مستشفيات مصر.. غرف طوارئ مفتوحة على مدار الساعة

طبيبة شابة قالت: نعمل في ظروف صعبة ونكشف على المصابين بالجوال نظرا لقلة الإضاءة المتاحة

TT

تحولت المستشفيات بالقاهرة ومعظم المدن المصرية إلى غرف طوارئ مفتوحة على مدار الساعة لاستقبال المصابين من جراء أعمال العنف التي تشهدها مظاهرات الشباب بمصر حاليا، خاصة بعد المصادمات العنيفة بين المحتجين بميدان التحير طيلة ليل أمس، وجماعات موالية للرئيس المصري حسني مبارك، واستقبلت مستشفيات القاهرة، خاصة المستشفيات الكبرى: قصر العيني، والدمرداش، وأحمد ماهر، والمنيرة، ومعهد ناصر، أكثر من 800 شخص مصاب بحسب تقديرات وزارة الصحة المصرية.

في حين قام العشرات من شباب مصر من خلال كل من موقعي «الفيس بوك» و«تويتر» بتنظيم حملات تبرع بالدم عاجلة من خلال التواصل مع شبكة المعلومات ونشر أرقام المركز القومي لنقل الدم وكافة الفروع التابعة له، لمواجهة أزمة نقل أكياس الدم للمصابين، في سباق محموم مع الزمن، كما ناشد المواطنون المتصلون بالتلفزيون المصري الرسمي والقنوات المصرية الخاصة كتابة أرقام مراكز التبرع بالدم في مصر والجيزة على شريط الأخبار الذي يظهر على هذه القنوات، مع التنويه عن وجود حملة قومية للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين.

تقول أمل محمود (كاتبة شابة): لقد قمت بإرسال أرقام مراكز التبرع بالدم ومناشدة كل «الجروب» الخاص بي والذي يتعدي عددهم 3 آلاف شخص لسرعة التوجه لأقرب مركز للتبرع بالدم من خلال خدمة الرسائل على «الفيس بوك». وتشير أمل قائلة إن سكان المعادي يحتاجون إلى (بيتادين - شاش - قطن - مضادات حيوية ومسكنات) لنقصها في الحي وقرب الحي من ميدان التحرير، بحسب الرسائل المتبادلة على موقع «الفيس بوك».

من ناحية أخرى أكدت ريهام متوكل (طبيبة) أن الشوارع الجانبية لميدان التحرير تحولت إلى مستشفيات متنقلة لإسعاف المصابين الواردين من ميدان التحرير بشكل متواتر وأنهم يعملون من دون ترتيب، فكل طبيب أو طبيبة يقطن في محيط ميدان التحرير نزل بالمواد الطبية والإسعافات الأولية التي لديه وما يمكن أن يشتريه في طريقه من الصيدليات لإسعاف المصابين وإنقاذ حياتهم قدر المستطاع قبيل نقلهم لأقرب مستشفى.

تضيف ريهام بصوت يعتصره الحزن والأسى: نعمل في ظروف صعبة لدرجة أن بعض المصابين نكشف على مناطق جراحهم باستخدام إضاءة الهاتف النقال للوصول إلى أعماق الجرح وطبيعته نظرا لقلة الإضاءة المتاحة لدينا، بل إن بعض ساحات المساجد والزوايا الجانبية للصلاة تحولت إلى مناطق إيواء للمصابين والأطباء لسرعة علاجهم. هذا وقد خصص المركز القومي لنقل الدم في مصر خطا ساخنا لتلقي طلبات المتبرعين بالدم وتوجيههم لأقرب مركز طبي يمكنه استقبالهم ويحمل رقم (19447)، وسيقوم المركز على أثره بتوزيع الأكياس المتبرع بها إلى أكثر من 30 مستشفى في القاهرة والجيزة، كما أطلقت وزارة الصحة المصرية حملة تحمل عنوان (التبرع بالدم يساوي استمرار الحياة) لمد مراكز الدم بأكياس الدم اللازمة نظرا للأزمة الطارئة التي تواجهها المستشفيات من الزيادة المطردة لأعداد المصابين. فيما أعلنت وزارة الصحة المصرية أن حالة من التأهب القصوى أعلنت في كافة مستشفيات القاهرة والجيزة، وأن المستشفيات تعمل بكامل طواقمها الطبية والتمريضية لمواجهة الأحداث وتداعياتها المتلاحقة، ونفت الوزارة أية مزاعم حول وجود عجز في استيعاب هذه المستشفيات للمصابين وأعدادهم الكبيرة.