القادة الاميركيين لاعاقة حركة الامة المصرية سيؤدي الى الغضب والكراهية في العالم العربي، ولدى شعب مصر حيال واشنطن»، مشيرا إلى أن البيت الابيض يتبنى التكتيك نفسه «القديم والمكرر» الذي انتهجه في ايران عام 1979، مع قيام الثورة الاسلامية.