منظمات دولية تؤكد تعرض الصحافيين لأعمال عنف في شوارع القاهرة

شملت منتسبي المطبوعات المصرية الخاصة والمراسلين الأجانب رغم الحصانة الإعلامية

مصورون صحافيون يحتمون من القصف المتبادل بين المحتجين ومؤيدي مبارك وسط القاهرة امس (ا.ب)
TT

كشفت عدة منظمات دولية حقوقية عن تعرض عدد من الصحافيين المصريين والأجانب لاعتداءات بالغة وأعمال عنف، خلال المظاهرات التي جرت أول من أمس في شوارع القاهرة. وقالت هذه المنظمات إن أفرادا من الشرطة السرية ومناصرين للرئيس مبارك قاموا بمهاجمة الصحافيين لمنعهم من القيام بتغطية الأحداث، خاصة تلك التي وقعت في ميدان التحرير.. وشملت أعمال العنف كذلك مهاجمة صحافيين من محطات أوروبية وأميركية.

وقالت لجنة حماية الصحافيين إن مؤيدين للرئيس المصري حسني مبارك هاجموا صحافيين في شوارع القاهرة خلال المظاهرات العنيفة التي جرت عشية الأربعاء، واصفة تلك الحوادث بـ«أنها محاولة لفرض الرقابة». وأصدرت الجماعة المدافعة عن حقوق الصحافيين، والتي تتخذ من نيويورك مقرا لها، بيانا يحث الجيش المصري على تقديم حماية للصحافيين الذين يغطون الاحتجاجات هناك، كما أصدرت قائمة بسلسلة الهجمات والاعتداءات التي تعرضوا لها.

ولم يسلم صحافيو «الشرق الأوسط» من تلك الأحداث، حيث تعرضوا لمضايقات أمنية مثل رفض دخولهم إلى قلب الأحداث، أو دفعهم إلى خارج بؤرتها.. كما أن الغياب الأمني عن شوارع العاصمة، وضع الصحافيين في مأزق مواجهة البلطجية من جهة، أو منع أعضاء اللجان الشعبية لهم من الدخول إلى مختلف المناطق من جهة أخرى، حيث إنهم لا يعترفون بأي استثناءات في أوقات حظر التجوال، حتى أن ظروف الحظر اضطرتهم إلى المبيت بمقر الجريدة في معظم الأيام، رغم أن قانون الحظر يستثني الصحافيين أو الأطباء أثناء عملهم. وقال محمد عبد الدايم منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بلجنة حماية الصحافيين لوكالة «رويترز»: «إن الحكومة المصرية تستخدم استراتيجية للتخلص من الشهود على أفعالها». مضيفا: «لجأت الحكومة إلى فرض الرقابة والترهيب، واليوم (أول من أمس) ارتكب غوغاء من مؤيدي الحكومة سلسلة هجمات متعمدة على الصحافيين». وبحسب «رويترز»، فإن قائمة الاعتداءات التي أعدتها اللجنة، شملت هجوما لأفراد من الشرطة يرتدون الزي المدني على مكتب صحيفة «الشروق» الخاصة بالقاهرة، مما أدى إلى إصابة صحافي ومصور بجروح وتهشم آلة للتصوير، كما تمت مصادرة بطاقة صحافية وبطاقة ذاكرة من أحد محرري الصحيفة في الشارع. كما اعتقلت الشرطة المصرية أربعة من الصحافيين الإسرائيليين بالقاهرة لانتهاكهم حظر التجوال ودخول البلاد بتأشيرة سياحية. وتعرض الصحافي البلجيكي موريس سارفاتي، الذي يكتب تحت اسم سيرج ديمون ويعمل لعدة صحف، للضرب، وألقي القبض عليه أثناء مهمته بالقاهرة، ويحتجزه جنود بتهمة التجسس.

وهاجم مؤيدون لمبارك الصحافي أندرسون كوبر الذي يعمل بشبكة «سي إن إن» التلفزيونية والطاقم المرافق له، وقالت كريستيان أمانبور الصحافية بشبكة «إيه بي سي». التلفزيونية في بيان لها إن محتجين تصدوا لها والطاقم المرافق لها في القاهرة، وركلوا أبواب السيارة وهشموا زجاجها الأمامي أثناء سيرهم مبتعدين. فيما قالت وكالة أنباء «أسوشييتدبرس» إن اثنين من مراسليها عوملا بخشونة أثناء تغطيتهما لتجمع مؤيد لمبارك.

وذكرت وسائل إعلام دنماركية أن متظاهرين مؤيدين لمبارك ومسلحين بالعصي ضربوا ستيفن ينسن المراسل بمنطقة الشرق الأوسط أثناء تقديمه تقريرا صحافيا بالهاتف لقناة «تي في 2» من القاهرة. وقال ينسن الذي لم يصب بجروح خطيرة إن جنودا يحتجزونه وإنه لا يعرف سبب احتجازه.