السفير الأميركي في بغداد يطالب واشنطن بدعم أكبر لإنجاز مهمته لصد «القاعدة» وإيران

قال للكونغرس: عراق مستقر سيلعب دورا اساسيا لتحقيق أهداف سياساتنا الخارجية

TT

ناشد السفير الأميركي في بغداد جيمس جيفري الكونغرس الأميركي تقديم الدعم المالي اللازم للسفارة الأميركية في بغداد وتمويل البرامج الأميركية المدنية في العراق في وقت يتقلص فيه الاهتمام الأميركي العام في العراق. وقدم جيفري في شهادته امام لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي اول من أمس تبريرا اساسيا لمواصلة الدعم المالي في العراق، قائلا ان «عراقا مستقرا سيلعب دورا اساسيا في تحقيق اهداف الولايات المتحدة للسياسة الخارجية في الشرق الأوسط في المستقبل المنظور». وتحدث الدبلوماسي الأميركي عن «فرصة تاريخية» لجعل بغداد حليفا استراتيجيا لواشنطن، لكنه حذر من ان تراجعا متسرعا للجهد الأميركي قد يؤدي في رأيه إلى «بروز القاعدة مجددا» وتوسع نفوذ ايران في العراق. وعلى الرغم من ان جيفري قال ان هناك تحسنا في العراق الا انه توقع «تحديات» خلال العام الحالي تحتاج إلى جهود كبيرة. وقال ان «القاعدة تراجعت ولكنها عازمة» على البقاء في العراق، مشيرا إلى الهجمات الاخيرة مثل استهداف المسيحيين في كنيسة سيدة النجاة في بغداد. واضاف: «بينما القاعدة تبقى عدو العراق الاكثر خطرا، فان الجماعات الشيعية المتطرفة ما زالت تشكل تهديدا جديدا مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق». ولكنه اردف قائلا: «كي تحقق الولايات المتحدة اهدافها، يجب على حكومة العراق ان تتكفل بتزويد الامن الداخلي»، مع دعم من خلال التدريب الأميركي. وفيما تستعد واشنطن لارسال 157 موظفا عسكريا ومدنيا لتشغيل المكتب العسكري في السفارة الأميركية ببغداد، طالب جيفري بزيادة الامكانيات البشرية وعدد الموظفين في السفارة التي باتت الاكبر للولايات المتحدة في العالم من اجل «انهاء المهمة» في العراق بعد الانسحاب الكامل للقوات الأميركية المقرر في نهاية العام الحالي. واكد السفير ان «وزارة الخارجية (الأميركية) مستعدة لتولي الادارة، لكننا نحتاج إلى دعم وامكانات لانهاء العمل». واضاف جيفري «ينبغي ان تكون لدينا قواعد في كل انحاء البلاد لانجاز مهمات انتقالية رئيسية خلال الاعوام الثلاثة إلى الخمسة المقبلة»، مشددا على اهمية مواصلة تدريب الشرطة العراقية. ونشرت اللجنة التي يترأسها السيناتور جون كيري اخيرا تقريرا يستند إلى بعثة استطلاع في العراق. ويشكك التقرير في القدرة الراهنة للخارجية الأميركية على الحلول محل العسكريين، وكذلك في عملية دمج فاعلة للجهود المدنية والعسكرية على مستوى الحكومة في واشنطن. ودعت اللجنة ايضا إلى ضمان آلية تمويل «ذكية ودائمة» للبعثة الدبلوماسية الأميركية في العراق. وفي تقريره الفصلي، لاحظ المفتش العام المتخصص في اعادة اعمار العراق انه اذا كانت قوات الامن العراقية قد احرزت تقدما مهما، فانها لا تزال تعاني ضعفا في قدراتها اللوجستية. واعتبر ايضا ان الفساد داخل الشرطة والجيش يعوق تطويرهما.

ويدور نقاش داخلي في الولايات المتحدة حول امكانية وزارة الخارجية الأميركية تولي المهام كليا في العراق بعد انتهاء صلاحية الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن نهاية هذا العام مما ينهي صلاحيات ابقاء القوات الأميركية في العراق. وهناك اطراف، وخاصة في وزارة الدفاع، تنظر إلى امكانية توقيع اتفاقية جديدة مع العراق تسمح بابقاء بعض العناصر العسكرية الأميركية في العراق ولكن ذلك يعتمد على طلب رسمي من العراق اولا. وشدد جيفري في شهادته على اهمية مواصلة المهمة في العراق وكسب العراقيين، قائلا: «علينا ان نتذكر ان العراق كان متحالفا مع خصومنا وشكل تهديدا لاصدقائنا ومصالحنا». واضاف: «امامنا فرصة تاريخية ونافذة حساسة لمساعدة العراق ليخرج كحليف استراتيجية وقوة استقرار واعتدال في المنطقة».