عراقيون عالقون في مصر يناشدون الأمم المتحدة مساعدتهم

السفير الخير الله لـ«الشرق الأوسط»: أجلينا ألفين ولم يتعرض أي عراقي لسوء

TT

فيما يشعر عدد من العراقيين المحسوبين على المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والمقيمين في القاهرة بالقلق على حياتهم كونهم عالقين هناك ولا يستطيعون العودة إلى بلدهم، أكد السفير العراقي لدى مصر أن أيا من مواطنيه لم يتعرض حتى الآن لأي حادث وأن هناك رحلات جوية لنقل الراغبين منهم إلى بغداد مجانا.

وقالت الشاعرة والإعلامية رنا جعفر، المقيمة في القاهرة منذ خمس سنوات، إنها تشعر بالقلق لبقائها مع جدتها هناك، مشيرة إلى أنها «قلقة للغاية لتطور الأحداث وسوئها امنيا، حيث نخشى الخروج من مساكننا، كما أنني أخشى إذا ما احتجنا لأي خدمات طبية لجدتي، وهي كبيرة في العمر، إذ من الصعب الوصول إلى أي مستشفى». وأضافت لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من القاهرة أمس: «أنا لا أستطيع العودة إلى بغداد لأنني تعرضت عام 2006 للاختطاف وقد تم تحريري بعد دفع الفدية، ومهددة هناك، كما أني اشعر بالرعب كلما فكرت في العودة بسبب ما تعرضت له، وليس هناك أي من عائلتي في العراق، خاصة أن الأوضاع الأمنية لم تتحسن إلى درجة تجعلني مطمئنة هناك». وتابعت: «أنا هنا منذ خمس سنوات وقد طلبت حق اللجوء من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وقد منحت هذا الحق لكنني في انتظار تحديد البلد الذي سأغادر إليه، وهذا قد يأخذ المزيد من الوقت»، مشيرة إلى أن «الأمم المتحدة وحسب البطاقات التي نحملها هي المسؤولة عنا وعن حمايتنا لكن المشكلة هي أنه لا يوجد الآن في مكاتبها بالقاهرة أي موظف إذ تم إجلاؤهم، كما أنهم لا يردون على اتصالاتنا الهاتفية». وطالبت رنا الأمم المتحدة «بإيجاد حل سريع وسليم لنا بدلا من تركنا وسط الأوضاع الخطرة، ولو لم تكن الأوضاع خطرة هنا لما أجلت موظفيها، كما فعلت غالبية السفارات الغربية، فنحن لا نعرف ما هو الحل»، منوهة بأن «السفارة العراقية عرضت علينا مشكورة، العودة إلى بغداد لكن غالبية منا رفضوا ذلك».

بدورها قالت أسيل خالد، المقيمة في القاهرة منذ ست سنوات: «لقد هربنا من بغداد أنا وزوجي بعد أن قتلوا أبناء عمي وتم تهجيرنا من بيتنا لأسباب طائفية، بينما كان زوجي معتقلا لدى القوات الأميركية للاشتباه به فقط، لهذا من الصعب بل المستحيل العودة إذ لا نقدر على العودة إلى بيتنا ولا نأمن هناك على حياتنا وأطفالنا الثلاثة»، مشيرة إلى أنهم طلبوا حق اللجوء السياسي وما زالوا في انتظار الخروج لأي بلد أوروبي آمن. وأضافت: «نحن هنا نخشى البقاء لأننا نتذكر ما حدث لنا ببغداد، ومن يسمونهم بالبلطجية يهجمون على البيوت دون التمييز بين عراقيين وغير عراقيين، حيث لا يحمي عمارتنا سوى القليل من الشبان من اللجان الشعبية، وليس من إنقاذ لنا سوى أن تجد الأمم المتحدة حلا لنا».

أما طارق السعود، وهو صحافي، فقال إنه ترك العراق لتعرضه لتهديدات حقيقية وأضاف: «على الرغم من أني مقبول من قبل منظمة الهجرة الدولية لتوطيني في الولايات المتحدة فإن الإجراءات بطيئة للغاية والأمور الأمنية هنا في القاهرة تسوء ونحن لا نعرف إلى أين ستؤول الأوضاع»، مشيرا إلى أن «السفارة تساعد جميع العراقيين الراغبين بالعودة، وعودتي تعني خسارتي فرصة السفر إلى أميركا، وأنا أنتظر هذه الفرصة منذ 4 سنوات».

يشار إلى أن هناك بعض العوائل العراقية التي اختارت أن تتجمع في سكن واحد مع بعضها ليسهل عليها حماية نفسها، تماما مثلما فعلت عائلة مازن وحيد وزوجته سجى مكرم، التي قالت: «زوجي كان مختطفا ببغداد وقد أطلق سراحه بعد دفع الفدية، وعندما تحرر من خاطفيه قرر السفر إلى مصر، بينما تم السطو علينا وسيطروا على بيتنا حيث بتنا مهجرين، ، لهذا لم يكن أمامنا سوى اللجوء إلى مفوضية شؤون اللاجئين لأننا لا نستطيع العودة إلى العراق على الإطلاق». وأضافت مكرم أن «السجناء الذين فروا من سجونهم هجموا على المساكن في منطقة 6 أكتوبر بالسكاكين وبقية الأسلحة البيضاء، وهذا أصابنا بالرعب فقررنا الإقامة مع أصدقائنا حيث نستطيع كعائلتين أن نشعر بالقوة»، طالبة من الأمم المتحدة إيجاد حل سريع لهم.