اليمن: مظاهرتان للحزب الحاكم والمعارضة تتنافسان للوصول إلى ميدان التحرير

يمنيون يتظاهرون حاملين لافتة عليها العلمان اليمني والتونسي وعبارة «أنتم السابقون ونحن اللاحقون»، في صنعاء أمس (أ.ف.ب)
TT

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء وعدة محافظات، أمس، مظاهرات لعشرات الآلاف من أنصار الحزب الحاكم مؤيدة للرئيس علي عبد الله صالح وأخرى مناهضة لنظامه وتطالب بالتغيير، نظمتها أحزاب المعارضة، ومظاهرات ثالثة لأنصار الحراك الجنوبي.

ومنذ الصباح الباكر تقاطر الآلاف من أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم إلى منطقة باب اليمن في صنعاء ثم انطلقوا في مسيرة إلى ميدان التحرير بوسط العاصمة وهم يرفعون صور الرئيس علي عبد الله صالح والعلم الجمهوري ورايات الحزب ولافتات كتبت عليها العبارات المؤيدة للرئيس صالح ولمبادرته التي أطلقها، أول من أمس، والتي أعلن فيها أنه لن يرشح نفسه لولاية رئاسية جديدة وأنه لن يورث الحكم لنجله العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح، كما تضمنت شعارات أنصار المؤتمر الشعبي العام عبارات ترفض العنف والتخريب والتآمر على الوطن، وهي عبارات يبدو أن المقصود منها أحزاب المعارضة. ونظم القطاع النسائي للحزب الحاكم مهرجانا آخر في ملعب الظرافي المجاور لميدان التحرير ورفعت المشاركات الشعارات نفسها.

أحزاب اللقاء المشترك المعارضة اضطرت إلى إقامة مظاهرتها أمام الجامعة الجديدة في شارع الدائري بعد أن كانت دعت جماهيرها إلى التظاهر في ميدان التحرير الذي استولى عليه أنصار الحزب الحاكم ليل أول من أمس، بعد إعلان المعارضة التظاهر فيه، ولم تقتصر مظاهرات أحزاب اللقاء المشترك على العاصمة صنعاء فقط، ولكنها أقيمت في معظم المحافظات ورفعت شعارات تطالب بـ «التغيير» وبإجراء إصلاحات وترفض توريث الحكم وتندد بالغلاء والفساد وغيرها من المطالب التي ترفعها المعارضة اليمنية، وفي الوقت الذي سارت معظم المظاهرات من دون أية مشكلات أمنية، فإن مظاهرة «المشترك» في مدينة عدن، شهدت مواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين إثر قيام تلك القوات بمنع توجه المتظاهرين إلى حي «كريتر» القديم في عدن، وقد أسفرت المواجهات عن إصابة متظاهرين اثنين واعتقال 15 آخرين، وقدرت مصادر المعارضة اليمنية عدد المتظاهرين من أنصارها الذين خرجوا في المحافظات بأكثر من مليون متظاهر، بينما قدر الحزب الحاكم عدد أنصاره الذين تظاهروا في صنعاء، بأكثر من 300 ألف متظاهر.

كما شهدت العاصمة صنعاء مظاهرتين مختلفتين، شهدت محافظة الضالع الأمر نفسه، حيث خرجت جماهير الحراك الجنوبي في مظاهراتها الأسبوعية بمناسبة ما يسمى «يوم المعتقل الجنوبي»، في الوقت الذي خرج الآلاف من أنصار المشترك يرفعون شعارات المعارضة، إلا أنهم وفي نهاية مظاهراتهم تعرضوا للرشق بالحجارة من قبل متظاهري الحراك.

وفي محافظة تعز، كبرى المحافظات اليمنية من حيث عدد السكان، وعقب مهرجان أحزاب المعارضة، دارت صدامات ومواجهات بين شبان متظاهرين وقوات الأمن، إثر التدافع بسبب كثافة الحضور، ولم تسجل أية إصابات في حينه، غير أن 3 أشخاص أصيبوا أثناء قيام قوات الأمن في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، بتفريق مظاهرة للحراك الجنوبي في المدنية، وقال شهود عيان إن قوات الأمن استخدمت القنابل المسيلة للدموع والرصاص لتفريق المتظاهرين، وبحسب مصادر محلية، فإن المتظاهرين الثلاثة أصيبوا برصاص أفراد الأمن.

تأتي هذه المظاهرات بعد يوم واحد من إعلان الرئيس علي عبد الله صالح مبادرة من 4 نقاط أهمها عدم الترشح لفترة رئاسية جديدة وعدم توريث نجله الحكم وتأجيل الانتخابات.