الأستراليون يتنفسون الصعداء بعد مرور الإعصار دون سقوط ضحايا

«ياسي» دمر 15% من محصول السكر.. والإجلاء المبكر جنب السكان خسائر بشرية

TT

عبر الاستراليون عن ارتياحهم بعد أن تفادى الساحل الشمالي الشرقي للبلاد الدمار الذي كان من المتوقع أن يسببه واحد من أشد الأعاصير في العالم، حيث لم ترد تقارير عن سقوط قتلى على الرغم من أن الرياح دمرت أسطح منازل وأسقطت أشجارا. وهدد الإعصار «ياسي»، الذي تصاحبه رياح تصل سرعتها إلى 300 كيلومتر في الساعة، أستراليا بثاني أكبر كارثة طبيعية تواجهها خلال شهرين لكنه لم يمر على المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة.

ودمر الإعصار نحو 15 في المائة من محصول قصب السكر في البلاد مما زاد الأسعار العالمية إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاثة عقود. لكن مهندسي بناء شككوا فيما إذا كان الإعصار «ياسي» المصنف من الفئة الخامسة، وهي أعلى درجات الأعاصير، كان بالقوة التي تم التكهن بها مسبقا، وقالوا إن التقديرات تميل إلى المبالغة في قوة الأعاصير الكبيرة.

وقال جورج ووكر من جامعة جيمس كوك «لو بلغت سرعة الرياح 300 كيلومتر في الساعة لانتهى كل شيء بنسبة مائة في المائة». وأضاف: «حتى المباني الجديدة ستصمد إلى حد كبير لكن ستلحق بها أضرار».

ونسب البعض الفضل في عدم حدوث أضرار جسيمة أو خسائر بشرية كبيرة إلى الاستعدادات على مدى عدة أيام من عمليات إجلاء مبكر والقوانين التي تضمن أن تكون المنازل والمباني الحديثة قوية بما يكفي للصمود في مواجهة إعصار.

ووصل الإعصار إلى البر عند منتصف ليل الأربعاء الخميس تقريبا على امتداد مئات الكيلومترات من ساحل ولاية كوينزلاند، ثم توغل مما أدى إلى سقوط أمطار غزيرة على مناطق تعدين تسعى جاهدة للتعافي من فيضانات مدمرة تعرضت لها في الآونة الأخيرة. وقالت آنا بلاي رئيسة وزراء كوينزلاند للصحافيين: «التقارير الأولية أعطتنا شعورا بالارتياح».

وتم تصنيف «ياسي» كعاصفة من الفئة الخامسة وهي الفئة الأعلى وشبهت بالإعصار كاترينا الذي دمر نيو أورليانز عام 2005 وأدى إلى مقتل 1500 شخص وسبب أضرارا قيمتها 81 مليار دولار. وقالت هيئة الأرصاد الجوية إنه في وقت متأخر من يوم أمس انخفضت شدة الإعصار إلى عاصفة من الفئة الأولى مع توجهه نحو منطقة ماونت إيزا لكن مركزه ما زال يضرب برياح شديدة وأمطار غزيرة.

وسيكون الأثر الأكبر لهذا الإعصار على الاقتصاد حيث تضررت محاصيل قصب السكر وتشير تقديرات أولية إلى أنه يمكن فقدان نحو 15 في المائة من المحصول الوطني. وتعد أستراليا ثالث أكبر مصدر للسكر الخام في العالم.